بنتحمس جدًا بمجرد خلفتنا لأول طفل، ونعد الأيام عشان نعلمه ونلعب معاه ونشوفه وهو بيكبر كل يوم ويعرف حاجة جديدة، وبشكل ما مؤخرًا قلبت التربية لحلبة مصارعة بين الأمهات، خاصة على الشبكات الاجتماعية وانتشار فكرة منهج المونتيسوري، ومناهج تانية مختلفة هدفها تعليم مبكر للأطفال من بدري قوي.
طبعًا العلم نور، وإنكِ تشوفي ابنكِ بيتعلم حاجات كتيرة من وهو صغير فكرة مبهجة جدًا، ومحمسة إنكِ تعلميه أكتر وأكتر، خاصة لما تكتشفي إن حاجات كتير ممكن تعمليها له بالتدريج قبل ما يدخل المدرسة، ولكن..
وسط الزحمة والحماس، بتنسى أمهات كتير إن كل طفل مختلف عن التاني، كل طفل ممكن يستوعب حاجة بسرعة مهتم بيها وحاجة ثانية يتعلمها بعد سنة لأنه مش مركز فيها، ومن هنا تبدأ أمهات كتير تحبط ان ابنها مش ماشي مع اللي فى نفسها، لسه ميعرفش يمسك القلم، لسه معرفش الألوان، مبيلونش جوه الرسمه! وتسأل واعمل ايه ومفيش حل ومش بعيد تحس إنها أم فاشلة أو إن ابنها فيه مشكلة.
اقرئى أيضًا: حواديت ماما: انتي لسه شوفتي حاجة؟
رغم إن ممكن يكون الطفل سابق في مهارات تانية، لكن للأسف معظمنا يفكر في الناقص، وفيه أطفال تحتاج لوقت أكثر عشان يتعلموا مهارة ما.
منكرش إني فى بداية تعليمي لتميم كنت بحس بإحباط كتير، لأن معظم اللي في سنه بيعرفوا حاجات كتير وهو لسه، ومهما عملت له أنشطة أو أو، ألاقيه لسه مش متقن مهارة معينة. لحد ما جيت فى وقت خرجت من كل الصفحات المهتمة بتعليم الطفل، وركزت في إني اتابع ابني مهتم بإيه، واركز على اهتمامه ده وأنميه له بلعب أو كتب أو أنشطة، لحد ما يظهر له اهتمام تاني وهكذا،
من وقت للتاني أعرض عليه حاجات جديدة، من غير ما أضايق إنه ما اتجاوبش، وباحاول ما اضغطش عليه، وبتيجي مفاجأة إنه في وقت لوحده تلاقيه يطلب الحاجة دي وعايز يلعب بيها، وممكن يهتم بيها لشهور.
لما كنت أحاول أعلمه الألوان مثلًا، وكل اللي في سِنِّه عارف الألوان، مكنش يعرفهم، لكن بعد شهرين تلاتة لقيته في يوم لوحده بيقولهم، وده اتكرر معايا في مواقف مشابهة، ومن وقتها عرفت إن أي حاجة بتدخليها فى دماغ طفلكِ بتتخزن، ويخرجها وقت ما يكون فعلًا مستعد لده.
ومن وقتها مبقيتش أتضايق لو اتأخر في تعلم أي حاجة، كل الأطفال بييجوا في سن ويتساووا في مهاراتهم الأساسية، لكن اللي يميزهم فعلًا مواهبهم المختلفة اللي هتكبر معاهم، من اهتماماتهم الأساسية اللي مهم فعلًا إنك تركزي عليها مع طفلكِ.