يلجأ اﻷطفال فى السنوات اﻷولى من عمرهم إلى ما يسمى "نوبات الغضب" كوسيلة للضغط على أسرهم لتحقيق مطالبهم، فمنهم من يلقى بنفسه على اﻷرض غاضبًا، ومنهم من يصرخ بشكل هيستيرى متواصل، ولا يتوقف عن الصراخ، إلا بالحصول على ما يريد، وإذا حدث الأمر في الخارج، فقد تشعرين بالحرج وقلة الحيلة. لذا فإن معرفة كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال بطريقة صحيحة، ستجنبكِ كثيرًا من المواقف المحرجة، وستعلم طفلك أن غضبه لن يأتي بنتيجة، فيهدأ ويحاول أن يطلب ما يحتاجه بطريقة أفضل، وفيما يلي نوضح لكِ بعض النصائح للتعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال.
كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال
يبدأ معظم اﻷطفال بنطق كلمة "لا" في عمر ثمانية أشهر تقريبًا، وعادةً ما يستخدمها الطفل أكثر من كلمة "نعم" أو "حاضر" بمعدل سبع مرات، لأنه يفهم أنها تعني الاعتراض، وأن لديه إرادة وحرية قرار في أن يبدي رفضه لبعض الأمور. لذا عليكِ عزيزتي تشجيع الطفل على التصرفات الجيدة، وتعليمه الكلمات الإيجابية أولًا، مثل: "صح أو جيد أو ممتاز"، وتحويل انتباهه للحلول، بدلًا من استخدام كلمة "لا" معه طوال الوقت، فيمكن أن تستخدمى "ليس الآن" أو "انتظر قليلًا"، ويجب أن تعلمي أن نوبات الغضب علامة تطور إيجابية، ﻷنها محاولة من اﻷطفال للتعبير عن أنفسهم، والتمسك بمطالبهم، وللتعامل بشكل صحيح مع طفلكِ خلال هذه النوبات، اتبعي النصائح التالية:
- لا تظهري غضبك: من الطبيعى أن تشعرى بالغضب عندما يصرخ طفلك أو يلقي بنفسه على الأرض، ولكن إذا قابلتِ هذا السلوك بغضب منكِ أو صراخ، فإنه سيعرف أن ما يفعله قد أثارك وسيستمر فيه، لذا من الأفضل ألا تبدي أي تعبير على وجهك، والتزمي الصمت.
- لا تستسلمي لإلحاحه: رضوخك لمطالب طفلك ليتوقف عن صراخه، رسالة مباشرة له تؤكدين فيها أن تصرفه الخاطئ يأتي بنتيجة، وسيكرره كلما احتاج إلى شيء، أما إذا أصررتِ على رفضك في كل مرة يقوم فيها بهذا السلوك، فسيتراجع لأنه لا يجد منكِ نتيجة.
- لاتتصرفي معه بعنف: حافظي على هدوئك في أثناء نوبة الغضب، حتى لو كان الأمر في مكان عام، وسبب لكِ الإحراج، لأن غضبك لن يجدى نفعًا، بل سيزيد اﻷمر سوءًا، أخبري طفلك بأنكِ لن تتحدثي معه إلا بعدما ينتهي ويهدأ.
- تجنبي لمسه خلال غضبه: بعض الأمهات يقعن في خطأ شائع، وهو حمل أطفالهن الصغار في أثناء نوبة الغضب ومحاولة تقييدهم، لكن يجب تجنب هذا الأمر، فبعض اﻷطفال لا يفضلون أن يلمسهم أحد في أثناء غضبهم، لذا اعرفي طبيعة طفلك، فإذا كان يحب الاحتضان فاحتضنيه حتى يهدأ، أما إذا كان لا يحب اللمس، فابتعدي عنه قليلًا حتى تهدأ ثورته.
- لا تلوميه خلال حديثك: يجب الانتظار حتى يهدأ طفلك للتحدث معه عن تصرفه، وتجنب لومه في أثناء المحادثة، ومن المهم أن يكون هناك تواصل بصري عند الحديث معه. وأخبريه بأن سبب رفضك طلبه ليس لأن غير منطقي، لكن بسبب صراخه، وأنه إذا طلب الأمر بهدوء ربما استجبتِ له.
- ألهيه بمصادر مختلفة: من الممكن إلهاء الطفل بأنشطة شيقة وممتعة أيضًا، حتى يتجنب اللجوء لهذه النوبات، أديري التلفاز على كرتون مفضل له، واتركيه قليلًا وسيهدأ، وسيأتي ليشاهده معكِ، وهكذا ألهيه بأي طريقة.
كذلك من المهم أن تعرفى أنه فى سن الرابعة أو الخامسة، ستبدأ مهارات التواصل لدى طفلك بالتطور، وسيستخدم أساليب أخرى للتعبير عن متطلباته.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء
إذا كان طفلك عنيدًا، فيجب أن تعلمي أنكِ لست وحدك من لديه طفل عنيد، والطريقة التي تتعاملين بها معه، ستحدث فرقًا كبيرًا في شخصيته في المستقبل، لذا من المهم أن تدركي عزيزتي أن العناد جزء من شخصية بعض الأطفال، ولدى بعضهم الآخر هو طريقتهم لفرض إرادتهم. لذا يقع على عاتقك مسؤولية تعليم طفلك الطرق المختلفة التي يمكنه من خلالها التعامل مع التوتر والتعبير عن مشاعره، وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء:
- لا تدخلي معه في جدال: الأطفال العنيدون دائمًا على استعداد لمواجهة الجدل وجهًا لوجه، لذا لا تمنحيهم هذه الفرصة. بدلًا من ذلك، استمعي لما يقوله طفلك، وحوليه إلى محادثة بدلًا من الجدال، فعندما تُظهرين أنكِ مستعدة للاستماع إلى ما يفكر فيه، فإن ذلك سيجعله أكثر استعدادًا للاستماع إلى ما تريدين قوله أيضًا.
- لاتجبريه على شيء: لا تجبري طفلك على فعل شيء لا يريده، هذا سيجعله أكثر تمردًا، وسيصمم على القيام بما لا يفترض فعله. لذا إذا كنتِ تريدين أن يتوقف طفلكِ عن مشاهدة التلفاز، ويذهب للنوم أو يجمع ألعابه، فحاولي مشاهدة التلفاز معه لفترة من الوقت. سيشعر وقتها بالتواصل، وبعد فترة قصيرة، يمكنكِ أن تسأليه عما إذا كان يرغب في تنظيف غرفته في أثناء قراءة كتابك أو القيام ببعض الأعمال وأنتِ جالسة بالقرب منه.
- قدمي له خيارات: إخبار الطفل العنيد بما يجب فعله، طريقة مؤكدة لتحفيز تمرده، بدلًا من ذلك، قدمي له خيارات للاختيار من بينها، لأن هذا يشعره بأنه كما لو أنه يتحكم في حياته، ويمكنه أن يقرر بشكل مستقل ما يريد القيام به. اجعلي الخيارات محدودة لتجنب إرباك طفلك، فقدمي خيارين أو ثلاثة خيارات فقط. على سبيل المثال، إذا أردتِ منه تنظيف غرفته، فاسأليه إذا كان يرغب في البدء بالسرير أو الخزانة أولًا، بدلًا من قول: "من أين تريد أن تبدأ؟".
- حاولي الشعور به: انظري إلى المشكلة من وجهة نظر طفلك، وحاولي أن تفهمي سبب تصرفه بهذه الطريقة. فإذا أخذ منكِ وعدًا بأخذه إلى الحديقة، ولكنكِ تراجعتِ لأن الطقس أصبح سيئًا ، فستحتاجين إلى شرح سبب عدم إمكانية الوفاء بوعدك، سيحترم طفلكِ هذا التصرف كثيرًا، ويتأكد أنكِ تقدمين له سببًا منطقيًّا، دون رفض بلا تفسير.
- حافظي على السلام في المنزل: تأكدي أن منزلك مكان يشعر فيه طفلك بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات، وكوني مهذبة مع جميع من حولك، لأن الطفل عادةً يقلد ما يراه. لذلك من الضروري أن تحافظي على السلام، وتتجنبي الجدال وتبادل الإهانات أمام الطفل.
- تفاوضي معه: يجد الأطفال العنيدون صعوبة في استيعاب الرفض الصريح عندما يطلبون شيئًا. لذا بدلًا من الرفض المطلق، حاولي التفاوض مع طفلكِ. على سبيل المثال، إذا أصر على الاستماع إلى قصتين قبل النوم، فتوصلي معه إلى اتفاق كأن يختار قصة الليلة وقصة أخرى للغد.
- لاتصدري له طاقة سلبية: كوني مثالًا يُحتذى به، وكوني إيجابية في جميع الأوقات، فإذا كنتِ تستخدمين كلمات الرفض أو الاعتراض كثيرًا مثل "لا" أو "لا يمكن"، فمن المحتمل أن يفعل طفلك الشيء نفسه أيضًا. انظري إلى عناد طفلك بنظرة إيجابية، بدلًا من أن تكوني سلبية بشأنه. حاولي أن تستخدمي حيلة مع طفلك عن طريق طرح أسئلة عليه تكون إجابتها "نعم" في معظم الأوقات. هذا يرسل رسالة مفادها أنكِ تستمعين إليه وتشاوريه.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال، حاولي أن تحتوي طفلكِ، فلا شيء يطفئ نار الغضب سوى الحب والعناق، لذا إذا كان يثور من وقتِ لآخر، فانتظري قليلًا حتى يهدأ ولا تتحدثي، عانقيه فقط، وستجدين مع الوقت أن نوبات غضبه قلت، وأنه يحاول أن يعبر عن طلباته بطريقة أخرى.
يحتاج الصغار إلى رعاية خاصة، تعرفي إلى كل ما يخص طفلك في سنوات عمره الأولى، وكيفية التعامل معه وتلبية احتياجاته المختلفة، بزيارة قسم رعاية الصغار على موقع "سوبرماما".