من بداية الحمل وأنا بعاني من مواقف محرجة بسبب الأمومة، مواقف أبان فيها ست مبالغ في أدائها، بالبلدي كده "أوفر"، ساعات بسبب خوف زائد على بنتي، وأحيانًا بسبب تشديدي على حاجات في سلوكها مش مهمة لحد غيري، أو لدلع غير مبرر وتلبية لطلبات ممكن تكون غير منطقية.
ولكن النهاردة كان من الأيام الأكثر إحراجًا ليا بصراحة، تخيلوا لما أصحى وأركب عربيتي وأروح المدرسة عشان أقف قدام ميس الكي جي 1 بتاعة بنتي وأطلب منها بكل إباء وشمم متحطش للمى ساد فيس في الكشكول بتاعها، عشان البنت بتزعل ونفسيتها بتتأثر لما ده بيحصل، وأطلب منها تبعت لي ملاحظة بأي وسيلة لو حصل أي تهاون من البنت! المدرسة مقصرتش وشرحت لي برضه أسباب فعلتها الشنعاء ومبرراتها اللى بدت ليها منطقية في وقتها، مع وعد صريح بعدم تكرار ذلك.
أقرئي أيضًا: حواديت ماما: بنتي عندها أسرار بتخبيها!
ورغم إن المحادثة كانت هزلية بمعنى الكلمة، فأنا شايفة المشوار وتضييع الوقت وكركبة اليوم مقابل هين لأن بنتي تكون سعيدة وفخورة بنفسها، ولأني عارفة قد إيه هي بتتأثر بالساد فيس وبتفرح بالسمايلي فيس، فده مبرر كافي.
لكن الجزء الأسعد في يومي لما لقيت الميس والدادة بتاعة الفصل عارفين عن لولو الحاجات اللى بتحبها، زي الفساتين بتاعتها مثلًا، خصوصًا فستان سندريلا الخاص بعيد ميلادها، وسعدت جدًا وقتها بإني، في لحظة مبالغة مني، صممت إني أعمل عيد ميلادها تنكري عشان تلبس فستان الأميرات اللي نفسها فيه، وتشارك أصحابها فرحتها.
في ناس حواليا كانت شايفة إني أتكلف مشقة التدوير على فستان تنكري متوافق مع أحلام المفعوصة اللي أربع سنين شيء غير منطقي، وتحمد ربنا إن إتعمل لها عيد ميلاد أساسًا!
أقرئي أيضًا: حواديت ماما: كرَّعيني يا ماما
بس في الحقيقة المفترض إن أنا اللي أحمد ربنا على نعمة البنوتة الصغيرة اللى عندها أحلام وهي لسه مطلعتش من البيضة، وبتكون سعيدة وهي بتحققها وأنا بساعدها عليها، ومش بتنساها وبتفخر بيها قدام أصحابها في المدرسة، وكمان دوري أساعدها تكون فخورة بنفسها في المدرسة، ما تحسش بعار الساد فيس في الكراسة وتبقى عايزة تخبيها مني أو من زملائها، عشان عملت حاجة غلط في الكتابة.
نقاط كتير الأمهات والأباء مش بياخدوا بالهم منها، على رأسها إن الطفل الصغير مش بس دورنا في حياته نراعيه ونأكله ونشربه ونوديه للدكتور لما يعيا، ولكن كمان الأهم رعاية أحلامه وطموحاته الصغيرة النونو، لأنه لو إتعود يحقق الأحلام دي من دلوقت، هيكبر وهو عارف إنه قادر على تحقيق أي حاجة عايزها، هتكبر أحلامه مع كل خطوة في حياته، وهيكبر يقينه وإيمانه بنفسه، وأعتقد ده أهم من وزن بيزيده بسبب الأكل أو درجات بيحققها في المدرسة أو النشيد اللي حفظه ونتباهى بيه قدام القرايب والأصحاب، القدرة على الحلم هي أهم حاجة ممكن نزرعها في ولادنا ويقدروا يحصدوها طول العمر.
العودة إلى منوعات