يتحمس معظم الأمهات لبدء فطام أطفالهن الرضع، وإدخال أنواع الأطعمة المختلفة إلى روتينهم الغذائي. وغالبًا ما يبدأ الفطام بصورة تدريجية، وذلك بإدخال صنف واحد من الطعام كل يومين أو ثلاثة مع نهاية الشهرين الرابع أو السادس من عمر الطفل، مع الامتناع تمامًا عن تقديم الفول للطفل الذكر أو الأنثى في هاتين المرحلتين، وحتى بلوغهما العام.
وبحلول عام كامل على ولادة الطفل، يشارك الأسرة طعامها اليومي على اختلاف أنواعه. ولكن قد تفاجأ الأم بطلب الطبيب ألا يتناول طفلها البقوليات تمامًا حتى بعد بلوغه العام -خصوصًا لو كان ولدًا- إذا كان لديها تاريخ إصابة بالمرض بين إخوتها الذكور، لحين خضوعه لاختبار نقص إنزيم G6PD، الذي يبين إصابته بأنيميا الفول من عدمه.
وفي هذا المقال تستعرض معكِ "سوبرماما" كل ما يهمك معرفته عن هذا المرض وأسبابه، ونصائح للتعامل مع الطفل المصاب به.
ما هي أنيميا الفول؟
أنيميا الفول مرض وراثي شائع فى كل أنحاء العالم، وخصوصًا في دول حوض البحر المتوسط، ويحدث نتيجة لنقص إنزيم نازعة الهيدروجين جلوكوز 6 فوسفات (G6PD)، وهو إنزيم يساعد خلايا الدم الحمراء على أداء وظيفتها في نقل الأكسجين لخلايا الجسم، ويحميها من تأثير بعض المواد المؤكسدة المسببة لأنيميا الفول.
وفي حالات نقص هذا الإنزيم تكون كرات الدم الحمراء حساسة جدًّا لبعض الأطعمة والأدوية، بل البكتيريا والفيروسات أيضًا. إذ يؤدي تعرضها لأحد هذه المؤثرات إلى تكسيرها، ومن ثم الإصابة بأنيميا نتيجة تكسير الدم (hemolytic crisis) التي ينتج عنها أنيميا الفور.
مواد تسبب أنيميا الفول
- بعض الأطعمة، مثل: البقوليات بجميع أنواعها وفول الصويا.
- بعض الأدوية المسكنة أو الخافضة للحرارة، مثل: الإسبرين.
- بعض المضادات الحيوية التي تحتوي على مادة السلفا.
- عقار الكلوروكين (chloroquines) المستعمل في علاج الملاريا، والعقارات المشابهة.
- بعض المواد الكيماوية، مثل: النفثالين.
وهذه المواد لا بد من تجنبها تمامًا، إذ لا يجب أن يأكلها الطفل أو يلمسها أو يشمها. وإذا كان طفلك مصابًا بأنيميا الفول، فالطبيب المعالج سيعطيكِ قائمة مفصلة بالمواد الممنوعة.
ما الذى يسبب نقص إنزيم G6PD؟
نقص إنزيم G6PD يعد خللًا جينيًّا وراثيًّا، إذ يوجد الجين المسئول عن تكوين هذا الإنزيم على الكروموسوم X، وأي خلل يحدث في الأخير يؤدي إلى نقص تكوين هذا الإنزيم. والإناث غالبًا يكن حاملاتٍ للمرض، وهن المسؤولات عن انتقاله إلى الذكور من أطفالهن، وهم الذين تظهر عليهم أعراض المرض.
كيف يتم تشخيص أنيميا الفول؟
يتم التشخيص بعض إجراء اختبار معملي لقياس نسبة إنزيم G6PD في دم الطفل، وهذا التحليل عادةً يتم بتوجيه من الطبيب المعالج في إحدى حالتين:
- وجود تاريخ عائلي لدى الإخوة الذكور للأم (أخوال الطفل) بالإصابة بأنيميا الفول.
- إصابة الطفل بأزمة تكسير لكرات الدم الحمراء، بعد تناول نوع معين من الطعام أو الدواء، أو الإصابة بالتهاب بكتيري أو فيروسي.
ما أعراض أنيميا الفول؟
لا تظهر أعراض المرض على الطفل المصاب، إلا إذا تعرض لأي من المواد المؤكسدة -السابق ذكرها- التى تتسبب في تكسير خلايا الدم الحمراء. ويتوقف الأمر على نوع هذه المواد والكمية المأخوذة منها، فأحيانًا إذا تناول كمية بسيطة منها، قد يمر الأمر دون حدوث أي أثر يذكر، سوى الشعور ببعض الخمول. وإذا تناول كميات كبيرة يمكن أن يصل الأمر إلى التكسير السريع لخلايا الدم الحمراء، والإصابة بالأنيميا الحادة، والأعراض في هذه الحالة تشمل:
- شحوب الوجه.
- الشعور بالإجهاد.
- ضيق فى التنفس.
- سرعة ضربات القلب.
- اصفرار الجلد والعينين، خاصة إذا كان الطفل حديث الولادة.
- تلون لون البول بلون الشاي.
وإذا حدث لطفلك أي من هذه الأعراض، فلا بد من الذهاب للمستشفى على الفور، فربما يحتاج لنقل دم، وإذا تمت السيطرة على الحالة، وامتنع طفلك عن المسبب لها، ستختفي الأعراض من تلقاء نفسها.
كيف تعتنين بطفلك المصاب بأنيميا الفول؟
- تعرفي جيدًا على قائمة الممنوعات، واجعلي طفلكِ يحتفظ بنسخة مكتوبة معه في كل وقتٍ ومكان، ما يسهل من السيطرة عليها.
- راجعي كل شيء قد يحصل عليه طفلك، وتأكدي أنه لا يوجد ضمن قائمة الممنوعات.
- تأكدي أن أقاربك أو أي شخص من مقدمي الرعاية له، سواء في المدرسة أو الحضانة، على علم بهذه القائمة.
- احرصي على عمل فحص دورى لطفلك، للتأكد من نسبة الهيموجلوبين في دمه.
- اذهبي فورًا إلى الطبيب، إذا أصابته أي عدوى، لأخذ العلاج المناسب.
- تحدثي مع طفلك عن أنيميا الفول عندما تسمح سنه بذلك، حتى تزيدي وعيه بالأشياء الممنوعة عليه، وأكدي له أن الأمر سهل التخلص منه بالوقاية.