ماذا يحدث لطفلك عند قراءة القصص؟

قراءة القصص للأطفال

هناك العديد من الطرق لتعليم الأطفال وإكسابهم قيم وعادات إيجابية، ولكن تبقى القصة هي الطريقة الأسهل والأبسط وكذلك الأكثر فاعلية للتأثير في الطفل وتقويم سلوكه بشكل غير مباشر، تعرفي معنا في هذا المقال على أهمية قراءة القصص للأطفال.

أذكر عندما كانت جدتي تحكي لي قصصًا وحكايات مثيرة قبل النوم، كنتُ أظن أن القصص التي تحكيها لي مجرد حكايات مسلية لكي أستغرق في النوم، حتى أدركتُ أن كثيرًا من القيم والسلوكيات الإيجابية التي اكتسبتها في طفولتي، كانت بفضل قصص جدتي الغالية.

قراءة القصص للأطفال

الأطفال لهم عالمهم الخاص، الذي يصعب على الكبار اقتحامه، وتُعد القصص والحكايات مفتاحًا لدخول هذا العالم الساحر، فأغلب الاطفال يحبون الاستماع إلى القصص، ويتطلعون لمعرفة المزيد عن أبطال القصة، ويتأثرون بهم ويحاولون تقليدهم.

 وهنا يأتي دوركِ في اختيار قصص مناسبة لغرس الصفات الحميدة في طفلكِ منذ نعومة أظافره، مثل الشجاعة والنظام والحكمة والأمانة والكرم والمشاركة والصدق، وكذلك يمكنكِ تقويم سلوكه من خلال القصة دون توجيه الاتهام أو النقد له بشكل مباشر.

فوائد قراءة القصص للأطفال

هناك العديد من الفوائد الإيجابية لسرد القصص للأطفال إلى جانب تعليمهم القيم الإيجابية وتعديل سلوكهم، مثل:

  • توطيد العلاقة بين الأم والطفل: يُعد وقت ما قبل النوم وقتًا خاصًا ومميزًا في يوم الطفل، لذا فإن مشاركتكِ لطفلكِ تلك اللحظات الخاصة يعزز علاقتكِ به وينعكس عليه بشكل إيجابي، ويزيد من شعوره بالأمان والاسترخاء، إلى جانب المتعة والتسلية بالطبع.
  • تنمية روح الخيال والإبداع لدى الطفل: يتمتع الأطفال بقدرة هائلة على التخيل، ولكن في ظل محاصرتهم بالأجهزة الذكية والشاشات المحيطة بهم في كل مكان، تضعف قدرتهم على التخيل ويجدون صعوبة في التصور لأن كل شيء موجود أمامهم بالفعل، لذا فإن حكاية القصص تساعد على تنمية حس خيال الأطفال  وتصور الأحداث والشخصيات.
  • زيادة الحصيلة اللغوية للطفل: مع كل سطر تقرئينه لطفلكِ، تزداد حصيلة مفرداته اللغوية ويتعلم المزيد من الكلمات، حتى وإن كنتِ تظنين أنه لا يتأثر بها، فإن كل كلمة تنطقين بها  بشكل صحيح وحروف واضحة، تُسجل في مخ طفلكِ وتعمل على تحسين المهارات اللغوية ومهارات النطق وتطوير مخارج الألفاظ لديه.
  • تنمية مهارات الاستماع لدى الطفل: أغلب الأطفال لا يجيدون الاستماع إلى الآخرين، فهم مشغولون بالتعبير عن متطلباتهم والوصول لأهدافهم، والاستماع إلى القصص ينمي قدرة طفلكِ على الاستماع بشكل عام ويزيد من انتباهه وقدرته على التركيز.
  • تشجيع الطفل على حب القراءة: الطفل الذي ينشأ على الاستماع إلى القصص، لن يُشبِع شغفه عندما يكبر إلا قراءة الكتب، لن تحتاجي إلى حث طفلكِ على القراءة والتحدث إليه عن أهميتها، كل ما عليكِ هو وضعه على الطريق الصحيح من خلال رواية القصص له منذ الصغر، وسيكمل هو مسيرته بنفسه.

متى أبدأ في قراءة القصص لطفلي؟

 يتساءل العديد من الأمهات عن الوقت المناسب لبدء قراءة القصص للطفل، والحقيقة أنكِ يمكنكِ البدء في قراءة القصص لطفلكِ وهو جنين داخل رحمكِ، والاستمرار في قراءة القصص له بعد الولادة وحتى يكبر، فالقصص لا تقتصر على سن معينة، فالقرآن الكريم يحتوي على قصص الأنبياء التي يستمتع بها الصغار والكبار ويتعلمون منها.

وأفضل وقت لقراءة القصص لطفلكِ هو وقت ما قبل النوم، فالطفل يتأثر بشكل كبير بآخر ما يُغمض عينيه عليه، بالإضافة إلى إنها تساعده على الاسترخاء والهدوء والخلود إلى النوم في سلام وراحة.

كيف أحكي قصص للأطفال؟

تُعد رواية القصص مهارة وفنًا، عليكِ تعلمه وإتقانه لتتمكني من سرد القصص لطفلكِ بطريقة فعالة، إليكِ هذه النصائح لقراءة قصص مفيدة لطفلكِ:

  1. اختاري قصة مناسبة لعمر طفلكِ، حتى لا يشعر بالملل أو الإحباط من عدم فهم الأحداث.
  2. غيري نبرة صوتكِ وفقًا لأحداث القصة، وكذلك وظفي تعابير وجهكِ وحركة يديكِ لخدمة الأحداث، من أجل المزيد من الإثارة وجذب انتباه طفلكِ.
  3. لا تُكثري من عرض القصص المصورة لطفلكِ، فالأفضل أن تكون القصة مسموعة فقط لمنحه مساحة للتخيل وتصور الشخصيات والأحداث.
  4. اسمحي لطفلكِ بتوجيه الأسئلة التي يرغب بها، فإن هذا دليل على انتباهه ومتابعته لأحداث القصة.
  5. اطرحي على طفلكِ بعض الأسئلة في منتصف القصة، مثل سؤاله عن توقعاته بشأن الأحداث المقبلة، أو ماذا كان سيفعل لو كان مكان البطل؟ وهكذا، لتحفيز انتباهه وتجنب شعوره بالملل.
  6. تجنبي سرد القصص المرعبة أو التي تحتوي على كذب أو خيال مبالغ به، لما لها من أثر سلبي على الطفل.
  7. احرصي على أن تكون نهاية القصة بها عبرة أو موعظة أو معنى إيجابي، واسألي طفلكِ عن الدروس المستفادة من القصة ورأيه بالأحداث.

إن قراءة القصص للأطفال ليست مجرد وسيلة لتنويمهم بسهولة، بل إنها من الوسائل التعليمية الرائعة لغرس قيم وسلوكيات إيجابية في شخصياتهم، لذا احرصي على أن تكون قصة قبل النوم جزءًا من الروتين اليومي الأساسي لطفلكِ، لينتهي يومه بقصة مفيدة وسعيدة.

تعرفي على مزيد من المعلومات عن تربية الأطفال والتعامل معهم في المواقف المختلفة عن طريق زيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".

عودة إلى أطفال

هنا راضي

بقلم/

هنا راضي

أعشق القراءة خاصًة في علم النفس والسلوك، والتربية الإيجابية. أتطلع إلى تطبيق وتطوير الأساليب التربوية التي أتبناها مع مولودي الصغير الذي ينمو بداخلي الآن. وأؤمن أن القلم مرآة القلب، فهو يستطيع التعبير عن ما يعجز اللسان عن التفوه به.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon