يرتبط الرقص لدى الجميع بالذكريات السعيدة، سواء كانت رقصة ثنائية رومانسية، أو رقصة مرحة جماعية مع الأصدقاء، أو حتى رقصة فردية في لحظة نجاح أو عند سماع خبر مفرح، فالإيقاع والموسيقى من الأشياء التي قد تغير مشاعرك في يوم سيئ، وفوائد الرقص لا تقتصر على الفوائد الجسدية، وتعزيز الشعور بالطاقة، بل كان الرقص على مر السنين جزءًا من الطقوس الروحانية لعديد من الشعوب والقبائل، وكان يُستخدم كطريقة للتداوي، ورغم أن هذه الأمور قد تبدو غريبة بالنسبة لكِ، فإن الدراسات الطبية أثبتت بالفعل أن للرقص فوائد نفسية وجسدية وعقلية، تعرفي إليها من خلال هذا المقال.
فوائد الرقص نفسيًا
هل شعرتِ مرة برغبة في الرقص وأنتِ مكتئبة؟ الرقص ليس مجرد حركات خالية من الشعور، بقدر ما هو طريقة لإخراج الطاقة السلبية، والتخلص من التوتر، فأحيانًا كثيرة قد يصعب التحدث عما يقلقنا أو يحزننا، وهنا يكون الرقص لغة مثالية للتحدث عن كل ما نمر به دون كلمات، وتؤكد الدراسات الحديثة أن الرقص وسيلة جيدة لعلاج عديد من المشكلات النفسية، والتخلص من الاكتئاب، وتشمل فوائده ما يلي:
- تعزيز الثقة بالنفس: يساعد الرقص على زيادة احترام الذات، وتعزيز الثقة من خلال القدرة على التعبير عن مشاعرنا باستخدام الحركات، ويوفر مساحة يمكن فيها تطوير الإحساس بالارتباط والعمل الجماعي مع الراقصين الآخرين، ما يساعد على تقليل الشعور بالرهاب الاجتماعي. كذلك تساعد الحركات الراقصة على تقبل أجسامنا، فكثير منا يشعر بفقدان الثقة بالنفس فيما يخص شكل الجسم، لكن يساعد الرقص على تقبل أجسادنا بل والإعجاب بها.
- تقليل فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق: تقلل الحركات الجسدية للرقص من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، إذ يساعد -كالتمارين الأخرى- على إفراز مواد كيميائية في المخ، كالأندروفين والدوبامين، وهما من الناقلات العصبية المسؤولة عن مشاعر السرور والسعادة. ويعزز الرقص أيضًا تجربة "التدفق"، وهي حالة شبه تأملية تسمح للراقصين بالتركيز فقط على الحركات والموسيقى والإيقاعات، بدلاً من القلق والتوتر. كذلك تسهم تجربة التركيز والتدفق في تعلم أن يكونوا أكثر وعيًا وإدراكًا للحالة العقلية والنفسية، وأن يروا الأمور بوضوح، ويتخلصوا من المشوشات الخارجية، ما يساعدهم على التركيز وتصفية الذهن.
- تعزيز التعبير العاطفي: الرقص يعلم التعبير من خلال الحركة، فالراقصون قادرون على التعامل مع المشاعر الصعبة التي قد يصعب التعبير عنها بالكلام، من خلال الخطوات التي يمارسونها، فيمكنهم التعبير عن مشاعر الحزن من خلال الإيقاعات الموسيقية الهادئة مع الحركات البطيئة، أو التعبير عن الغضب من خلال بعض الحركات السريعة التي يطلق فيها الراقصون انفعالاتهم، ويساعد التعبير عن المشاعر على تقليل فرص الإصابة بالاكتئاب، إذ يطلق الراقصون كل مشاعرهم السلبية في أثناء الحركة.
فوائد الرقص الأساسية للعقل
يساعد الرقص أيضًا على تعزيز المهارات العقلية، عن طريق زيادة التركيز وتصفية الذهن وتحسين الحالة المزاجية، ما يساعد على أداء المهام بتركيز، وإنجاز المهام في وقتٍ قصير، وتشمل فوائد الرقص العقلية ما يلي:
- تعزيز الأداء المعرفي: يظهر كثير من الأبحاث العلمية أن الرقص يزيد القدرة على التفكير مع التقدم في العمر بل يعززها، وفقًا لبعض الدراسات، ووجد العلماء أن مناطق الدماغ التي تتحكم في الذاكرة والمهارات الأخرى -كالتخطيط والتنظيم- تتحسن بممارسة الرقص.
- تحسين الذاكرة: يساعد الرقص على الوقاية من الزهايمر والخرف مع التقدم في العمر، وزيادة القدرة على التركيز وتحسين الذاكرة، من خلال محاولة حفظ الحركات والأنماط الراقصة بشكل متوافق مع الإيقاع الموسيقي.
- تعزيز استجابة المخ: مثل كثير من الرياضات، يتطلب الرقص أن يعمل الجسم جنبًا إلى جنب مع الدماغ، الأمر الذي يجعل المخ نشطًا، ويعزز استجابته، ويسرع من القدرة على اتخاذ القرارات وردود الفعل.
فوائد الرقص للجسم
يمكن أن يكون الرقص وسيلة لإنقاص الوزن، والحفاظ على اللياقة البدنية، وزيادة الشعور بالطاقة، فضلًا عن فوائده الجسدية الأخرى وهي:
- تعزيز صحة القلب والرئتين: تساعد الحركات الراقصة على تنشيط الدورة الدموية، وزيادة تدفق الدم من القلب وإليه، ما يعزز صحة الأوعية الدموية، ويقي من أمراض القلب.
- زيادة القوة العضلية: تعمل الحركات الراقصة -خاصةً السريعة- على حرق الدهون، وزيادة الكتلة العضلية، وقدرة الجسم على التحمل.
- التحكم في الوزن: يسهم الرقص في إنقاص الوزن من خلال زيادة معدل حرق السعرات الحرارية عن طريق الحركة، ويمكن أن يكون وسيلة جيدة للتخلص من السمنة الموضعية، خاصةً في الخصر والأرداف.
- تقوية العظام: تساعد الحركة المستمرة على تقوية العظام، والوقاية من الخشونة والتهابات المفاصل، خاصةً عند ممارسته في النهار مع التعرض لأشعة الشمس، للاستفادة من فيتامين "د".
- تعزيز التناسق بين أجزاء الجسم: يساعد الحرص على أداء الحركات الراقصة بصورة صحيحة ومحاولة تذكرها على زيادة القدرة على التركيز، وتعزيز التناسق بين أجزاء الجسم المختلفة، ويزيد من خفة الحركة والمرونة، ما يساعد بدوره على التوازن.
استعرضنا معكِ عزيزتي أهم فوائد الرقص الجسدية والنفسية والعقلية، لذا أديري موسيقاكِ المفضلة، وابدئي يومك برقصة مرحة، وتمتعي بحالة مزاجية أفضل ولياقة بدنية أعلى.
الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، يحتاج منكِ إلى اتباع عادات يومية صحيحة، وممارسة التمارين، والحصول على وجبات صحية، كل هذا يمكنكِ تحقيقه من خلال نصائحنا في قسم الصحة.
العودة إلى صحة وريجيم
