الشيروفوبيا نوع من أنواع الرهاب أو الفوبيا، وفيها يحس الشخص المصاب بنفور أو كره أو قلق شديد تجاه الإحساس بالسعادة، ويشعر بالخوف من المشاركة في الأنشطة المرحة، وحتى الآن لم تُبحث هذه الحالة بشكل دقيق، لكن كثيرًا من خبراء الصحة النفسية ناقشوا حالات الشيروفوبيا وعلاجاتها المحتملة. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أعراض هذه الحالة، وطرق علاجها.
ما هي الشيروفوبيا؟
عادة لا يخاف المصابون بالشيروفوبيا من الأنشطة المسببة للسعادة نفسها، لكنهم يخافون من الشعور بالفرحة أو السعادة أو راحة البال التي تجعلهم يتخلون عن حرصهم، فقد يحدث وقتها شيء سيئ من وجهة نظرهم، ولم يُعترف بعد بهذه الحالة من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وهي أداة لتصنيف حالات المرض النفسي التي تنشرها الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وهي المرجع الرئيسي لتشخيص كل الحالات النفسية، لكن بعض الخبراء يعتبرونها نوعًا من أنواع اضطرابات القلق.
عادة لا يشعر مريض الشيروفوبيا بالحزن طوال الوقت، لكن ببساطة يتجنب كل الأنشطة والأحداث التي قد تُشعره بالسعادة، وقد ينشأ هذا الإحساس من اعتقاد مترسخ عند الشخص وتصديقه، بأن الحياة إن سرت بسعادة وسهولة، فسيعقبها شيء سيئ بشكل مؤكد، لذا يتجنبون الأنشطة التي قد تسعدهم، لدرء هذا الحدث السيئ أو منعه.
قد يحدث ذلك للأشخاص أصحاب الصدمات البدنية أو الشعورية السابقة، ويزداد حدوثه لدى الأشخاص أصحاب الأنماط الشخصية التالية:
- الشخصيات الانطوائية الذين تتركز أفكارهم في الداخل، ويفضلون الوحدة، وممارسة الأنشطة وحدهم أو مع شخص أو اثنين، وقد يراهم الآخرون متحفظين أو متأملين، فهم يشعرون بعدم الارتياح والخوف في الأماكن المزدحمة.
- ناشدو الكمال الذين قد يشعرون بأن الإحساس بالسعادة من سمات الأشخاص الكسالى أو غير المنتجين، فقد يتجنبون الأحداث المفرحة، ويرونها معطلة عن الأنشطة المهمة.
اقرئي أيضًا: ما الفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي؟
أعراض الشيروفوبيا
بعض الخبراء يصنفون الشيروفوبيا كنوع من أنواع اضطرابات القلق، واضطراب القلق شعور غير منطقي بالخوف بسبب مُهدد سابق، وفي حالة الشيروفوبيا فهو القلق من المشاركة في الأنشطة المسببة للسعادة، ومن أمثلة الأعراض التي قد تظهر عليهم:
- القلق من فكرة السعادة في التجمعات، كالحفلات والمناسبات المختلفة.
- رفض الفرص التي قد تؤدي لتغيرات إيجابية في الحياة، ظنًّا أنه سيعقبها حتمًا شيء سيئ.
- رفض المشاركة في الأنشطة التي قد تسعد صاحبها.
من الأفكار التي قد تراود المصاب بالشيروفوبيا:
- الشعور بالسعادة يعني أن شيئًا سلبيًّا أو كارثيًّا في الانتظار.
- الشعور بالسعادة يجعله شخصًا سيئًا.
- التعبير عن السعادة شيء سيئ له ولأصحابه ولعائلته.
- محاولات إسعاد النفس تضييع للوقت والجهد.
قد يكون ذلك بسبب الرابط بين السعادة والعقاب في الطفولة، أو الخوف من الخصام مع من نحب، أو المرور بتجربة سيئة سابقة مرتبطة بحدث سعيد، ما يجعل المصاب يقاوم الدخول في حالة السعادة مرة ثانية.
اقرئي أيضًا:كيف أعالج القلق النفسي دون أدوية؟
علاج الشيروفوبيا
بسبب عدم دراسة الشيروفوبيا جيدًا حتى الآن كمرض منفصل، فليس هناك أدوية مصرح بها من هيئة الغذاء والدواء أو أدوية معينة لعلاج الحالة، لكن الخبراء يقترحون بعض الخيارات العلاجية مثل:
- العلاج المعرفي السلوكي، وهو نوع من العلاج النفسي يساعد الشخص في التعرف على الأفكار الخاطئة، وتحديد السلوكيات التي قد تساعده على التغيير.
- تقنيات الاسترخاء، كتمارين الاسترخاء والتنفس العميق أو اليوجا وغيرها.
- التعرض التدريجي للأحداث المسببة للسعادة، لمساعدة الشخص على تبني اعتقاد بأنه ليس بالضرورة كل حدث سعيد، سيعقبه حدث سيئ.
ليس كل شخص ينفر من السعادة بالضرورة مصاب بالشيروفوبيا ويحتاج للعلاج، فبعض الأشخاص يشعرون بالأمان أو السعادة عند تجنبهم محفزات السعادة. لذا إن لم تعطل الشيروفوبيا الشخص عن القيام بأنشطته اليومية أو أثرت في جودة حياته أو احتفاظه بالعمل وترقيته فيه، فهي عادة لا تحتاج لعلاج من الأساس، لكن إن كانت لاحقة لحدث صادم أو تداخلت مع سريان الحياة، فوقتها يجب طلب العلاج، للتعافي من أثر الصدمة وعلاجها.
اقرئي أيضًا: ما الأمراض النفسية الأكثر انتشارًا عند النساء؟
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إل كل ما يخص حالة الشيروفوبيا، فهي عادة تنتج عن محاولة الشخص حماية نفسه، وقد تنتج عن صدمة أو مأساة سابقة أو تنازع، فإن كانت تؤثر في جودة الحياة، فيجب تلقي العلاج النفسي، ومتابعة الطبيب بشكل مستمر، وقد يستغرق الأمر وقتًا. لذا يجب الصبر والاستمرار على العلاجات والاستشارات، وزيارة الطبيب دوريًّا، حتى يستطيع صاحبها في النهاية التغلب على مخاوفه.
الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، يحتاج منكِ إلى اتباع عادات يومية صحيحة، وممارسة التمارين، والحصول على وجبات صحية متوازنة، وهو ما يمكنكِ تحقيقه عبر نصائحنا في قسم الصحة على موقع "سوبرماما".