قد يكون أمرًا مرعبًا أن يستيقظ طفلك ليلًا، ويجد وسادته أو وجهه ممتلئين بالدماء السائلة من أنفه، لكن غالبًا لا تكون الأسباب وراء نزيف الأنف خطيرة، فهذه المشكلة شائعة جدًّا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات، ويحتاج الأمر منكِ إلى التعامل بحكمة حتى لا يفزع طفلك، وتمر المشكلة بسلام. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أسباب نزيف الأنف عند الأطفال أثناء النوم، وطريقة التعامل معه.
أسباب نزيف الأنف عند الأطفال أثناء النوم
تبطن الأنف من الداخل بسوائل مخاطية وماء وشعيرات دموية دقيقة، وأي جرح ولو صغير جدًّا في هذه الأوعية الدموية، يمكن أن يتسبب في نزيف، خاصةً للأطفال، إذ إن شعيراتهم الدموية تكون أضعف وأكثر حساسية، إليكِ أشهر أسباب النزيف الأنفي خلال النوم:
- المناخ: يتسبب المناخ الجاف في امتصاص الرطوبة من الأنف، ما يجعل بشرة الأنف الداخلية ضعيفة وسهلة الخدش والجرح، وهذا قد يتسبب في النزيف الأنفي ليلًا لطفلك. قد يحدث ذلك في فترات التغيير المناخي بين الفصول، وقد يحدث عند تشغيل مدفأة الهواء في الشتاء أيضًا.
- البرد والحساسية: يتسبب البرد عند الأطفال في كثرة الإفرازات الأنفية المخاطية وشدة لزوجتها، والعطس المتكرر، وكثرة المخاط، والحساسية لها التأثير نفسه كذلك. يؤدي هذا الأمر لالتهاب الأنف من الداخل، ويجعل طفلك أكثر عرضة للنزيف الأنفي الليلي، خاصةً أن الأعراض تشتد ليلًا.
- اللعب في الأنف: إدخال طفلك إصبعه في أنفه من أكبر أسباب النزيف الأنفي، خاصةً إذا كانت أظافره طويلة. قد يفعل طفلك هذا الأمر عن قصد أو لأنها أصبحت عادة لديه، وقد يفعل ذلك ليلًا خلال النوم.
- الجفاف: هناك أسباب عديدة قد تكون وراء إصابة أنف طفلك من الداخل بالجفاف، منها نقص التغذية. يتسبب الجفاف في إصابة القناة الأنفية بخدوش وجروح، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بنزيف.
- التعرض للمواد الكيميائية: بعض المواد التي قد يتعرض لها الطفل، قد تتسبب في التهاب الأنف من الداخل، وانتفاخ الشعيرات الدموية والنزف، وأشهر هذه المواد المنظفات الكيميائية، والدخان الناتج عن السجائر والمواصلات.
- ارتفاع ضغط الدم: من النادر أن يُصاب الأطفال بنزيف الأنف الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، ويكون النزيف في هذه الحالة شديدًا، وفي الأنف من الداخل، ويصل إلى الحلق حتى لو كان الشخص المصاب واقفًا أو جالسًا، لكن كما ذكرنا هذا السبب شائع أكثر بين البالغين.
علاج نزيف الأنف عند الأطفال أثناء النوم
إذا استيقظ طفلك ليلًا وأنفه ينزف، فإليكِ الطريقة المثلى للتعامل مع الأمر:
- اهدئي تمامًا، ولا تهلعي، وطمئني طفلك.
- اطلبي من طفلك أن يجلس مستقيمًا على كرسي أو على رجليكِ إذا كان صغيرًا.
- اطلبي من طفلك أن يميل رأسه للأمام، لا تجعليه يميل للخلف أبدًا، إذ إن ذلك سيتسبب في رجوع الدماء إلى حلقه، ما قد يتسبب في إصابته بسعال شديد أو قيء.
- اضغطي على أنف طفلك بإصبعيك ضغطًا خفيفًا لمدة عشر دقائق، حتى يتوقف النزيف.
- التزمي بتجنب أسباب تعرض طفلك لهذه المشكلة قدر الإمكان، مثل:
- عدم تعريض الطفل لمثيرات الالتهاب، كالدخان الناتج عن السجائر.
- استخدام علاج البرد أو الحساسية عند إصابة طفلك بأحدهما، أو على الأقل نظفي أنفه باستمرار بمحلول الملح.
- استعمال أجهزة ترطيب الهواء، إذا كان المناخ جافًّا.
- علمي طفلك تقنيات التحكم في رغبة إدخال الإصبع في الأنف، وتنظيف أنفه بطريقة صحيحة، وقد يساعد وجود المناديل الورقية باستمرار بجواره على ذلك، واطلبي منه غسل يديه في كل مرة يدخل إصبعه فيها إلى أنفه، إذ إن الأمر سيكون مرهقًا له، وهو ما سيجعله يتوقف عن تلك العادة مع الوقت.
ختامًا، بعد تعرفك إلى أسباب نزيف الأنف عند الأطفال أثناء النوم وعلاجه، ننصحك عزيزتي باستشارة طبيب طفلك، إذا كان الأمر متكررًا، أو كان طفلك ينزف من أماكن أخرى كاللثة، والذهاب إلى الطوارئ فورًا إذا كان النزيف ناتجًا عن حادث، كسقوط أو اصطدام، أو كان لا يتوقف بعد محاولتين يستغرق كل منهما عشر دقائق، أو أصيب طفلك بإعياء شديد أو إغماء بسبب النزيف.
لمقالات أخرى عن كل ما يخص أطفالك وصحتهم والعناية بهم، زوري قسم صحة الأطفال وتغذيتهم على موقع "سوبرماما".