للتغذية أكبر تأثير في الأطفال، بدءًا من وجودهم كأجنة في الرحم وفي أثناء الرضاعة وطوال السنوات الأولى من عمرهم، فالتوازن الصحيح للعناصر الغذائية في هذه الفترة التي تتكون فيها أجسامهم أمر بالغ الأهمية، لنمو أدمغتهم بشكل سليم، واختلالها ونقصها قد يضعفان النمو الإدراكي والحركي لديهم، وهو ما يؤدي إلى مشكلات لا يمكن علاجها بسهولة فيما بعد، وأبرز هذه العناصر الحديد واليود وحمض الفوليك والزنك، التي تعزز عمل الدماغ بشكل كبير. في هذا المقال نتحدث معكِ بشكل تفصيلي عن تأثير الغذاء على عقل الطفل، وأهم الأطعمة التي تزيد ذكاءه وترفع تركيزه.
تأثير الغذاء على عقل الطفل
دور التغذية في نمو الدماغ كبير جدًّا، لذا لا بد من تقديم أطعمة للطفل تشمل العناصر الأساسية والضرورية لنمو جسمه وعقله، وأهمها البروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة، وهذه أهم النقاط الأساسية في كيفية تأثير الغذاء على عقل الطفل:
- تعتمد أولًا تأثيرات نقص المغذيات المختلفة في جسم الطفل على مدى شدته ومدته، وفي كثير من الحالات تتغير حاجة الدماغ إلى مغذٍ معين في رحلة نمو الطفل من وقت إلى آخر.
- يؤثر نقص هذه المغذيات في جسم الطفل خلال سنوات عمره الأولى في إنتاج الخلايا وأحجامها، بالإضافة إلى الإخلال بالعمليات الكيميائية المعقدة للدماغ، كالتأثير في كفاءة الاتصال بين خلاياه.
- تشمل الآثار طويلة المدى لنقص بعض العناصر الغذائية إلى ضعف التركيز والتحصيل الدراسي، والتعرض لكثير من المشكلات النفسية والصحية، وهو ما يستمر معه في الغالب لما بعد مرحلة الطفولة.
بعد أن تعرفتِ إلى تأثير الغذاء في دماغ الطفل، اعرفي من خلال الفقرة القادمة إلى أهم الأطعمة التي تفيد العقل وتحسن الذكاء والتركيز لدى الأطفال.
أطعمة تزيد الذكاء والتركيز عند الأطفال
التغذية السليمة للطفل ضرورية لصحته وتطوره ونمو دماغه، وتؤثر في التركيز و الذكاء والمهارات العقلية لديه، خاصةً في السنوات الأولى من عمره، إليكِ قائمة بأهم الأطعمة التي تعزز صحة الدماغ لدى الأطفال وتساعدهم على التركيز:
- البيض: البروتين والفيتامينات الموجودة في البيض، خاصة فيتاميني "ب 6" و"ب 12"، تساعد الأطفال على التركيز.
- الزبادي اليوناني: احتواء الزبادي اليوناني أيضًا على البروتين وفيتامينات "ب"، يقوي أنسجة المخ والناقلات العصبية.
- الخضراوات: الخضراوات غنية بـ حمض الفوليك والفيتامينات ومضادات الأكسدة وعناصر أخرى مفيدة، تعزز نمو خلايا الدماغ وتقويها.
- الأسماك: السمك مصدر جيد لفيتامين "د" وأحماض أوميجا 3 الدهنية، وهو ما يقوي الأعصاب وخلايا الدماغ، ويعزز المهارات العقلية للطفل، ويحميه من أمراض ضعف الذاكرة.
- المكسرات والبذور: عناصر غنية بالبروتين والأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والمعادن، التي تحافظ على صحة الجهاز العصبي، وتعزز الحالة المزاجية.
- دقيق الشوفان: يساعد دقيق الشوفان الغني بالبروتين والألياف في الحفاظ على صحة شرايين القلب والدماغ، وزيادة التركيز، وتقوية الذاكرة.
- التفاح والخوخ: يحتويان على مادة "الكيرسيتين"، وهي مادة مضادة للأكسدة، تعزز صحة الجهاز العصبي وعمل المخ والدماغ.
أما لتعززي ذكاء طفلكِ اعرفي طرق ذلك من السطور التالية.
كيفية رفع مستوى ذكاء الطفل؟
يختلف معدل الذكاء من طفل إلى آخر، لكن مع ذلك تظل هناك أشياء يمكنكِ القيام بها لتحسين ذكاء طفلكِ منذ سن صغيرة، والطرق التالية ستعزز قدرته على الاستيعاب والتعامل مع المواقف المختلفة:
- القراءة: القراءة تساعد على تحسين الذكاء اللغوي للطفل، وهو القدرة على التحدث والكتابة واستخدام الحروف والكلمات والجمل. اقرئي مع طفلك أي محتوى بشكل يومي، لزيادة مفرداته، وتحسين قدرته على التخيل.
- اللعب: ما يساعد على تحسين الذكاء المكاني والقدرة على استيعاب الصور والأشكال وكا ما يوجد في العالم الخارجي، ومن أهم هذه الألعاب الألغاز والمكعبات وألعاب الذاكرة والحرف اليدوية. امنحي طفلكِ متسعًا من الوقت والمساحة للعب بها، خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة.
- المسائل الرياضية: حل المسائل الرياضية للأطفال الكبار نسبيًّا سينمي ذكاءهم، وبالنسبة للأطفال الصغار يمكنكِ استخدام الأشكال الرياضية المختلفة، وتعليمه الفرق بينها، كالمربع والمستطيل والدئرة وما إلى ذلك.
- الثقة في الطفل: آمني به سواء كان طفلك ذكيًا جدًا أو بشكل متوسط لا يهم، لكن كلماتكِ وإيمانكِ به هي التي ستؤثر عليه مدى الحياة.
- مدح جهوده: يساعد المدح على تشجيع الطفل وتحفيزه منذ سن صغيرة وإعطائه ثقة في نفسه وتنشيط عقله، وننصحكِ بالتركيز على التزام الطفل ومجهوده، وليس النتيجة النهائية.
بعد أن عرفتِ تأثير الغذاء على عقل الطفل، وأهم الأطعمة التي تزيد ذكاءه، ننصحكِ عزيزتي بالاهتمام بتعزيز قدرات طفلكِ العقلية منذ سن صغيرة، مع تحفيزه وتشجيعه والصبر عليه، وهو ما سيعود بالنفع عليه طوال حياته.
تعرفي إلى مزيد من النصائح المفيدة لصغيركِ في مراحل تطوره المختلفة في قسم رعاية الصغار على موقع "سوبرماما".
