في سنة أولى أمومة، تحتاج الأم إلى عديد من الخبرات، حتى تستطيع التعامل مع طفلها وتلبية طلباته، ومع كثرة الكتب التي تتحدث عن كيفية الرعاية الجسدية لحديثي الولادة، فلا يوجد كثير يتطرق إلى الاحتياجات النفسية للطفل الرضيع، على أهميتها ولعبها دورًا فعالًا في تهيئته للحياة التي أصبح فردًا فيها لتوه، في هذا المقال، نوضح لك أهم ما ينبغي لكِ معرفته حول هذا الموضوع.
الاحتياجات النفسية للطفل الرضيع
تختلف احتياجات الطفل الرضيع النفسية من شهر إلى آخر، إليكِ، عزيزتي، متطلبات كل مرحلة:
مرحلة ما قبل الولادة
- في مرحلة الحمل، يستمع الجنين إليكِ ويختزن كلماتكِ، فاحرصي على الحديث معه طوال الوقت.
من الولادة إلى 18 شهرًا
- في لحظة الولادة، إذا سمع المولود صوت أمه، فإن هذا يشعره بالأمان، كذلك إسماعه بعض النغمات التي تشبه دقات قلب الأم، يعطيه أيضًا نوعًا من الشعور بالاطمئنان.
- يتسم الطفل في هذه المرحلة بالعجز التام، ويحتاج إلى من يطعمه ويسقيه وينومه، مع عجزه عن التعبير عن مشاعره واحتياجاته الجسدية، كما يحتاج أيضًا إلى الشعور بالحنان من خلال الاحتضان والتقبيل والأصوات الهادئة المطمئنة وتجنب الأصوات المزعجة.
- التحدث إلى الطفل في أثناء الرضاعة مهم جدًا، لجعل وقت الطعام ممتعًا.
من سن سنة إلى سنتين
- في هذه المرحلة، يستطيع الطفل الرضيع الانتقال من مكان إلى آخر والنطق ببعض الكلمات للتعبير عن نفسه، لذلك عليكِ البقاء بجانبه لإشعاره بالأمان، وقوّميه بلا توبيخ.
- تحمّلي بكاءه وعصبيته، حتى يشعر أن الفطام ليس معناه البعد عنك، وابدئي في الشهر السادس تعليمه الشرب من الكوب المخصص للأطفال ذي الفتحات الصغيرة.
- احرصي على التربية الوجدانية للطفل بتعبيرك أنتِ ووالده عن مشاعركما أمامه بالطرق المناسبة لسنه، وعلميه بضع كلمات ليفعل مثلكما.
- أحيانًا يصاحب هذه المرحلة بكاء مستمر وتشنج، تعبيرًا عن ألمه النفسي بعد حرمانه من الرضاعة بشكل مفاجئ.
- لا تنقلي الطفل إلى غرفة مستقلة بعد الفطام مباشرة.
إذا اجتاز الطفل هذه المرحلة وحظي بتربية وجدانية سليمة، فإنه يتعلم كيف يتعامل مع مشاعره ويفهم أحاسيس الآخرين، أما إذا لم يحدث هذا بشكل كافٍ، فإنه يصبح عنيدًا ومسيطرًا.
نصائح لتلبية احتياجات الطفل الرضيع
- الرضاعة الطبيعية كلمة السر: يحتاج الطفل الرضيع إلى الرضاعة الطبيعية لتطور نمو دماغه وجسمه، فهي كلمة السر في صحته البدنية.
- غمر الطفل بالحب والحنان: شعور الطفل بالحنان يعزز نموه، ويجعله ينام أفضل ويتفاعل وتكون استجابته وردود فعله أسرع وأكثر منطقية.
- اهتمام الأم بالطفل وملاعبته: يريد الطفل الرضيع أن يحصل على الاهتمام والرعاية واللعب من أمه طوال الوقت، فعندما تلامسين جلده، يصبح أكثر هدوءًا، فلا تحرميه من ملاطفته، إذ يساعده ذلك على تنمية مهاراته وبناء قدراته الشخصية.
- انتباه الأم لإشارات الطفل: إذا لم يحصل الطفل على ما يحتاج إليه، فسيُعلمك بذلك عن طريق بعض الإشارات، ومع الوقت ستصبحين جيدة للغاية في تفسيرها والاستجابة لها بالشكل الملائم.
- الطفل لا ينسى: يحبس الأطفال تجاربهم في خزائن الذاكرة، ويظهر ذلك في سلوكياتهم عبر المواقف المختلفة، وفي مراحل حياتهم المتتابعة، لذا احرصي على جعلها تجارب سعيدة وبنّاءة.