مازن تمّ خمس سنين من عمره الصغير، خمس سنين كان فيهم سبب بهجتنا وقلقنا وخوفنا، اتغيرت شخصياتنا المجنونة وبقينا أعقل علشانه هو وبس.
مازن من أول يوم اتولد وهو كان رفيق حقيقي وصديق وفي، كنت بقعد أرغي معاه وأحكي له إزاي حبيت أحمد، وأحكي له عن الثورة، لما كان نونو في بطني، ولما كِبر، كان على دراعي في الشغل ورحلة المواصلات، وكل ما بيكبر يوم بيشاركني بوعي تفاصيل أكتر في حياتي حتى ترويق البيت، وشِراء الأكل من السوق.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما.. الفليسوف الصغير
دايمًا عينه على عيني، بيقدر يصطاد الحزن والفرح جواهم، ماما إنتي مش بتضحكي ليه وإنتي بتشتغلي؟
كلمة خلتني أعيط فعلًا، وخلتني أعيد ترتيب حياتي علشان يشوفني دايمًا باضحك، ومش متوترة ولا منهمكة في حاجة غيره.
ولما حاجة تزعلني ومضحكش، ببساطة جدًا بصوابعه الصغيرة بيرسم ابتسامة على وشي، ويقولي أيوة كده شكلك أحلى.. خليكي دايمًا بتضحكي.
ولو عيطت علشان أي سبب، بلاقيه يجري بالمناديل يمسح دموعي وياخدني في حضنه الكبير قوي، ويناقشني ويسألني إيه اللي مزعلني وإزاي نحل المشكلة دي.
ممكن أساعدك؟ ده سؤاله لو شافني بعمل أي حاجة في المطبخ أو بنضف أو بغسل هدوم.
اقرئي أيضًا: أهلاً بكم في مرحلة الفوضى
الشراكة اللي بيني وبين مازن ساعدته إنه يكون أكثر استقلالًا؛ يقدر يساعد نفسه لإنه بيساعد غيره، ومقتنع تمامًا إن مفيش حاجة اسمها ملناش دعوة.. لازم نساعد أي حد بيحتاج المساعدة.
الشراكة كمان خلته أكثر تفهمًا، يعني إحنا مشتريناش السنة دي شنطة مدرسة علشان شنطة السنة اللي فاتت لسه جديدة، لما شرحت له الوضع فِهم، وقال لي اتفقنا مش مهم شنطة جديدة، مع إنه كان عايز شنطة سبايدر مان.