تربية الأطفال بشكل عام من أهم الأمور التي تواجه الآباء، وخاصة إذا كانوا لا يملكون الخبرة المناسبة للتعامل مع أطفالهم، وقد تظنين دائمًا أن كل مشكلة سلوكية تنشأ من الطفل نفسه، وتجهلين أنكِ تتحكمين في سلوك طفلكِ وطريقة تعامله عن غير قصد. فقد لا تختلف تربية البنات عن الأولاد كثيرًا، إلا أنكِ أحيانًا تقعين في أخطاء تؤثر سلبًا على الطفل الذكر، لذا يجب عليكِ أن تنتبهي جيدًا لهذه الأخطاء وأن تتلافيها، وأن تتجنبي جميع التصرفات التي تؤثر على طفلكِ، حتى ينشأ شابًا سويًا ذا شخصية قوية في المستقبل. وتهذيب الأطفال ليس بالمهمة الصعبة ولكنها ليست بهذه السهولة أيضًا، ومن خلال هذا المقال سنطرح أخطاء تربية الأولاد الذكور الشائعة في تهذيب سلوك الأبناء الذكور، وأيضًا سنقدم لكِ بعض الطرق والنصائح التي ستساعدك على فرض قواعد سلوكية لضبط سلوك طفلكِ.
أخطاء تربية الأولاد الذكور
تشترك معظم الأسر في عدد من الأخطاء عند تربية الأولاد الذكور والتي ينتج عنها ولدٌ عنيد أو عنيف أو يكبر مدللًا ولا يحترم من حوله لذا سنخبرك اليوم بما عليك فعله وما عليك تجنبه:
- لا تكوني كثيرة النقد: ترغبين بالطبع في بناء شخصية قوية لابنكِ، لذا عليكِ أن تتجنبي انتقاده كثيرًا، وخاصةً إذا كان أمام أحد، لأن ذلك سيتسبب في إخفاقه أو شعوره بالخجل من نفسه، ما يتسبب في ضعف شخصيته بصورة كبيرة، فيجب أن يكون لكِ دور مؤثر وفعّال في مساعدته لبناء شخصيته، حتى يكون ذا شخصية قوية غير مهزوزة، وذلك من خلال القيام بكل التصرفات التي تعزز من ثقته في نفسه، كمدحه أمام الآخرين والثناء عليه عند فعل أمر جيد، وغير ذلك من التصرفات التي ترفع من روحه المعنوية.
- تجنبي القسوة أو الخشونة المفرطة في التعامل: هناك معتقد عند كثير من الأمهات، بأن الولد علي خلاف البنت يجب التعامل معه بطريقة معينة، تتمثل في الحدة والخشونة، ظنًا منهن أن التساهل والنعومة في التعامل معه لن يحقق مرادها في أن يصبح رجلًا متحملًا للمسؤولية عندما يكبر، وهذا اعتقاد خاطئ لا يرتقي إلى أن يكون أحد أساليب التربية والتقويم، فالولد أيضًا يحتاج إلى الحنان والعطف والأسلوب اللين، حتى يكون مطيعًا.
- لا توليه ثقة زائدة في التعامل: يجب الاعتدال فيما بين الحرية والثقة الزائدتين في التعامل مع طفلكِ، بمعنى أن تقييد الحرية غير جيد، وأيضًا الثقة الزائدة قد تضر بطفلكِ، وخصوصًا إذا كان ولدًا، حيث إنها قد تجعله يسلك طريقًا غير سوية، وخاصةً إذا كان له أصدقاء غير مناسبين، لذلك كوني حريصة ولا تضعي ثقة كبيرة في تصرفات ولدكِ الصغير؛ حتى لا يقع ما لا يُحمد عقباه.
- لا تقيدي حريته: لا تعتقدي أن الأطفال عمومًا قد يقبلون بتقييد حريتهم، وذلك بسبب طبيعة تكوينهم وحركتهم الكثيرة، لذلك يجب عليكِ أن تتركي لطفلكِ قدرًا من الحرية، ولكن بشرط توجيهه ومراقبته بطريقة مقنعة وليس بالضغط، حتى لا يشعر بأنه تحت المراقبة دائمًا.
خطوات تربية الأولاد الصحيحة
تختلف طبيعة الذكور عن طبيعة الإناث ما يجعل طريقة التعامل معهما مختلفة وهناك نقاط عليك التركيز عليها في حالة البنات في حين يكون عليك التركيز على أمور مختلفة تمامًا لدى الذكور، جمعنا لك أهم النصائح التي تعينك على هذه المهمة:
- تفهمي رغبته في الحركة والتجربة: من الطبيعي أن تكون أنشطة وحركات الذكور مختلفة عن البنات، فهو يريد الشعور بالحرية والانطلاق وتجربة أمور جديدة. ورغم ذلك ننصحكِ بألا توليه الثقة الزائدة عن الحد، فالحرية مطلوبة ولكن بحدود، فقد تؤدي الحرية الزائدة إلى ارتكاب تصرفات طائشة قد تسبب له أضرارًا أنتم في غنى عنها.
- اجعلي لأبيه الدور الأكبر: انصحي زوجكِ بأهمية دوره في مصاحبة ابنه وتقريبه إليه، فالأب هو القدوة الأولى لطفله وعليه أن يسانده في جميع اختياراته وقراراته الخاصة، مع ضرورة التدخل وإبداء النصح له في الوقت المناسب.
- علميه تحمل المسؤولية: لابد أن تفوضي لطفلكِ بعض المهام التي يستطيع إنجازها حسب عمره حتى تُنمي داخله القدرة على تحمل المسؤولية، وألا يعتمد عليكِ في أي أشياء تخصه، فعوديه منذ صغره على ترتيب غرفته بنفسه ومن ثم على أداء واجباته بمفرده. فرغم بساطة هذه الأمور إلا أنها تحفز الطفل على أن يكون مسؤولًا منذ صغره.
- دعيه يعبر عن مشاعره: اتركي طفلك يعبر عن مشاعره، فالخطأ الذي ارتكبه أجدادنا في التربية في أن الصبي لا يجوز أن يبكي أو يضعف لا بد ألا تقعي فيه ثانية، بل علمي طفلكِ أن يعبر عن حزنه ويكون رجلًا في الوقت نفسه بأن يشعر بالآخرين في آلامهم ويقف بجوارهم ولا يسمح لأي شخص أن يقلل منه مطلقًا.
- علميه الثقة في نفسه: يولد الصبي وهو يحب روح التنافس والسيطرة بين زملائه حتى لو لجأ إلى ممارسة سلوك خاطئ للوصول إلى هدفه، وهنا يأتي دورك في أهمية زرع الثقة بداخله وأنه ليس بحاجة إلى المنافسة لإثبات ذاته، بل يكفيه شعور المحبة المتبادلة بينه وبين أصدقائه وأن يوجه لأي منهم المساعدة عند طلبها
- لا تقارني بين طفلك وبين الفتيات من نفس السن: الفتيات في أغلب الأحيان هادئات، وتكمن طاقتهن في أنشطة كثيرة أثناء جلوسهن بمعنى أن بإمكانهن الجلوس لمدة ساعة من أجل الرسم أو صنع الحلي والتلوين، على عكس الفتيان فهم دائمو الحركة والانتقال من مكان إلى آخر، ولا يستطيعون الجلوس أكثر من 5 دقائق، لهذا لا تقارني بين طفلك وبين الفتيات فاهتمامات طفلك تختلف تماما عن اهتماماتهن.
بعدما تعرفنا إلى أخطاء تربية الأولاد الذكور من المهم أن تكوني مدركة للواقع جيدًا فإن راودكِ شعور عدم القدرة علي التحكم في تهذيب طفلكِ بطريقة مناسبة، فعليكِ أن تستشيري من ينصحك ويوجهك للأسلوب المناسب في التربية أو في تهذيب السلوك.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه لتنشئته على أسس سليمة، عن طريق زيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما"