من بين الأسباب الأكثر شيوعًا للسرطان لدى الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، سرطان الغدد اللمفاوية، الذي يمكن أن يصيب أيضًا الأشخاص في أي عمر. الجهاز اللمفاوي عبارة عن سلسلة من العقد والأوعية اللمفاوية التي تنقل السائل اللمفاوي عبر الجسم الذي يحوي بدوره خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى. ويصنف الأطباء أكثر من 70 نوعًا من السرطان على أنها سرطان الغدد اللمفاوية. سنتعرف معًا إلى الأنواع الرئيسية والأعراض التي قد تظهر على المريض.
سرطان الغدد اللمفاوية
يبدأ سرطان الغدد اللمفاوية في خلايا الجهاز المناعي التي تحارب العدوى، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تساعد على مكافحة الالتهابات التي تسببها البكتيريا والفيروسات والفطريات. توجد هذه الخلايا في العقد اللمفاوية والطحال والغدة الصعترية (Thymus) ونخاع العظام وأجزاء أخرى من الجسم، ووظيفتها منع العدوى من دخول مجرى الدم.
عندما يقاوم الجهاز اللمفاوي عدوى نشطة، قد تلاحظين أن بعض الغدد اللمفاوية في منطقة العدوى تصبح متورمة ومؤلمة، هذا رد فعل الجسم الطبيعي للعدوى. بينما يحدث سرطان الغدد اللمفاوية عندما تبدأ خلايا العقدة اللمفاوية أو الخلايا اللمفاوية التكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما يؤدي إلى إنتاج خلايا سرطانية لديها قدرة غير طبيعية على غزو الأنسجة الأخرى في جميع أنحاء الجسم، وهناك نوعان رئيسيان من الأورام اللمفاوية:
- اللمفومة اللاهودجكينية: يعاني معظم مرضى سرطان الغدد اللمفاوية من هذا النوع، وينقسم إلى مجموعة متنوعة من الأنواع الفرعية بناءً على خلية المنشأ (الخلية B أو الخلية T)، وخصائص الخلية. وهو أكثر شيوعًا من ليمفومة الهودجكينية، يمثل 95% من حالات الليمفومة. يزداد خطر الإصابة بورم الغدد اللمفاوية اللاهودجكينية مع تقدم العمر، وهو أكثر شيوعًا عند الذكور منه لدى الإناث.
- اللمفومة الهودجكينية: هو الأكثر شيوعًا في فئتين عمريتين مختلفتين: الشباب (من 15 إلى 35 عامًا) وكبار السن (فوق 50 عامًا). وهو أكثر شيوعًا في الذكور أكثر من الإناث. بسبب التقدم في علاج سرطان الغدد اللمفاوية هودجكين، فإن معظم المصابين به يبقون على قيد الحياة فترة طويلة. يمكن للأطباء التعرف عليه من خلال وجود خلايا ريد-ستيرنبرج (Reed-Sternberg cells)، وهي خلايا لمفاوية (B) كبيرة. تنمو في الجهاز اللمفاوي بشكل غير طبيعي وقد تنتشر خارجه.
تتضمن الأورام اللمفاوية اللاهودجكينية والهودجكينية أنواعًا مختلفة من الخلايا اللمفاوية. ينمو كل نوع ويستجيب للعلاج بمعدل مختلف. وللمزيد من الفهم عن سرطان الغدد اللمفاوية تعرفي إلى الأعراض التي قد يعاني منها المرض.
أعراض سرطان الغدد اللمفاوية
ربما لا تسبب اللمفومة أعراضًا في مراحلها المبكرة، وقد يكتشف الطبيب تضخمها في أثناء الفحص البدني، وهي تبدو صغيرة وناعمة تحت الجلد، يشعر الشخص بها في:
- الرقبة.
- أعلى الصدر
- الإبط.
- المعدة.
- الفخذ.
ونظرًا إلى أنه غالبًا ما يُتغاضى عن أعراض اللمفومة بسهولة، فقد يكون من الصعب اكتشافها ثم تشخيصها في مرحلة مبكرة. من المهم معرفة كيف يمكن أن تبدأ الأعراض وما يمكن أن تتوقعيه. تشمل الأعراض المبكرة الشائعة لسرطان الغدد اللمفاوية ما يلي:
- آلام العظام.
- سعالًا.
- إعياء.
- تضخم الطحال.
- حمى.
- تعرقًا ليليًا.
- طفحًا جلديًا في طيات الجلد.
- ضيقًا في التنفس.
- حكة في الجلد.
- آلامًا في المعدة.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- تورمًا غير مؤلم في العقد اللمفاوية في رقبتك أو الإبطين أو الفخذ.
- التعب المستمر.
تقل فرص الحصول على نتيجة علاج جيدة مع تقدم سرطان الغدد اللمفاوية، لذا من الضروري التماس العناية الطبية لأي أعراض نزلة برد أو عدوى تستمر فترة طويلة. يمكن أن يُحسّن التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع فرص الشخص في العلاج الناجح، واستعادة نشاطه اليومي بشكل أفضل.