حواديت ماما: عايز فلوس يا ماما

تسلية

تميم ابني الوحيد، أنا وهو بنخرج مع بعض كتير عشان نشتري طلبات البيت أو أي حاجة خاصة به، ومن وقت ما تم 3 سنين كنت أديله الفلوس لما نيجي نحاسب، عشان يبدأ يفهم فكرة الفلوس، بيكون مبسوط وهو بيدي الفلوس للبياع لكن مش فاهم.

مع الوقت، تميم بدأ يعرف إن في حاجة اسمها فلوس، ونشأت علاقة خفية بينه وبينها مقدرتش أعرف بدأت منين، لكن مكانش في مشكلة لحد ما جه عيد ميلاده.

التحول الحقيقي في علاقة تميم بالفلوس بدأ مع هدية عيد ميلاده الرابع، خدناه أنا ووالده عشان يختار هديته من المحل، وصمم يشتري لعبة كانت صغيرة عليه، حاولنا نتفاوض معاه عشان يختار غيرها.

بالعافية اختار لعبة تشبه واحدة عنده، ولما في الآخر اشترينا له لعبة مختلفة على اعتبار إنه هيعيط شوية ويسكت، ده كان درس لينا إننا منخليهوش يختار لعبة من وسط لعب كتيرة، لأنه غالبًا بيتوه وسط الاختيارات الكتير ومش بيعرف يحدد هو عايز إيه.

 بعد ما فرّج علينا المحل كله، وروّحنا البيت فضل كل يوم، يقول إننا نروح نشتري اللعبة الأولانية عشان أخلص قلت له إن الفلوس خلصت عشان اشترينا بيها لعبة كبيرة، فيروح لوالده يسأله: "معاك فلوس يا بابا؟"، يقول له: "لا يا تميم خلصت"، فيقول لنا: "خلاص اشتروا فلوس!".

اقرئي أيضًا: حواديت ماما: الفليسوف الصغير

آخر ما زهقت من تكرار طلب الفلوس قلت له لما نسافر لتيتة المنصورة هناخد منها فلوس، ولأنه عارف إن تيتة ساكنة بعيد عننا، عمل إسقاط للنظرية على طول، إن جدته وجده التانيين اللي هنا في القاهرة، أكيد معاهم فلوس زي تيتة اللي في المنصورة، فبدأ يطلب إننا نزورهم عشان ياخد منهم فلوس، ولما حاولنا نقول له إنهم جايين يوم عيد ميلاده، كان مقتنع تمامًا إنهم جايين عشان يدوله فلوس، وهما حبوا يحققوا له أمنيته، وكانت هدية عيد ميلاده فلوس! 

إزاي ناخد الفلوس من بق الأسد؟

بعد ما تميم أخد الفلوس في عيد ميلاده حطهم في جيب البنطلون بتاعه ورفض تمامًا إنه يديهمولي مع إنه دايمًا كان بيديلي فلوس العيدية وهكذا، وطول الوقت بيلعب مع بنات عماته وإيده في جيبه عشان الفلوس متقعش، ونام وهو ماسكهم في إيده ويقلق نص الليل يتأكد إن الفلوس في إيده، ويكمل نوم عشان عايز يشتري البيضة اللي فيها لعبة. 

فتاني يوم فضل ماسك الفلوس بردو لحد ما رحنا نشتري البيضة اللي عايزها، ولإنه لسه ميعرفش فكرة الباقي أو قيمة الفلوس فمركزش غير إنه اشترى بالفلوس بيضة.

ومن وقتها، وهو كل يوم يطلب مني فلوس أديله جنيه معدني يكون سعيد بيه جدًا، وينام وهو ماسكه وأول ما يصحى من النوم ألاقيه فاتح نور أوضته، وبيدور تحت السرير عليه عشان، مش لاقيه وأكيد وقع تحت السرير.

ويصمم يروح الحضانة بالفلوس، وأنا مش بوافق، لأن غالبًا الجنيه هيضيع منه وتميم هينكد عليهم هناك، وأحاول أقول له هاديلك الفلوس لما تيجي من الحضانة، لكن يفضل زعلان ويدخل الحضانة وهو موطي رأسه واللي يسأله مالك؟ يقوله: "عايز فلوس!".

في مرة، صمم إنه يروح بفلوس خليته يروح عشان يعرف إنها هتضيع منه، وفعلًا أول مرة ضاعت منه، تاني مرة، اقترح عليا يحطها في كيس عشان متقعش، وفعلًا عمل كده، بس فضل ماسك الكيس في الحضانة، تالت مرة، بقى يحطهم في جيبه وميضيعهاش ويرجع بيها البيت، ودي كانت بداية إنه يركز على حاجته إنها متضيعش منه، وده كان شيء إيجابي طلعنا بيه من مرحلة الفلوس :D

اقرئي أيضًا: حواديت ماما: البطل الخارق بسلامته

عايز فلوس كتير كتير...

بعدها، تميم بدأ يقول لي إنه هيشترى بيها ميكانو، لإنه مهووس بيه، بحاول أقنعه إننا بنحتاج فلوس كتير عشان نشتري اللعبة وإننا مينفعش نشتريها بجنيه واحد أو اتنين، لكن أرجع أقول لنفسي لسه مش هيفهم الفكرة، لحد ما أثبت لي إني غلط لما جه في لحظة صفاء وقال لي: "ماما.. أنا عايز فلوس كتير قوي، عشان أشتري كل اللعب اللي في المحل". 

وكل يوم يطلب فلوس، ولما يشوف جده يطلب فلوس، وأوقات كان بيحرجنا ويطلب من أي حد يشوفه، وعشان أمنع ده بقيت بديله كل يوم جنيه، وده كان مرضي جدًا بالنسبة له، وغالبًا بيقعوا منه، المهم إني أرجع أديهم له تاني وهكذا.

وبقيت بحاول أخلي بالي لو في أي إعلانات ورق فيها لعب ميشوفهاش أو إعلانات على اليوتيوب، لأنه بيفضل يزن إنه عايز يشتريها، وبالتالي، يفضل يطلب فلوس لحد ما الحمدلله هوسه بالفلوس قل نسبيًا، ومبقاش يطلب فلوس كتير قوي زي الأول، كعادة الأطفال، بيجيلهم فترات كده يهتموا بحاجة معينة كتير وفجأة الاهتمام ده يختفي!

 

عودة إلى منوعات

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon