لن تتوقعي ماذا يحدث لجسمك عند بكاء رضيعك

رعاية الرضع

هل تشعرين بأنكِ صرت خاتمًا في إصبع طفلك منذ لحظة ولادته، تفعلين ما يرغبه وتبقين تحت أمره وقتما يشاء وتدورين في فلكه هو فقط طوال الوقت، هذا الشعور صحيح تمامًا بل ومفسر علميًّا من قبل الباحثين والمتخصصين، بينما يبكي طفلك فتجرين عليه لتلبية طلباته، هو يعرف كيف يسيطر على مشاعرك جيدًا منذ لحظات ولادته الأولى حتى قبل أن يكبر ويُدرك ذلك عاطفيًّا وواقعيًّا.

قبل ولادة طفلتي كنت قلقة حيال نومها في غرفة منفصلة بعيدة عني، أو إذا استيقظت وبدأت في البكاء رغبة في الرضاعة أو التغيير وأنا لست بجانبها، كيف سأعرف وأنتبه؟ ولكن فور ولادتها علمت أن الأمر لا يتعلق بالنوم العميق أو وجودي بالغرفة نفسها من عدمه، فصوت بكائها يُعد منبهًا طبيعيًّا لكل حواس جسدي في التو واللحظة، فأينما كنت وبغض النظر عما أفعله ينتبه جسدي بالكامل، عقلي وحواسي وهرمونات الرضاعة، كل شيء يدفعني دفعًا للذهاب وتلبية احتياجات الطفلة أولًا قبل أي شيء.

ما السبب وكيف تستجيب أجسام الأمهات لبكاء أطفالهن؟

أشارت الدراسات إلى أن صرخات الرضع أو بكائهم ينشط جزءًا رئيسيًّا في دماغ الأمهات، وهو المسؤول عن التنبيه والاستيقاظ والاستعداد، وهذا ما يفسر انتباه عقلك فورًا عند بكاء رضيعك وأنتِ نائمة.

أيضًا فإن بكاء الرضع يزيد من مستوي هرمون الأوكسيتوسين الذي يفرزه جسم الأم عند الولادة والرضاعة بعد ذلك، وقد تلاحظين أن جسدك يُدر اللبن مباشرة فور بكاء طفلك رغبة في الرضاعة، إذا كان الأمر غريبًا عليكِ فلا تقلقي، فإن بكاء طفلك يؤثر على ارتفاع مستوى الهرمون في جسمك وبالتالي يؤثر على كل حواسك مباشرة.

ويعد الشعور بالتعرق والقلق وزيادة ضربات القلب، والمخاوف والهواجس والعاطفة الجياشة التي تنتابك تجاه بكاء صغيرك، طريقة جسدك في التعامل مع صراخ الرضيع، لتنبيهك وجعلك في حالة استعداد دائم لتلبية احتياجاته ورغباته، وهذا ما يُفسر فطرة الأم وعاطفتها تجاه مولودها، رغم ما تمر به من ألم ومتاعب وإرهاق لا يتحمله بشر في الصورة الطبيعية.

11 وسيلة للتغلب على إعياء ما بعد الولادة

وذلك ما يفسر أيضًا لماذا يختلف رد فعل الأم عن الأب تجاه بكاء الرضيع، قد تتخيلين أن زوجك يغط في نوم عميق في أثناء بكاء طفلك وهو يمثل هذا الاستغراق أو يتهرب من حمله والعناية به، ولكن الحقيقة التي أشارت لها الدراسات الحديثة أن استجابات أدمغة الرجال تجاه صراخ وبكاء الرضع تختلف تمامًا عن الإناث وتحديدًا الأمهات، فجسم زوجك لا يستجيب مثلك لبكاء رضيعك، من حيث الانتباه والقلق، وهذا أيضًا ما يفسر الفارق بين سرعة الاستجابة لبكاء الرضيع بين الأم والأب، كل ما في الأمر أن بكاء رضيعك يؤثر بطريقتين مختلفتين على دماغك ودماغ زوجك.

ولا يجب أن نغفل أن بكاء الرضع مع ذلك يسيطر على المحيطين به بنسب متفاوتة، فهو في النهاية يسبب شعورًا بالضيق و التوتر والرغبة في تلبية احتياجاته أولًا، لأنه يسيطر على جزئية معينة في الدماغ، تجعل الجميع يرغب في تهدئته مهما كلف الأمر.

يقولون دائمًا إنه من السهل تجاهل أصوات الانفجارات والضوضاء وربما الحروب، ولكن عندما يتعلق الأمر ببكاء طفل رضيع، فإنه أبدًا ليس بالصوت الذي يمكن تجاهله.

حيل تساعد طفلك الرضيع على الانفصال عنك دون بكاء | أم العيال

 

عودة إلى رضع

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

بقلم/

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

أتمنى أن أكون سوبر ماما، بعد أن أنجبت صغيرة جميلة فريدة عمرها شهور، أتعلم معها الصبر والأمومة وتلهمني بالعديد من الأفكار عن رعاية الرضع والاهتمام بهم مع عالم كامل من السهر والصبر الشديد.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon