5 نصائح لاختيار أفلام مناسبة للأطفال

مشاهدة الأفلام من أكثر الأمور الممتعة للكبار والصغار، خاصة إذا كانت برفقة من نحبهم كأفراد العائلة، كما أنها من الممكن أن تكون طريقة رائعة لتعليم أطفالكِ بعض القيم الجيدة بطريقة بسيطة ومسلية، ومع هذا لا نستطيع أن نتجاهل تأثيرها السلبي على الأطفال في معظم الأحيان، فالكثير من الأفلام ومن ضمنها أفلام الرسوم المتحركة التي يحبها الصغار يحمل رسائل وأفكار سلبية مثل العنف والكراهية.

لذا عليكِ اختيار الأفلام المناسبة للأطفال بحرص شديد، وتوجد أكثر من طريقة لمساعدتكِ على معرفة مدى ملائمة أحد الأفلام لأبنائكِ من حيث المحتوى الذي يقدمه والسن المناسب لمشاهدته، وهذا ما سنساعدكِ على التعرف عليه خلال هذا المقال.

كيفية اختيار أفلام مناسبة للأطفال

التصنيف العمري للأفلام، طريقة مثالية لمساعدتكِ على حصر الأفلام التي يمكن أن تسمحي لأطفالكِ بمشاهدتها، ويعتمد هذا التصنيف على تحديد مدى صلاحية المحتوى الذي تقدمه الأفلام للفئات العمرية المختلفة، وقد يكون من الصعب العثور على تقييم واضح للأفلام العربية، حيث يكتفي صانعو الأفلام باستخدام تقيمين فقط لها، وهما للكبار فقط أو صالح للمشاهدة العائلية.

أما بالنسبة للمحتوى الأجنبي، فتوجد قوانين صارمة للتصنيف العمري للأفلام، وأشهرها تصنيف جمعية الأفلام الأمريكية الذي قسّم الأفلام لخمس فئات مبنية على مقدار العنف والألفاظ الخارجة وتعاطي الممنوعات والعري والمحتوى الجنسي في مشاهد الفيلم، وهي:

1. جميع فئات الجمهور (General Audiences): وتعني أن الفيلم مناسب لكل الأعمار وللمشاهدة العائلية، ويرمز لها بالحرف (G) في بداية الفيلم، وقد يحتوي الفيلم على الحد الأدنى من مشاهد العنف، ولكن لا توجد أي مشاهد عري أو تعاطٍ للمخدرات أو ألفاظ خارجة.
2. يوصى بالإرشاد الأبوي (Parental Guidance Suggested): ويرمز لها بـ(PG)، وقد يكون بعض مشاهد الفيلم لا تناسب الأطفال، نظرًا لاحتوائها على بعض العنف أو الألفاظ الخارجة أو مشاهد عري قصيرة، ولكنه لا يحتوي على مشاهد لتعاطي المخدرات.
3. على الوالدين الحذر بشدة (Parents Strongly Cautioned): ويرمز لها بـ(PG-13)، وتعني أن بعض المشاهد قد لا تكون ملائمة للأطفال دون سن 13 عامًا، فقد يحتوي الفيلم على بعض مشاهد العري والعنف وتعاطي الممنوعات والإغراء وغيرها من المواد غير المناسبة للصغار.
4. مقيد (Restricted): ويرمز لها بالحرف (R)، ويحظر مشاهدة هذه الأفلام لمن هم أقل من 17 عامًا إلا بصحبة الوالدين أو أحد البالغين، لاحتوائها على بعض المواد للكبار وعلى مشاهد عنف شديد وعري واستخدام سيئ للمخدرات.
5. لا يسمح بالمشاهدة لسن 17 عامًا أو أقل (No Children 17 and Under Admitted): ويرمز لها بـ (NC-17)، ومحتوى هذه الأفلام موجه للبالغين فقط، لاحتوائها على مشاهد عنف وجنس وإساءة استخدام للمخدرات وألفاظ نابية، وتناقش قضايا لا تناسب من هم أصغر من الفئة العمرية المحددة على الإطلاق.

ما أهمية مناقشة الأفلام مع الأطفال؟

مناقشة الأفلام مع أبنائك بعد مشاهدتها يساعدهم على الاستفادة من القضايا الإيجابية والسلبية التي تقدمها على حد سواء، حيث يمكن للمناقشة أن تساعدهم على تنمية مهارة التفكير النقدي لديهم وبعض القيم مثل الصدق ومساعدة الآخرين والمثابرة على تحقيق الأحلام، وتحد من السلوك العدواني وتعاطي المخدرات والسلوك الجنسي المبكر لدى المراهقين، كما أنها تساعدهم على تقييم الشخصيات المفضلة لديهم في الأفلام وتقليد تصرفاتهم الإيجابية.

مواقع إلكترونية تساعد على اختيار الأفلام المناسبة للأطفال

يوجد العديد من المواقع الإلكترونية التي تقدم تقييمًا للأفلام من حيث ملاءمة محتواها للأطفال، ومن أشهرها:

1.  Common Sense Media: يقيم هذا الموقع الأفلام بناءً على سبعة بنود، وهي الرسائل الإيجابية والقدوة الحسنة التي يقدمها الفيلم، وما يحتويه من عنف، ومحتوى جنسي وعري وألفاظ خارجة ومشروبات كحولية ومخدرات ومحتوى استهلاكي، بالإضافة إلى الفئة العمرية، وعند الضغط على أحد هذه البنود سيظهر لكِ تقييمًا من واحد إلى خمسة، مع شرح بسيط للمشاهد التي تمثل هذا البند، كما أن الموقع يساعدكِ في العثور على الأفلام تبعًا للقيمة التي تقدمها، فإذا كنت تريدين تعليم طفلكِ الشجاعة، ستجدين قائمة ببعض الأفلام المبنية قصتها على هذه القيمة الأخلاقية.
2. Box Office Mom: يقدم هذا الموقع معلومات تفصيلية عن كل مشهد يحتوي على عري أو عنف أو تعاطٍ للممنوعات والكحوليات أو كلام بذيء، بالإضافة إلى الفئة العمرية التي يناسبها الفيلم.
3.  Kids In Mind: يقدم الموقع تقيمًا موجهًا للآباء مبنيًا على ثلاثة بنود رئيسية، وهي المحتوى الجنسي والعري، والعنف، والألفاظ الخارجة، ويعطي كل بند تقييمًا رقميًا من صفر إلى عشرة بحسب شدة المشاهد، ثم يقدم بعدها مراجعة تفصيلية مكتوبة للفيلم، يليها تقييمًا دقيقًا ووصفًا مفصلًا لكل مشهد يحتوي على محتوى جنسي أو عنف أو ألفاظ خارجة.
4.  Raising Children: موقع أسترالي يهتم بكل ما يخص تربية الأطفال، وقسم تقييم الأفلام به مميز للغاية، فهو لا يكتفي بتقديم تصنيف بحسب الفئة العمرية وطبيعة المحتوى، ولكنه يقدم أيضًا شرحًا للقيم والرسائل الإيجابية والسلبية التي يقدمها الفيلم، التي يمكن أن يناقشها الآباء مع أبنائهم.

نصائح للتعامل مع العنف الذي يتعرض له الأطفال

تحتوي الأفلام والألعاب الإلكترونية والبرامج التليفزيونية على مشاهد عنف كثيرة، وقد يكون من الصعب منع الأطفال تمامًا منها، والنصائح التالية ستفيدكِ في الحد من تأثيرها عليهم:

1. اشرحي لطفلكِ عواقب استخدام العنف في الواقع، ولا تستجيبي لحجتهم بعدم وجود دماء في الأفلام التي يرغبون في مشاهدتها.
2. لا تتركي أطفالكِ يشاهدون أفلامًا تحتوي على عنف لفترات طويلة، فكلما زاد الوقت الذي يقضونه في مشاهدة محتوى عنيف، زاد تأثيره السلبي عليهم.
3. علمي أطفالكِ طريقة حل نزاعاتهم دون استخدام العنف الجسدي واللفظي، وعلميهم كيفية الدفاع عن حقوقهم وحقوق الآخرين دون إلحاق الأذى بخصومهم.
4. التزمي بالتصنيف العمري للأفلام، حيث ينصح بألا يشاهد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى أربعة أعوام، الرسوم المتحركة التي بها عراك جسدي كوسيلة لحل النزاع، لأنهم سيقلدون ما يرونه. أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسة إلى سبعة أعوام، فيمكن أن يشاهدوا الرسوم المتحركة التي تحتوي على بعض المشاهد التي بها بعض القسوة والعراك الجسدي، دون أن يفضي هذا العراك إلى الإصابات الخطيرة أو الموت. وبالنسبة للأطفال في عمر ثمانية إلى عشرة أعوام، فيمكنهم رؤية مشاهد القتال بالأسلحة النارية أو المبارزة بالسيوف، طالما لم يكن هناك مشاهد دموية، وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 12 عامًا، فيمكن أن يشاهدوا المعارك والاشتباكات المبنية على أحداث تاريخية حقيقية، ولكن دون أن يكون هناك مشاهد مقربة للعنف الدموي أو مشاهد تحتوي على إيحاءات جنسية أو عنصرية، ويسمح للأطفال من عمر 13 إلى 17 عامًا أن يشاهدوا عمليات إطلاق النار والتفجيرات وحوادث الموت والتشويه وقتال العصابات شرط أن تقنني فترة المشاهدة.

في النهاية، الأفلام أداة تعليمية غير مباشرة مهمة للأطفال، ويتعلق بها الأطفال بشدة ويكررون مشاهدة الأفلام التي يحبونها دون الشعور بالملل لمحاولة فهم ما يدور بها بشكل جيد، لذا من المهم أن تختاري الأفلام المناسبة للأطفال بحرص، حتى تتجنبي التأثير السلبي للأفلام غير المناسبة، وتعلميهم بعض القيم الإيجابية.

يمكنكِ معرفة المزيد عن كل ما يخص رعاية الأطفال مع "سوبر ماما".