تشعر كل أم بسعادة لا تُوصف عندما ينطق طفلها أولى كلماته، وتنتظر بشغف كل كلمة جديدة يتعلمها، ولكن إذا تأخر الطفل في الكلام وتخلف عن أشقائه أو أقرانه، تشعر الأم بالقلق الشديد، وقد يتحول ذلك القلق إلى ذعر، خاصةً أن تأخر الكلام يرتبط في كثير من الأحيان بمرض التوحد، ورغم ذلك فإن في أغلب الحالات تتطور مهارة الكلام لدى الطفل وفقًا لقدراته، وتكون مشكلة التأخر حالة مؤقتة، وليس علامة على وجود مشكلةٍ ما، ومع ذلك يجب مراقبة الطفل لمعرفة ما إذا كان التأخر حالة وقتية، أم أنه يشير لمشكلة عضوية أو اضطراب عقلي. في هذا المقال سنجيب عن تساؤل لعدد كبير من الأمهات، وهو "كيف أعرف أن طفلي متأخر في الكلام؟"، الإجابة تجدينها في هذا المقال، مع نصائح للتغلب على هذه المشكلة.
كيف أعرف أن طفلي متأخر في الكلام؟
القطع بأن طفلك متأخر في الكلام أمر ليس بهذه البساطة، والتسرع فيه قد يشعركِ بالقلق على الطفل دون داعِ، والحقيقة أنه حتى مع تأخر الطفل في الكلام عن أقرانه وأشقائه، فهذا لا يعني أنه يعاني من اضطراب، وربما تكون طبيعته هادئة، ومع الوقت ستتطور مهارات التحدث والتواصل لديه، أو قد تكون لديه مشكلة بسيطة يمكن علاجها بسهولة، وكذلك ليس لأنه متأخر، فإنه مصاب بـ مرض التوحد كما يعتقد كثير من الأمهات، ووفقَا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال يجب أن يكون معدل النطق والكلام الطبيعي لدى الأطفال خلال الخمسة أعوام الأولى من حياتهم كالتالي:
- في نهاية العام الثاني: يجب أن يكون الطفل في هذا العمر قادرًا على التحدث بجمل مكونة من كلمتين إلى ثلاث كلمات، وكذلك اتباع التعليمات البسيطة، وتكرار الكلمات المسموعة في المحادثة.
- في نهاية السنة الثالثة: يجب أن يكون الطفل في هذا العمر قادرًا على اتباع التعليمات المكونة من أكثر من جملة، والتعرف إلى معظم الأشياء المحيطة به، وفهم معظم ما يُقال له، ويمكنه التحدث بشكل جيد/ بحيث يفهمه من هم خارج أفراد الأسرة.
- في نهاية العام الرابع: يستطيع الطفل الآن توجيه الأسئلة، وأن يفهم الكلمات المتضادة، مثل: "قصير وطويل" و"رفيع وسمين" وغيرها، ورغم أن الطفل قد يتحدث بوضوح في سن الرابعة، فقد يخطئ في نطق ما يصل إلى نصف الأصوات الأساسية، وهو أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.
- في سن الخامسة: يجب أن يكون الطفل في هذا العمر قادرًا على إعادة سرد قصة بكلماته الخاصة، واستخدام أكثر من خمس كلمات في الجملة.
يجب أن تعلمي أيضًا عزيزتي أن قدرات كل طفل تختلف عن الآخر، وأنه قد لا يحقق ما ذكرناه بالكامل، ولكنه قد يقترب من هذا المعدل. بمعنى أنه إذا لم يحقق طفلك هذه المهارات بالكامل، لا يعني أنه متأخر في الكلام، ولكن يجب أن يحقق معظمها، وبصفة عامة يمكن أن نقول إن الطفل متأخر في الكلام إذا أنهي عامه الثاني، وحصيلة مفرداته أقل من خمسين كلمة، ولم يستطع دمج الكلمات لتكوين جملة.
متى أذهب بطفلي لطبيب تخاطب؟
بمجرد شعورك بأن طفلك متأخر في الكلام أو يعاني من مشكلات في التواصل، فلا تترددي عزيزتي في الذهاب لطبيب الأطفال، للتأكد أن الطفل لا يعاني من مشكلة في السمع أو مرض عضوي، ثم يمكنكِ الذهاب لاختصاصي التخاطب، حتى لو كان عمر الطفل صغيرًا. إذ يساعد الكشف المبكر عن مشكلات التخاطب في تحسين قدرات الطفل على التواصل والتكلم، وبصفة عامة يجب أن تلاحظي تطور قدرات طفلك في مختلف مراحله العمرية، فإذا لاحظتِ هذه العلامات يجب الذهاب بالطفل لأخصائي نطق على دون تأخير:
- ثلاثة أشهر: الطفل لا يبتسم ولا ينتبه للآخرين.
- أربعة إلى سبعة أشهر: لا يصدر أصوات المناغاة.
- سبعة أشهر إلى عام: الطفل هادئ ولا يستجيب للكلام أو يبدي ردود فعل واضحة عند اللعب معه.
- عام إلى عامين: لا يستطيع استخدام الكلمات أو فهم الكلام الموجه له، وينطق كلمات معدودة، ويعاني من صعوبة في نطق بعض الأصوات، ولا يستطيع ترتيب الكلمات معًا في عبارات.
رغم أنه يمكن اكتشاف مشكلة تأخر الكلام من عمر مبكر (قبل انتهاء العام الأول)، فإنه قد يصعب على بعض الأمهات اكتشاف ذلك، وغالبًا ما يمكن اكتشاف حالة التأخر بوضوح في المرحلة العمرية من عامين إلى أربعة أعوام، ويمكن الذهاب بالطفل لأخصائي التخاطب ليشخص حالته، ويؤكد لكِ ما إذا كان متأخرًا أم لا.
"كيف أعرف أن طفلي متأخر في الكلام؟" سؤال يتكرر على لسان كثير من الأمهات، وقد أجبناكِ عزيزتي عنه في هذا المقال، وحتى لا تشعري بالقلق، فإن معظم حالات التأخر تكون طبيعية، ولا يحتاج الطفل فيها للعلاج، فقد تكون طبيعته هادئة أو تتطور لديه مهارات الحركة أولًا، لذا من الأفضل دائمًا مراقبته لمعرفة ما إذا كان يسير على المنحنى الطبيعي للنمو العقلي والجسدي أم لا، حتى يمكنكِ التعامل مع أي مشكلة لديه في وقتٍ مبكر.
تعرفي إلى مزيد من المشكلات التي قد تواجهكِ مع صغيركِ في مراحل تطوره المختلفة ونصائح لحلها في قسم رعاية الصغار على موقع "سوبرماما".