الماء هو المشروب الأساسي الذي نتفق جميعًا على أنه حياة كاملة وأحد أساسيات الحياة، شأنه كشأن الأكسجين الذي لا يستطيع أي كائن حي أن يعيش دونه، فهو ضروري لإتمام العمليات الحيوية في الجسم وتخليصه من الفضلات وحمايته من خطر الجفاف، والحفاظ على صحة الدورة الدموية، بالإضافة إلى أنه عامل أساسي للنمو السليم للطفل والحفاظ على حيويته ونشاطه الجسدي والعقلي.
تعرفي على: علامات تأخر الطفل في النمو الجسدي والحركي والإدراكي
نقدم لكِ في هذا المقال معلومات عن كمية السوائل التي يحتاجها طفلكِ في سن الحضانة أي من سن سنتين إلى خمس سنوات، لكن أولًا تعرفي على أهمية شرب المياه لطفلك.
أهمية شرب الماء للطفل:
يشكل الماء 60% من جسم الإنسان، إذ إن جميع أنسجة الجسم تحتاج إلى الماء لكي تعمل بشكل صحيح، ويستطيع الكبار فهم الشعور بالعطش وتناول المياه، لكن الأطفال الصغار لا يجيدون ترجمة الشعور بالعطش، بالإضافة إلى انشغالهم المستمر في اللعب واكتشاف العالم من حولهم، لذا يجب على الأم معرفة مقدار الماء الذي يحتاج جسم طفلها في كل مرحلة من عمره، والحرص على تقديمه له باستمرار على مدار اليوم.
ما كمية الماء الذي يحتاجها جسم طفلكِ من عمر سنتين إلى 5 سنوات؟
لا توجد كمية ثابتة لكل الأطفال في هذه المرحلة العمرية، إذ تختلف كمية السوائل التي يحتاجها جسم الطفل يوميًّا وفقًا لوزنه وحالته الصحية، فالطفل المصاب بالإسهال يحتاج لتناول سوائل أكثر لتعويض جسمه وتجنب الجفاف، فضلًا عن عوامل أخرى مثل درجة حرارة الجو ونشاطه الحركي والبيئة المحيطة به.
وبشكل عام، يحتاج الطفل في هذه المرحلة العمرية من 50 إلى 60 مل لكل كيلو جرام من وزنه، فإذا كان وزنه 15 كيلوجرامًا فهو يحتاج إلى 750 إلى 900 مل من الماء أي ما بين 3 إلى 4 أكواب يوميًا، ويمكن الحصول عليها في صورة ماء أو حليب طبيعي، لكن اجعلي الماء أكثر، فمثلًا يمكنك تقديم 3 أكواب ماء مع كوب من الحليب، مع تجنب تقديم أي مشروبات غازية للطفل أو عصائر محلاة بالسكر، لتأثيرها الضار على صحته ونموه السليم خلال هذه المرحلة الحيوية من عمره.
لا تقدمي المشروبات الغازية لأطفالك تجنبًا لهذه الأضرار
كيف أعرف أن طفلي لا يشرب كميات كافية من الماء؟
يمكنكِ معرفة إذا كان طفلكِ يحصل على كميات كافية من الماء عن طريق مراقبة لون البول، فإذا كان لونه أصفر شاحب، فهذا يدل على أن طفلك يشرب ما يكفيه من الماء، أما إذا كان لون البول أصفر داكن مع وجود رائحة نفاذة وقوية، فهذا يعني على الأرجح أن طفلكِ يحتاج إلى شرب مزيد من الماء. وهي نفس الطريقة لمعرفة ما يكفيك أيضًا من الماء يوميًا فتعوضيه في اليوم الثاني على الأقل.
اقرئي أيضًا: طفلي يرفض شرب الماء.. ما الحل؟
على الجهة الأخرى، قد يربط البعض بين العطش الشديد وتناول شرب الماء بالإصابة بسكري الأطفال فهل هذا صحيح؟
ما أعراض السكر عند الأطفال؟
يعتبر السكري من الأمراض المزمنة التي قد تصيب بعض الأطفال ومن أعراضه العطش الشديد وتكرار التبول، فانتبهي. لكن قد يكون العطش لأن طفلك لا يتناول ما يكفي من الماء مقارنة بوزنه وحركته وليس هذا الدليل الوحيد على إصابته بالسكري.
إن شككت في الأمر فالجئي للطبيب واطلبي إجراء التحاليل لطفلك، وبوجه عام لا تقدمي الكثير من السكريات لطفلك خاصة لو كنت من أسرة ذات تاريخ مرضي حتى لو كان سكري الأطفال من النوع الثاني غير سكري الكبار.
تعرفي على: نصائح للعناية بالطفل مريض السكر
وقد تثار تساؤلاتك مبكرًا عن أهمية الماء للرضع، أو ربما تحتارين إن كان ابنك في سن الحضانة يحتاج الماء، فماذا عن أخيه الرضيع إذ تبدأ الأمهات في التساؤل عن تقديم الماء للطفل منذ عمر الرضاعة، لذا من المهم أن تعرفي كيف تقدمي الماء لطفلك منذ الشهور الأولى وما فوائده؟
فوائد الماء للرضيع:
الماء هو إكسير الحياة صدقًا لجميع المخلوقات وللإنسان أيضًا، وهو للرضع والصغار والكبار مهم على حد سواء، لكن ربما تزداد الحيرة مع الرضع لأنهم لا يستطيعون التعبير عن العطش، لذلك تبدأ تساؤلات مثل:
متى يمكن إعطاء الطفل الرضيع الماء؟
عندما ينهي طفلكِ الرضيع مرحلة الرضاعة إلى تناول الطعام اللين فالطعام الصلب ثم الفطام الكامل، يمكنك البدء في تقديم الماء له. بعض الأطباء يسمحون بذلك مع الرضاعة والبعض بعد الشهر الثالث.
شرب الماء للرضع 3 شهور
في الشهر الثالث أو بعده مباشرة، يمكنك تقديم الماء له مع بعض الأعشاب المناسبة للرضع باستشارة الطبيب أولًا.
شرب الماء للرضع في الشهر السادس
يعد الشهر السادس، يبدأ في التعبير عن رغباته بصورة واضحة ويكتشف أنواع الطعام المختلفة ويفهم حاسة التذوق، ولذلك يمكنك الإكثار من الماء بالقدر المناسب كما يخبرك الطبيب خاصة في الصيف، ولا تهملي الماء تمامًا في الشتاء.
قدمنا لكِ في مقال سابق معلومات تفصيلية عن مقدار الماء الذي يحتاجه طفلك الرضيع، يمكنك الإطلاع بالتفصيل عليها.
في عمر السنة
بعد أن كان طفلك لا يعرف لغة غير البكاء، فيشير إلى ما يريد ويرفض ما لا يريد، يتناول طعامه بنفسه ويمسك الكوب دون مساعدة ليرتشف منه المشروبات المختلفة مثل الكبار، وهنا يأتي دور الأم في تقديم مشروبات صحية ومتنوعة للطفل لإمداده بالعناصر الغذائية والسوائل اللازمة للنمو السليم.