يمكن لأي أم في العالم أن تحارب جيشًا كاملًا بمفردها، بقلب من فولاذ، من أجل أمان أطفالها، لكن في نفس ذات الوقت، يتحول هذا القلب الفولاذي لقلب آخر أرق من قطعة بسكويت الويفر الهشة، في حالة مرض أي طفل من أطفالها!
للأسف دي الحقيقة، أنا بكون أقوى أم في العالم.. لغاية بس ما فريدة تعطس أو تكح أو تسخن أو تتعب.. فألاقي حد شال قلبي الجامد ده وحط مكانه بسكوتة.
اقرئي أيضًا: 6 نماذج لشخصيات الأمهات وتأثيرها على سلوك الأبناء
"الأمومة بتخفف القلب جدًا"، المعلومة دي مصدقتهاش إلا لما بقيت أم، إحساس العجز تجاه مخلوق صغير جدًا وضعيف جدًا، ومرض شرس مستقوي عليه بكل قوته، ساعات بلوم نفسي وأسألني: "أومال راحت فين باسنت أم قلب جامد؟!" وبكتشف إن قلبي كله على بعضه كده بقي برّه صدري من يوم ما فريدة اتولدت.. علشان كده شوية تعب أو قرصة ناموسة لبنتي، ممكن يخلّوني أتخض وأعصابي تتعب وأخاف جدًا وأدوّر على دكتور الفجر أو استشارة طبية سريعة.
اكتشفت كمان إني مش كدة لوحدي، والموضوع ملوش علاقة بالأم الجديدة أو عدد الأطفال، لأ خالص، هو أوبشن كده بينزل للأمهات من أول الحمل ولبعد الولادة ولحد ما الأطفال يكبروا ويتجوزوا ويخلفوا.. القلق والخوف والحذر، مفيش منهم مفر.
كل صديقاتي الأمهات بلا استشناء بيعانوا من نفس الحالة السابق ذكرها، مهما كانوا في مراكز عمل قيادية أو حتى شخصيات صارمة وجامدة، لكن مع أطفالهم في أي موقف مزعج، بيتحولوا لكائن هش جدًا، ومع ذلك المفروض يطبطب ويطمن ويحتوي ويتمالك أعصابه.
اقرئي أيضًا: كيف تؤمنين صغارك من الاختطاف أو الضياع؟
الموضوع مش سهل أبدًا، خصوصًا وإحنا كأمهات الجيل ده، متحاوطين بكمية لا بأس بها من المخاطر على أطفالنا، حوادث خطف وسير ومدارس وحضانات وتحرش وأمراض غريبة بتظهر كل فترة وهكذا.. دايرة مبتخلصش لو فكرنا فيها كتير هنتعب.
بشكل شخصي، كل ما بسمع كلمة "لااا جمّدي قلبك شوية".. ببتسم وأسكت وأنا مقتنعة من جوايا بإن ده من رابع المستحيلات، بعد الغول والعنقاء والخل الوفي.. بتيجي جمودية قلب الأم.