إذا استطاع الأطفال الصغار تناول الحلوى 24 ساعة في اليوم لن يترددوا في ذلك، إذ يتمنون لو أن الوجبات الثلاث الرئيسية وما يتخللها من مقبلات عبارة عن حلوى الشوكولاتة والبنبون والبسكويت والكيك والعصائر المحلاة وما شابهها، ولكن، ماذا عن أسنان طفلك الصغير التي ما زالت في طور التكون؟ وعن صحته ونموه العقلي والجسدي والمخاطر التي تسببها الحلوى في الإصابة بأمراض مثل السمنة والسكري وفقدان الشهية وسوء التغذية؟.

في معظم الأحيان حينما تضع الأم روتينًا صارمًا تجاه تناول وشراء الحلوى للصغار بالمنزل، تُنسى كل هذه القواعد عند زيارة الجدات والأقارب محملين بأطنان من الحلوى للطفل الصغير، اقتناعًا منهم أن ذلك سيجعل الطفل يحبهم ويقبل عليهم أكثر، مما يجعل الصغير بمرور الوقت يتمرد على قواعد المنزل الصارمة ويرغب في تناول الحلوى طوال الوقت حتى ولو في الخفاء دون أن تراه أمه.

6 خطوات لمواجهة التدليل الزائد لطفلك من جده وجدته

ماذا تفعلين إذا كان طفلك الصغير مولعًا بتناول الحلوى بكثرة؟

1- في البدء عليكِ أن تعلمي أن منع صغيرك من تناول الحلوى منعًا تامًا ليس حلًّا، بل سيأتي بنتيجة عكسية لاحقًا، حين يعود للإقبال عليها بشراهة كالإدمان، ولكن الاعتدال والوسطية هما الأفضل في كل شيء يتعلق بتربية الصغار.راقبي نظام طفلك الغذائي، فإذا كان يتناول وجبات صحية متزنة من الخضروات والبروتين والدهون الجيدة، فلا مانع من تقديم قطعة صغيرة من الحلوى المُعدة منزليًّا بطريقة صحية كالكيك والفواكه والآيس كريم والميلك شيك. ويفضل أن يتم ذلك بشكل -جذاب وفي عبوات ملونة كالتي يراها لدى الأطفال الآخرين، حتى لا يشعر بالاختلاف والتمرد ويرغب في تجربة الممنوع. فهو في هذه السن بين العام ونصف والعامين، يكتسب عاداته الغذائية من المحيطين به في المنزل وما يراه لدى الأقارب وفي التلفاز، لذلك ورغم رغبتك في حرمانه من كل ما هو مسكَّر ومُحلى، إلا أن خبراء التغذية ينصحونك بالعكس.

تجارب مثيرة باستخدام الحلوى مع أطفالك

2- احتفظي دائمًا بقطع حلوى قليلة السكر وبها قيمة غذائية، قدميها له بكميات صغيرة للغاية ولكنها ستجعله يرضى عن حصوله على قطعة حلوى في النهاية. ففي هذه المرحلة يبدأ طفلك أيضًا في تناول الأطعمة التي يتناولها الكبار وتتطور لديه حاسة التذوق بشكل سريع جدًّا، فيستطيع التمييز بين الحلو والمالح والجيد والسيئ، بل ستلاحظين تطور رغباته وتفضيلاته لأنواع الطعام وربما رغبته في الاعتماد على نفسه وتناول طعامه بمفرده،

3- لا تربطي الحصول على الحلوى بتنفيذ الأوامر ولا تجعليها مكافأة لأي شيء، سواء كان تهدئة لصراخ ونوبات غضب طفلك الصغير أو حتى لأنه فعل شيئًا جيدًا، بهذه الطريقة سيتعلق طفلك بالحلوى أكثر وسيختلق المواقف التي تمكنه من الحصول على المزيد منها، طفلك في هذه المرحلة أذكى مما تتخيلين، وبالطبع الحصول على قطعة شوكولاتة إضافية سيجعله يفعل المستحيل دون ملل.

كيف نكافىء أبنائنا بدون أن تتحول المكافأة لرشوة؟

4- اجعلي هدفك هو المحافظة على أسنان طفلك بيضاء سليمة خالية من التسوس والالتهابات، ربما تتفاجئين حين تعلمين أن تناول الشوكولاتة والآيس كريم والعصائر ليس سيئًا لأسنان طفلك مثل ترك بقايا الطعام الصحية كالفطائر واللحوم والمكرونة ومنتجات الأجبان، لأن الأولى سرعان ما يزول أثرها من الفم بمجرد المضمضة وغسيل الأسنان بالفرشاة جيدًا، بينما الأطعمة الأخرى تتفتت لقطع صغيرة تنحشر بين أسنان طفلك وتتحلل مسببة التسوس إذا لم يغسل فمه جيدًا بعد كل وجبة، لذلك فنظافة فم طفلك داخليًّا وخارجيًّا عادة عليكِ فعلها وتعليمها لصغيرك منذ بزوغ أول سنة لديه.

5-كوني قدوة لطفلك الصغير، لا تمنعي عنه الحلوى وأنتِ تتناولينها أمامه بكثرة، ببساطة كل عادة ترغبين في تعليمها لطفلك، افعليها أمامه أولًا.

6- حددي توقيتات وكميات معينة للحلوى على مدار اليوم، فهناك مواعيد لتناول الحلوى دائمًا، بالطبع قبل النوم وفور الاستيقاظ ليس منها، فكوني حازمة في هذا الأمر.

7- أخبري الأقارب والجدات برفق بنظامك في تقديم وتناول الحلوى قبل ذهابك إليهم، بالإضافة للأنواع التي يتناولها طفلك والأخرى الممنوعة من المنزل تمامًا.

نصائح في التغذية حسب سن طفلك

في النهاية، اعلمي أن تعويد طفلك على نمط غذاء صحي، وتغيير مفهوم الحلوى من الأطعمة الغنية بالمواد المصنعة والسكريات الضارة إلى الفواكه والألبان المحلاة والحلويات المنزلية المُعدة بعسل النحل والكاكاو الخام ومنتجات مفيدة ذات قيمة غذائية، مع منع المياه الغازية والبطاطس المعلبة، كل ذلك يتطلب جهدًا خارقًا في البداية، لكن سرعان ما سيعتاد صغيرك ويرفض من تلقاء نفسه تناول هذه الأطعمة المضرة عندما يكبر قليلًا ويتعرف على مخاطرها بنفسه فس سن أكثر وعيًا.

العودة إلى صغار إقرأ المقالة

مواضيع ذات صلة ب : طفلي يحب تناول الحلويات كثيرًا: ماذا أفعل؟

supermama