تنص قوانين الفيزياء على أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وتنص قوانين بيتنا على أن المواعين والألعاب لا تفنى لكنها تستحدث من العدم، تستحدث من الأركان ومن الفراغ ومن كل مكان ومن اللا مكان.
أتأكد في كل مساء أنني انتهيت من غسيل جميع المواعين، مواعين الإفطار ومواعين الغداء ومواعين العشاء ومواعين ما بين الوجبات وأكواب المياه الكثيرة، لكنني أفتح عيني في الصباح ﻷجد جبلًا جديدًا مستحدثًا من المواعين، ملاعق الشاي مثلًا، عشرات من الملاعق الصغيرة الملقاة في الحوض، وأكواب المياه، إذا كان الفرد يحتاج لـ6 أكواب من المياه يوميًا، فهذا يعني أنني أغسل 18 كوبًا يوميًا غير أكواب العصائر والشاي والقهوة والببرونات، على العموم في نهاية الأمر المواعين تبقى في الحوض ولا تخرج منه، أما الألعاب فهي حرفيًا تنتشر في كل أرجاء المنزل.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما: بيانو ولا كمانجة؟
بناتي لديهم قدرات خرافية سحرية لولبية في نشر الألعاب وإخفائها في أماكن لا تخطر على البال، خاصة الصغيرة التي تبلغ عامًا ونصفًا، وتحب بشكل خاص ضلفة دولاب المطبخ السفلية التي تحتوي على الحلل، ولديها مهمة صباحية قبل حتى أن تغسل وجهها وتغير البامبرز العامر، تتمثل في أن تفرغ دولاب المطبخ من الحلل وتنثرها على الأرض، وتضع ألعابها بدلًا منها في الدولاب ثم تفر هاربة وهي تضحك.
هناك أيضًا الأحذية، مرات كثيرة أرتدي ملابسي وأمشط شعري وأضع مكياجي، وحين أرتدي حذائي أفاجأ بقطعة مكعبات أو رأس أسد صغيرة تختبئ داخل الحذاء في مفاجأة غير لطيفة لإصبع قدمي الكبير المسكين.
وهناك الألعاب الصغيرة التي تختفي أسفل المخدات لـ"تقض مضاجعنا" حرفيًا، أو التي تختفي بين مساند الكنبة كمفاجأة غير لطيفة لكل من يجلس.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما: "شكبكة" هو اللي عمل شقاوة!
وهكذا يمضي يومنا في الاحتراس من أن ندوس على لعبة حادة أو سيارة صغيرة، لكن المفاجأة الموسمية اللطيفة تأتي حينما نجر الكنب أو نزيح السرير، لتنظيف الأرض من أسفلهم لنتفاجأ بعشرات الألعاب الصغيرة المنسية وتوك الشعر وأقلام التلوين النصف مبرية، كلها تنتظرنا لتنضم ﻷخواتها وتملأ البيت بالكركبة الملونة.