إلى متى يستفيد الطفل من حليب الأم؟ سؤال مهم تطرحه الأمهات اللاتي يخططن للرضاعة الطبيعية، نجيب عنه في هذا المقال.
الرضاعة الطبيعية أفضل هدية يمكنك تقديمها لطفلك، إذ يحصل الرضيع على كثير من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها للنمو من خلال حليب الأم، ويبني معها علاقة فريدة في هذا الوقت، مزايا الرضاعة الطبيعية لا تنتهي، ولكن كم من الوقت يجب أن يرضع طفلك منكِ كي يحصل على فوائدها؟
إلى متى يستفيد الطفل من حليب الأم؟
الفوائد التي يحصل عليها الرضيع من الرضاعة الطبيعية تجعل كل أم تحارب من أجل أن تُرضع طفلها طبيعيًا، ولكن إلى أي نقطة يظل حليب الأم مفيدًا؟ وهل يتحول إلى مصدر مضر للطفل في وقت ما؟
منظمة الصحة العالمية وأكاديمية طب الأطفال الأمريكية، وهما أكبر جهتان في الصحة، تشددان على أن جميع الأمهات في جميع أنحاء العالم يجب أن يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية خالصة طوال الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
كما توصيان باستمرار الرضاعة الطبيعية على مدار العام الأول بالكامل على الأقل، حتى مع إدخال الطعام، الذي تبدأ الأم بتقديمه للطفل من عمر ستة أشهر.
كل هذه التوصيات عامة، وهي الأفضل، أما في حالات مختلفة لأمهات لديهن مشكلات في الرضاعة الطبيعية فقد يكون استمرار الرضاعة عامًا مشكلة، لكنها تظل حالات فردية، فالأصل أن أقل مدة تُرضعين فيها صغيرك ليستفيد من الحليب في النمو هي العام الأول، وأكثر مدة سنتان متتاليتان، وأكثر من هذا لا توجد استفادة من حليب الأم، بالإضافة إلى الأضرار النفسية التي يمكن أن تصيب شخصية الطفل وتنعكس على ارتباطه بأمه.
أما حليب الأم، فلا يضر الطفل مهما زادت مدة الرضاعة منه، لكن شخصيته ستتضرر كثيرًا وسيكون أقل مسؤولية واستقلالية.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
لا تقل أهمية الرضاعة الطبيعية لطفلك أبدًا في مختلف الأعمار، وإليكِ أهم الفوائد التي يحصل عليها الطفل منها حسب عمره:
- الأيام الأولى بعد الولادة: يجب أن يكون المولود إلى جانبك دائمًا لأنه يستيقظ للرضاعة الطبيعية بعد ساعات فقط من الولادة، وهذه اللحظات هي الأفضل والأعمق مع الأم، أول ما يدخل معدة المولود هو (اللبأ)؛ مادة كالحليب لونها أصفر غنية بالأجسام المضادة والمواد الغذائية لمساعدته على رفع مناعته ومواجهة العالم الجديد.
- الشهران الأول والثاني: مع استمرار الرضاعة الطبيعية يبدأ طفلك في تلقي المواد الغذائية (البروتين والكربوهيدرات والدهون) من حليب الأم، وهي المرحلة التي يمكن له فيها الإصابة بأمراض شائعة مثل: التهاب الأذن والإسهال ومشكلات الصدر، حليب الرضاعة الطبيعية هو أكثر ما يحميه في هذه الفترة.
- الشهران الثالث والرابع: في هذه المرحلة يوفر حليب الأم حماية الطفل من الحساسية المحتملة نتيجة أسباب مختلفة، ويساعد على تطوير الجهاز الهضمي.
- الشهران الخامس والسادس: لا يزال حليب الأم ضروريًا للطفل، إذ يوفر له الفيتامينات الحيوية مثل فيتامين "أ"، كما أنه مصدر للحديد والبروتين، وفي هذه المرحلة يمتص جسم الطفل العناصر بسهولة.
- بعد ستة أشهر: وهي المرحلة التي يدخل فيها الطعام الصلب إلى جانب الرضاعة الطبيعية، ولكن لا تزال التغذية الأساسية لطفلك حليب الرضاعة، لذلك لا تتخلي عنه الآن وحتى يتم عامين إن استطعتِ، فحليب الأم هو المصدر الأفضل لزيادة المناعة ومنحه الطاقة والتغذية النظيفة التي يحتاج إليها في هذه العمر لتطوير نموه بشكل جيد.
شاهدي في الفيديو إجابات أسئلتك عن الرضاعة الطبيعية، اعرفيها مع دكتور شيرين رضا ومها حمدي في فيديو من أم العيال على "سوبرماما".