عندما يقرر طفلك ذو الأربع سنوات تجاهل طلباتك، والامتناع عن الاستماع إليكِ مهما حاولتِ، ويسيء التصرف، تستشيطين غضبًا، وتقررين عقابه، ثم تتساءلين كيف لي أن أعاقبه في هذا العمر، أعلم أن الأمر عسير، تربية طفل في هذا العمر تحتاج إلى مزيج من الصبر والتفهم والعلم، فهو يرغب في الاعتماد على نفسه، كما يرغب في اختبار الحدود من حوله، كما تقابله تحديات كبيرة مثل رغبته في فعل بعض الأمور التي لا يستطيع أن يفعلها بسبب مهاراته المحدودة، ولكن ليس معنى ذلك أن نتركه يسيء التصرف، بل علينا أن نبدأ تهذيبه، سأحدثك عزيزتي في هذا المقال عن طريقة عقاب الطفل في عمر أربع سنوات.
طريقة عقاب الطفل في عمر أربع سنوات
عليكِ قبل التفكير في عقاب طفلك في هذا العمر أن تعرفي أسباب تصرفه بهذا الشكل، مع مراعاة ما يتعرض له من قلق الانفصال، والإحباط بسبب ضعف مهاراته الحركية، إليكِ بعض طرق تهذيب طفلك في هذا العمر:
- ضعي حدودًا والتزمي بها: عليكِ أن تضعي حدودًا لطفلك كأن تلزميه بألا يسبّ، أو أن يضع ألعابه في مكانها بعد اللعب، ولا تتساهلي أبدًا حين لا يلتزم طفلك بهذه الأمور، وأصري على الالتزام بالحدود.
- لا تخلطي العقاب بالتهذيب: التهذيب يهدف إلى الوصول إلى نتائج بعيدة المدى على عكس العقاب الذي يهدف إلى نتائج حالية، فكري دائمًا في الأهداف البعيدة لطفلك.
- شجعي طفلك عندما يتصرف جيدًا: عندما يلتزم طفلك أو يطيعك شجعيه واشكريه، قبل التوجه إلى عقاب الطفل على التصرفات السيئة علينا أن نشجعه على التصرفات الحسنة.
- كوني واضحة ومحددة: بمعنى لا تقولي لطفلك كلامًا عامًا مثل تصرف بأدب، أو تصرف جيدًا، ولكن قولي أتمنى أن تضع ألعابك في مكانها، أتمنى أن تخفض صوتك، أتمنى ألا تضرب شقيقك، وهكذا، ليس من الطبيعي أن نعاقب الطفل على أمر لم نكن واضحين ومحددين في طلبه.
- الوقت المستقطع: حددي ركنًا في منزلك يجلس فيه طفلك وحده يمارس أي نشاط يجعله يهدأ عندما يكون غاضبًا، اطلبي منه أن يجلس ويذهب فيه عندما يفقد السيطرة على نفسه أو يصبح شديد الغضب.
- امنعي الامتيازات: عندما يفقد طفلك السيطرة ويرفض حتى الوقت المستقطع، يمكنكِ أن تمنعي عنه بعض الامتيازات مثل ألعابه، أو الخروج، أو الحلوى، كوني منطقية ولا تبالغي في رد فعلك على أفعال طفلك، واجعلي ما ستمنعيه عنه مناسبًا لخطئه ومرتبطًا به.
اقرئي أيضًا: 7 وسائل فعالة لتشجيع طفلكِ على أداء ما تطلبينه منه
ضرب الطفل في عمر أربع سنوات
الجدال بخصوص ضرب الطفل في أي عمر لن ينتهي بسهولة، فكثيرون من أصحاب نظرية العقاب بالضرب تعرضوا لذلك في صغرهم، ويرفض عقلهم استيعاب أن آباءهم وأمهاتهم قد أخفقوا، ولذلك عزيزتي قبل الخوض في هذا الأمر عليكِ معرفة أن القول إن الآباء والأمهات الذين ضربوا أطفالهم قد أخفقوا لا يعني أبدًا التقليل من حبنا لهم وتقديرهم، ولكن نحن نتعلم من التجارب والنظريات العلمية التي تفيد بأن ضرب الأطفال له مشكلات خطيرة، مثل:
- ضرب الأطفال يعلمهم أن الضرب تصرف صحيح: عندما تضربين أطفالك لأنهم أصغر وأضعف، ينتج عن ذلك أن طفلك يضرب شقيقه الأصغر، وزملاءه الأصغر في المدرسة، ثم يكبر ويضرب زوجته.
- ضرب الأطفال يجعلهم أكثر عرضة للأمراض النفسية: مثل القلق والتوتر والاكتئاب.
- ضرب الأطفال لا يربّيهم: التربية تهدف إلى نتائج بعيدة المدى، على عكس الضرب الذي يعطي نتائج فورية.
- ضرب أطفالك يؤذيكِ: ستعيشين بين الشعور بالذنب على ضربهم، والرغبة في ضربهم باستمرار للحصول على نتائج سريعة ومرضية لكِ.
تعرفتِ عزيزتي إلى طريقة عقاب الطفل في عمر أربع سنوات، وتذكري أن طفلك أمانة في عنقك، لا تتسرعي أبدًا في عقابه، ولا تجربي الحلول السهلة السريعة، ولكن عليكِ بالصبر، تمنياتي برحلة أمومة ممتعة وجميلة.
لمقالات أخرى عن تهذيب الأطفال وتربيتهم والعناية بهم، زوري قسم الأطفال الصغار في موقعك سوبرماما.