من المعروف أن فرص الحمل تقل خلال الرضاعة الطبيعية ومع ذلك تكون لدى النساء المرضعات فرصة لحدوث الحمل، وهو ما يدفع عديدات منهن إلى البحث عن وسيلة لمنع الحمل مباشرة بعد الولادة، أو بعد مرور فترة النفاس، وهنا إذا كنتِ أمًّا مُرضعًا فعليكِ أن تعرفي أن هناك وسائل مناسبة لكِ، وأخرى لا تناسب فترة الرضاعة الطبيعية وتؤثر في عملية إدرار اللبن، ولكن الخبر السار أن الاختيارات كثيرة ومتنوعة لاستخدام ما يناسبك، ويمكن استخدام عديد من وسائل منع الحمل فور الولادة، بما في ذلك الأجهزة الرحمية. في هذا المقال نذكر لكِ أهم وسائل منع الحمل للمرضع، ونجيب تساؤلك "متى يمكن تركيب اللولب بعد الولادة".
وسائل منع الحمل للمرضع
طفلك الجديد أصبح بين يديك، وأنت تعلمين أنكِ لست مستعدة للحمل الآن ولفترة من الوقت، إذًا ما وسيلة منع الحمل الأفضل في أثناء الرضاعة؟.
بداية يوصي معظم الأطباء بالتوقف عن ممارسة العلاقة الزوجية إلا بعد 6 أسابيع من الولادة، لذلك قد لا تحتاجين إلى وسيلة لمنع الحمل قبل أن يبلغ طفلك 6 أسابيع، ولكن عندما يحين الوقت سيكون لديك كثير من الخيارات لمنع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية، وتشمل ما يأتي:
- الواقي الذكري: يُعرف أيضًا باسم (الكوندوم) وهو عبارة عن واقٍ مصنوع من المطاط مناسب لعضو الرجل، ويختلف استخدامه ما بين الرغبة في تحديد الإنجاب أو للحماية من الأمراض الجنسية، ويُعتبر من أكثر الوسائل راحة وسهولة في الاستخدام، وتتوافر منه أنواع وأشكال متعددة حسب الاستخدام.
ويعمل على منع دخول السائل المنوي إلى قناة المهبل، ومن ثم منع حدوث الحمل، ويساعد على منع الحمل بنسبة 82 إلى 98% وفق أغلب الدراسات، ومع ذلك لا يُنصح بالاعتماد عليه فقط كوسيلة لتنظيم النسل بل هو وسيلة مكملة للوسائل الأخرى لضمان الأمان بنسبة 100%.
- حبوب منع الحمل: على الرغم من تعدد أنواع حبوب منع الحمل فلا تصلح جميعها مع الرضاعة الطبيعية لتأثيرها الشديد في هرمون البرولاكتين -هرمون إدرار الحليب- بينما تُعد حبوب منع الحمل المصغّرة آمنة لفترة الرضاعة الطبيعية بل ومخصصة لذلك، وهي حبوب يصفها الطبيب وتحتوي على هرمون البروجستيرون فقط.
وأبرز عيوب هذه الحبوب أن عليك الالتزام بتناولها يوميًّا في الموعد نفسه دون تأخير حتى تكون فعالة تمامًا، كما أن مفعولها في منع الحمل يقل ويكاد ينعدم بعد مرور ستة إلى تسعة أشهر من الولادة، لذلك يلزم تغييرها بنوع أقوى بعد ستة أشهر؛ لأنها لا تمنع التبويض ولكنها تُغير في عنق الرحم ليصبح غير مناسب لمرور الحيوانات المنوية من خلاله وحدوث حمل.
- حقن منع الحمل: هي من وسائل منع الحمل للمرضع، ولها نوعان:
- حقن الهرمون الواحد: تؤخذ كل ثلاثة أنشهر ومناسبة لفترة الرضاعة الطبيعية.
- حقنة الهرمونين: تؤخذ كل شهر.
حقن منع الحمل لها مميزات عدة أهمها:
- أنكِ لستِ مضطرة ﻷخذها يوميًّا، لذا لن تكوني قلقة من إمكانية حدوث حمل، بعكس الحبوب التي إذا غفلتِ عن تناولها مرة قد تتسبب في حدوث حمل.
- حقن منع الحمل مفيدة للسيدات اللاتي لا يمكنهن استخدام هرمون اﻹستروجين الموجود في حبوب منع الحمل.
- تسهم حقن منع الحمل في حماية الرحم من السرطان، وحماية اﻷم من التهاب الحوض.
تبدأ فاعلية الحقن بعد مرور 24 ساعة من أخذها وتتحكم بذلك في عملية التبويض التي تحدث كل شهر، كما يزداد سمك المخاط في منطقة عنق الرحم ما يساعد على منع الحيوانات المنوية من الدخول للرحم.
ملحوظة مهمة: إذا كنتِ ترغبين في الحمل سريعًا بعد إيقاف وسيلة منع الحمل، فقد لا تكون هذه الطريقة مناسبة لكِ، لأن الأمر يستغرق عدة أشهر لكي تعود خصوبتك إلى وضعها الطبيعي، وفي بعض الحالات النادرة تسبب الحقن العقم أو تأخر الحمل كثيرًا.
- غرسات منع الحمل: أحد خيارات وسائل منع الحمل للمرضع طويلة الأجل ( 3 سنوات مثلًا)، وهي عبارة عن قضيب بلاستيكي مرن وصغير، يوضع تحت الجلد بمنطقة أعلى الذراع، وهذا النوع من وسائل منع الحمل يحتوي فقط على هرمون البروجستين لذلك لا يؤثر في إدرار الحليب.
- اللولب: لا يؤثر اللولب في عملية إدرار اللبن أو هرمونات الجسم، كما يُعد من أفضل أنواع وسائل منع الحمل لفترات طويلة دون وجود أي آثار جانبية أو مضاعفات تُذكر.
واللولب جهاز صغير على شكل حرف "T" ويُزرع فى الرحم بواسطة الطبيب، ويوجد منه نوعان:
- - اللولب النحاسي: وهو الأكثر استخدامًا، ويمكن أن يستمر فى مكانه لمدة لا تقل عن عشر سنوات.
- - اللولب الهرموني: ويحتوي على هرمون يسمى "ليفونورجيستريل" وهو شكل من أشكال هرمون البروجستين، هذا النوع فعال لمدة خمس سنوات، ويعد أكثر فاعلية من اللولب النحاسي
متى يمكن تركيب اللولب بعد الولادة؟
يمكن لطبيبك إدخال اللولب في رحمك بعد الولادة أو على الأقل بعد 6 أسابيع من الولادةوهذا هو الاقتراح الأفضل الانتظار لمدة 6 أسابيع، لأنه إذا وُضع بعد ولادة طفلك مباشرة فهناك احتمال أن يدفعه جسمك للخارج.
ما الآثار الجانبية لاستخدام اللولب؟
عادة، كل وسيلة من وسائل تحديد النسل لها بعض الآثار الجانبية، في ما يلي بعض من تلك الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للولب:
- من المحتمل أن يكون لديك بعض التشنج وعدم الراحة خلال وضع اللولب، قد تستمر هذه الأعراض بضعة أيام أو أسابيع بعد إدخال اللولب.
- إذا كنت قد جربت طرقًا هرمونية أخرى مثل حبوب منع الحمل، فقد تكوني على دراية بالآثار الجانبية، مثل: تغيرات الحالة المزاجية، والتهاب الثدي، والصداع، كما يمكن أن يسبب اللولب الهرموني آثارًا جانبية مماثلة، ولكن الخبر السار أن هذه الآثار الجانبية عادة ما تختفي بعد بضعة أشهر من الاستخدام.
- يمكن أن يسبب اللولب النحاسي نزيفًا شديدًا أو بقعًا بين كل دورة شهرية والأخرى، وقد يستمر ذلك بضعة أشهر.
ختامًا أنتِ الآن على علم بأنسب وسائل منع الحمل للمرضع، لذا انتبهي في فترة الرضاعة الطبيعية واستشيري طبيبك قبل الإقدام على أي خطوة، ولا تتركي نفسك لحمل آخر دون أن تستعيدي صحتك وقدرتك النفسية والجسمانية.
لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بالعناية بصحتك النفسية والجسدية بعد الولادة اضغطي هنا.