الرضاعة الطبيعية هبة عظيمة من الله للأم والمولود، فهي لا تقتصر فقط على تقديم التغذية المثالية للطفل، بل تساعد أيضًا على تقوية الروابط العاطفية والنفسية بين الأم ومولودها، وتعزيز نموه بشكل صحي وسليم.
يولد الأطفال ولديهم القدرة على المص بالفطرة، إذ يبدأ الطفل حديث الولادة بتحريك شفتيه بشكل تلقائي عند ملامستهما بحلمة الأم، ويطور الطفل مهارته في المص تدريجيًّا حتى يتعلم الرضاعة ويتقنها.
كيف تتواصلين مع طفلك خلال فترة الرضاعة؟
ولكن في كثير من الأحيان تضعف مهارة المص لدى الطفل نتيجة لبعض التصرفات الخاطئة بعد الولادة، مثل عزل الطفل عن الأم لعدة ساعات في المستشفى، وتأخير وضعه على ثدي أمه بعد الولادة، أو إرضاعه باستخدام زجاجة الرضاعة بدلًا من الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم مباشرة، فيواجه كل من الطفل والأم صعوبة في الرضاعة الطبيعية بعد ذلك، ويحتاج الطفل للمساعدة والصبر من الأم على تعلم الرضاعة وتطوير مهارة المص لديه.
كيف تساعدين طفلكِ على تعلم الرضاعة؟
تختلف الرضاعة عن المص، فالمص هو تحريك الشفتين دون بلع، وهو أحد ردود الفعل الفطرية التي يولد بها الطفل، فهو فعل لا إرادي يفعله الطفل عند وضع أي شيء داخل فمه، فيبدأ في تحريك شفتيه بما يسمى طبيًا بـ"منعكس المص"، أما الرضاعة فهي مرحلة أكثر تطورًا من المص، وهي مهارة مكتسبة يطورها الطفل مع الوقت والممارسة الصحيحة للرضاعة الطبيعية.
أهم 7 نصائح عن الرضاعة الطبيعية للأم الجديدة
ويمكنكِ التفريق بينهما بسهولة في أثناء إرضاعكِ لصغيركِ، فستعرفين متى يحرك شفتيه فقط ومتى يرضع بالفعل، ويمكنكِ مساعدته على تعلم الرضاعة وإتقانها عن طريق اتباع الخطوات التالية:
1. عدم تأخير الرضعة الأولى:
احرصي على إرضاع مولودكِ خلال الساعة الأولى من الولادة، إذ يساعد ذلك على تطوير مهارة المص الفطرية لديه وسهولة تعلم الرضاعة، وكلما زاد الوقت بين الولادة والرضعة الطبيعية الأولى للطفل، زادت صعوبة الرضاعة على كل من الأم والطفل.
2. تطبيق وضع الجلد للجلد:
يؤكد خبراء الرضاعة الطبيعية على ضرورة تطبيق وضعية ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة مباشرة، وهي أن تضم الأم صغيرها دون أي ملابس عازلة بينهما، إذ تساعد هذه الوضعية على تحفيز إدرار الحليب لدى الأم، وتنشيط قدرة الطفل على المص وسهولة تعلمه الرضاعة، وتساعد أيضًا على تهدئته وزيادة شعوره بالأمان والهدوء.
3. ممارسة وضعية رضاعة صحيحة:
تأتي أغلب مشكلات الرضاعة الطبيعية بسبب اتباع وضعيات رضاعة خاطئة، لذا احرصي على تعلم الوضعيات الصحيحة للرضاعة الطبيعية، واختيار وضعية مريحة ومناسبة لكِ منها. شاهدي فيديوهات عن طرق تطبيق الوضعيات الصحيحة للرضاعة الطبيعية، أو يمكنكِ استشارة إخصائية رضاعة لمساعدتكِ في تعلم الوضعيات الصحيحة للرضاعة الطبيعية، وتقديم الدعم النفسي اللازم لكِ في هذه الفترة المهمة لكِ ولطفلكِ.
عندما يشعر صغيركِ بالجوع، سيبدأ في تحريك فمه يمينًا ويسارًا بحثًا عن غذائه، انتظري حتى يفتح فمه فتحة كبيرة ثم أدخلي حلمة ثديكِ والهالة المحيطة بها داخل فمه، وليس حلمة الثدي فقط، لتجنب الشعور بألم الحلمات وتشققها ولزيادة إدرار الحليب، سيكافح طفلكِ قليلًا في البداية لتعلم الرضاعة، ولكنه سيستطيع بمساعدتكِ أن ينجح في إتقانها مع الوقت.
4. عدم تقديم زجاجة الرضاعة للطفل:
يحتاج طفلكِ حديث الولادة إلى التعرف على حلمة ثديكِ وتعلم الرضاعة منها، فالأمر بمثابة مهمة كبيرة وشاقة لديه، إذ عليه بذل مجهود كبير في المص والرضاعة للوصول إلى حليب الثدي، أما في حالة إرضاعه باستخدام زجاجة الرضاعة ينساب الحليب إلى فمه بسهولة دون عناء، ما يؤثر سلبًا على تعلقه بالرضاعة الطبيعية وإتقانه لها.