أول ما بتخطي باب الأمومة برجليكي تبدأ جملة "اقرئي لطفلك قبل النوم" تتكرر قدامك في كل مرحلة من مراحل النمو المختلفة وتبدئي تتحمسي بقى وتشتري القصص الملوّنة والكتب المختلفة وتحلمي إن ابنك يبقى دودة كتب قد الدنيا لحد ما تيجى تجربي تنيميه وتواجهي الحقيقة المرة، إنه مبيقعدش دقيقة على بعض عشان تعرفي تقري له حاجة!
فقرة النوم بتبقى عبارة عن تفريغ باقي الطاقة المبعترة جواه وملحقش يخلصها، فيطلع وينزل من على السرير وينط ويتشقلب ويجري على الباب... إلخ إلخ إلخ.
طبعًا مش كل الأطفال كده، بس أنا من حظي إن تميم كان كده شوية هيبرة وفرط حركة بتصعب فكرة إنك تعرفي تقري لابنك حكاية قبل النوم أو خلال اليوم أصلًا طبعًا الموضوع ده كان محبط ليا جدًا، لأني طول الوقت حاسة إنه في حاجات بتروح منه مش بيتعلمها ومش هيبقى في خيال أو... أو...
فضلنا في القصة دي لحد سن 3 سنين، خلال السنة التالتة كنت دخلت له لعب البازل في روتينه اليومي، ودي كانت الحل السحري لتهدئته وزيادة تركيزه وتقليل التشتيت.
اقرئى أيضًا: بالصور.. ترشيحات لاختيار الكتب المناسبة لسن طفلك
بدأنا بالتدريج نغني أغاني قبل النوم، بعدها نقرأ كتاب أو اتنين.. كلمات، وكنت أسأله دي بتتنطق إزاي؟ وبعدها دخلت الحكايات اللي بتتكون من صور وتحتها جملة، وتكون صفحاتها بسيطة، واحدة واحدة بدأ يتعود على إننا نقرأ حكاية قبل النوم وده كان تطور هايل معاه وفرق كبير في سلوكه ولغته وتواصلنا سوا.
في الأول، بقيت أشتري له الحكايات اللي بيهتم بيها زي الحيوانات مثلًا الملاهي وهكذا، ولما كبر شوية بدأنا نركز على الحكايات اللي بتعزز السلوك الإيجابي ودي فرقت معاه جدًا في إنه يفهم بسهولة، إيه اللي المفروض يعمله، ويقلل عنده معايا في وقت الأكل والنضافة والنوم مثلًا.
ولأنه كان متأخر في النطق، كنت بحاول أحكي له الحكاية بكلمات بسيطة وواضحة، عشان بتعلم مفردات جديدة وده فرق معاه جدًا بالذات لما أشجعه يحكي لي الحكاية بلغته هو.
كل أما بيكبر وبنمر بصعوبة في تعديل سلوك أو تعليمه مفهوم جديد، بنزل أشتري له كتاب بيتكلم عن الحاجة دي وبيقصر عليا محاولات كتيرة جدًا في تعليمه، وظواهر علمية وحياتية كتير الحكايات بتفسرها بأسلوب بسيط للأطفال وخياله بيكبر ويزيد كل يوم القراءة فعلًا نعمة كبيرة وفوايدها مبتتعدش!
هو كمان بيرفض ينام إلا أما أقراله حكاية كروتين يومي بسيبه يختار الحكاية اللي عايزها، ومهما كنت تعبانة بحاول أضغط على نفسي وأقراله الحكاية أو أخليه يحكيها هو لأن كتير جدًا في زحمة الحياة بيقل تواصلنا مع أولادنا طول اليوم، فبتكون فقرة النوم جسر يمد الخطوط ويقويها!