حواديت ماما: طفلتي العنيدة

تسلية

كنت دايمًا أسمع عن الأطفال العنيدة والعصبية، اللي بينفذوا بإصرار كل اللي هما عايزينه، كانت والدتي بتقول إني منهم، طفلة عنيدة كما قال الكتاب، ويمكن دي أكتر صفة كنت خايفة بنتي تورثها مني.. بس الحقيقة إنها ورثتها، وورثتها بدري قوي كمان!



أخيرًا تمت فريدة سنة، وبدأت مرحلة جديدة من اكتشافها إن صوتها العالي وصريخها بيأثر في اللي حواليها، وإن ممكن الإصرار على الوصول لنفس الحاجة الممنوعة عنها، يكون له نتيجة فعلًا وتوصل حتى لو بعد 100 محاولة فاشلة!

اقرئي أيضًا: كيف تتعاملين مع الطفل العنيد؟

يُقال إن الأطفال بيتولدوا وعندهم الميل للاكتشاف والذكاء الفطري والابتكار والمهارات دي عادة يا بتنمو معاهم، يا بيتم قمعها وقصقصة ريشهم أول بأول علشان الأهل ميتعبوش مع طفل له شخصية ورأي وعنيد طبعًا.



بس أنا اخترت الحل الصعب، اخترت أهذب طبعها، لكن بدون ما أقمع شخصيتها أو أحوّلها لطفلة "لازم تسمع الكلام بدون نقاش أو تفكير"، لأني في النهاية بربي بني آدمة، إنسانة مش هتفضل طفلة طول العمر.

الصريخ والعياط والتشنجات

أيوة فريدة بدأتهم بدري جدًا علشان توصل لغايتها زي مثلًا الأشياء الممنوعة من أسلاك وأكواب وأدوات ممكن تؤذيها، زي الرغبة في النزول ورفض الأكل، زي رفضها للاستحمام في بانيو الأطفال.



أنا يوميًا بتعامل مع طرق مختفلة ونغمات متنوعة من العياط والصريخ بمنتهى درجات ضبط النفس، بتبدأ بالتجاهل، ثم محاولة السيطرة على أعصابي، ثم محاولة تهدئتها وإلهائها عن الشيء اللى شبطانة فيه، ثم حضنها والطبطبة عليها مهما كانت منهارة وبترفس، ولما الحالة بتبقى سيئة جدًا جدًا، بسيبها تعيط شوية وبعدين أحضنها وأحاول أهدى وأهديها، في النهاية لا بنفذ لها الحاجة الغلط ولا بتضرب ولا بزعق بصوت عالي، بقولها كده غلط وكده لأ بصوت حازم ونفس مستوى نظرها، وأتمنى مع الوقت تفهم.

الرفض وكمان مرة الرفض

طبعًا الأطفال بيتولدوا بيقولوا لأ، وبيكبروا أول ما يعرفوا يقفوا ويمشوا بينفذوا رفضهم بالجري أو التفتفة أو العياط أو التمثيل أحيانًا، فريدة في مرحلة الـ"لأ" دي شكلًا وموضوعًا، بتقولها وبتهز راسها ترفض أي شيء غير مريح لها، بترفض تروح لحد مش بتحبه أو تبوس حد بالعافية، بترفض الأكل لما تكون شبعانة وبترفض اللعب المعتادة لما تزهق وبترفض التصرفات اللي بتحد حريتها وعنصر الاكتشاف عندها.



وفي حالات الرفض دي لو حقها النفسي والجسدي، بسيبها تعبر تمامًا وبنفذ ده كمان وأعترف إني مبسوطة بيها، يعني لما ترفض الحضن والبوسة بالعافية والقرص في الخدود، حقها، لما ترفض إن طفل يضربها أو حد يغلس عليها، حقها، ولما تكون شبعانة وترفض الأكل برضه حقها.. دوري هنا كرقيب إني أشوف سبب الرفض وأتعامل معاه ومعاها.

وهتفضل مرحلة السن الصغير اللي لسه مبيعرفش يعبر عن نفسه بالكلام كويس، من أكثر المراحل إرهاقًا، وأكثرهم بناء لشخصية الطفل وتحدي القدرة على ضبط أعصاب الأمهات.

اقرئي أيضًا: نوبات الغضب في عمر سنتين فيما أصغر



ودلوقتي بس حسيت بأمي وتربيتها لطفلة عنيدة ومراهقة وشابة أكثر عندًا، وأم بيتعاد تربيتها مع بنتها حاليًا من أول وجديد!

 

عودة إلى منوعات

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

بقلم/

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

أتمنى أن أكون سوبر ماما، بعد أن أنجبت صغيرة جميلة فريدة عمرها شهور، أتعلم معها الصبر والأمومة وتلهمني بالعديد من الأفكار عن رعاية الرضع والاهتمام بهم مع عالم كامل من السهر والصبر الشديد.

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon