إذا كنتِ تشعرين بألم في المنطقة السفلية من البطن أو في منطقة الحوض، فقد تكون هذه أعراض لالتهاب الرحم، وهو من الحالات الشائعة التي تصيب عددًا كبيرًا من النساء نتيجة تهيج في أنسجة الرحم، يحدث لعدة أسباب أهمها العدوى الفطرية أو البكتيرية أو بسبب الأمراض المنقولة جنسيًا، وتتشابه أعراض التهاب الرحم مع بعض الحالات الأخرى، لذا سنحدثك في هذا المقال عن التهاب الرحم وكيف يمكنكِ تمييزه.
أعراض التهاب الرحم
التهاب الرحم هو تهيج في أنسجة الرحم، ويحدث إما في عنق الرحم (المنطقة الضيقة الموجودة في نهاية الرحم، التي تربط بين المهبل والرحم) أو في المنطقة الداخلية، أو في بطانة الرحم، وجميعها تؤدي تقريبًا إلى الأعراض نفسها وهي:
- إفرازات صفراء، بنية، أو رمادية برائحة كريهة.
- نزيف في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة أو بعدها.
- نزيف خارج أوقات الحيض.
- ألم عند التبول.
- ألم في أثناء العلاقة الحميمة.
- ألم في الجزء السفلي من البطن، أو في منطقة الحوض.
- شعور بالتورم في الجزء السفلي من البطن، أو في الرحم.
- حمى (ليست عرضًا شائعًا).
- الإمساك.
وتتشابه معظم هذه الأعراض مع أعراض التهابات المهبل، لكن النزيف وتورم الجزء السفلي من البطن من الأعراض المميزة لالتهابات الرحم.
التهاب الرحم والحمل
قد تتساءلين عزيزتي عن تأثير التهاب الرحم على إمكانية الحمل، وهل يؤثر على مستوى الخصوبة لديكِ؟ والحقيقة أن التهاب بطانة الرحم بصفة خاصة يؤثر بشكل كبير على قدرة المرأة على الحمل، بل قد يؤثر على استمرارية الحمل، إذ يؤدي التهاب الرحم إلى تكون ندبات تمنع انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، وحتى مع الزرع قد يؤثر الالتهاب على نمو الجنين وتطوره بشكل طبيعي داخل الرحم، وقد أشارت مجموعة من الدراسات أُجريت عام 2016، إلى أن التهاب بطانة الرحم المزمن يمكن أن يؤثر على الخصوبة بالطرق التالية:
- منع البويضة المخصبة من الانزراع في بطانة الرحم.
- زيادة احتمالية حدوث إجهاض متكرر.
وتشير الدراسة نفسها إلى أن العلاج بالمضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في الخصوبة وحالات حمل ناجحة.
وفي دراسة أخرى أُجريت عام 2018 على 95 امرأة لديهنّ مشاكل في الخصوبة، وجد الباحثون أن أكثر من نصف هؤلاء النساء مصابات بالتهاب بطانة الرحم المزمن، وأن العلاج بالمضادات الحيوية قد حسن من أعراضه بنسبة تزيد عن 80%، لذا ينصح الأطباء السيدات اللاتي يعانين من مشاكل في الخصوبة أو من حالات إجهاض متكررة، أو عدم القدرة على الإنجاب حتى مع الحقن المجهري، أن يتأكدن من عدم الإصابة بالتهاب بطانة الرحم من خلال استشارة الطبيب، وإذا تم تشخيص الحالة، فإن العلاج قد يساهم بشكل كبير في حدوث الحمل.
علاج التهاب عنق الرحم الشديد
التهاب عنق الرحم من حالات التهاب الرحم الشائعة، ويتم تشخيصه بواسطة الطبيب، من خلال فحص الحوض للتأكد من عدم وجود تورم في أعضاء الحوض الداخلية، ومن خلال الفحص المهبلي باليد، يمكن للطبيب فحص الجدران العلوية والسفلية والجانبية من المهبل وعنق الرحم، كذلك تساعد مسحة عنق الرحم في تحديد سبب الالتهاب، ويختلف العلاج باختلاف السبب كالتالي:
- المضادات الحيوية: سيصف لكِ الطبيب المضادات الحيوية في صورة حقن مثل "السيفترياكسون"، أو أقراص عن طريق الفم مثل "الأزيثرومايسين" و"الدوكسي سيكلين" وغيرها، إذا كان السبب في التهاب عنق الرحم هو الأمراض المنقولة جنسيًا مثل "الكلاميديا" و "السيلان"، وفي هذا الحالة سيحتاج زوجك للعلاج أيضًا، حتى لا تتنتقل العدوى لكِ مرة أخرى بعد العلاج، وسيصف الطبيب أيضًا المضادات الحيوية في حالات عدوى المهبل البكتيرية.
- المضادات الفيروسية: مثل "الأسيكلوفير"، وسيصفه الطبيب في حالات العدوى الفيروسية مثل الهربس وفيروس الورم الحليمي البشري.
- المضادات الفطرية: في حالة عدوى المهبل الفطرية مثل عدوى الخميرة، "داء المبيضات" التي تنتقل إلى عنق الرحم.
- أسباب غير العدوى: مثل استخدام الدش المهبلي بصورة مفرطة، أو وجود ردود فعل تحسسية للواقي الذكري أو المزلق الحميمي وغيرها، سيصف الطبيب مضادات الالتهاب لتخفيف تهيج عنق الرحم.
وبصفة عامة إذا كان المسبب في التهاب عنق الرحم هو العدوى، يفضل عدم ممارسة العلاقة الحميمة حتى انتهاء العلاج حتى لا تتكرر العدوى من جديد.