«سمعت قبل كده عن أم المصريين اللي كانت صفية زغلول، لكن يا ترى سمعت عن أم المخترعين».. يقولون وراء كل عظيم امرأة، وأقول إن وراء كل عظيم أو عظيمة - بعد الله - شخص مهم في حياته، قد يكون أباً أو أماً أو زوجاً أو زوجة، في حياة العلماء والعالمات أب أو أم متفتح ينظر إلى موهبة أبنائه وقدراته، هكذا بدأت قصة المهندسة ليلى عبد المنعم التي نالت لقب أم المخترعين، لتوصلها إلى ما يزيد على 100 اختراع، فضلاً عن عطاءها المستمر، على الرغم من عمرها.
المهندسة ليلى عبد المنعم تروي عن نفسها بأن علاقتها بالابتكار بدأت منذ المرحلة الإعدادية، حيث انتبه لذلك والدها.. فعمل على رعاية موهبتها، وبعد الثانوية أصر على سحب أوراقها من كلية الطب البيطري، وقدم لها في أحد معاهد التكنولوجيا في حلوان، وعلى الرغم من كونه معهداً وليست كلية، لكنه كان منحة من ألمانيا وكان المعلمون من ألمانيا.
في المعهد شهدت دراستها تفوقاً علمياً كبيراً، مما جعل مدرسو المعهد يطلبون من والدها الموافقة علي السفر إلي ألمانيا، لكنه خشي عليها السفر في ذلك العمر، ثم تكرر ذلك أثناء العمل بإحدى الشركات الأجنبية بالسعودية، وكان رفض الزوج بسبب الأبناء والغربة.
بعدها عملت المهندسة ليلى على الحصول على دبلومة في الهندسة الميكانيكية والهيدروليكية، وانتبهت إلى قدراتها.. وبدأت في أول اختراع، الذي كان مغسلة أتوماتيكية تصلح للفنادق وتوفر50% في الكهرباء.
ورغم أنها أم المخترعين، إلا أنها للأسف لم تحصل على براءة اختراع واحدة من أكاديمية البحث العلمي في مصر، برغم تسلمها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بمؤتمر «جلوبل» بلندن بالترتيب الثالث بين ألف عالم من جنسيات مختلفة في المسابقة، كما وصفتها لجنة التحكيم أنها تعمل في صمت أبو الهول وشموخ الأهرام.
وفي مؤتمر «المهندسة العربية وصناعة القرار» الذي أقيم مؤخراً في بيروت، شاركت المهندسة ليلى مع وفد مصري جمع بين عدة مهندسات مصريات، كن واجهة مضيئة. إقرأي أيضاً: (ماذا تريد النساء؟)
من اختراعاتها:
- إنسان آلي للبحث عن المتفجرات.
- عربة مصفحة.
- جدران مقاومة للزلازل والصواريخ، تستخدم أثناء البناء.
- خلاط «بريشتين» لخلط الطعام، لتوفير الوقت والطاقة.
- فلتر يوفر 50% من الماء الخارج من صنبور المياه.
أما الآن فالمهندسة ليلى تعمل استشارية بإحدى الشركات الكندية بالقاهرة، ولا تزال في عطاء مستمر، كما أنها عملت على تأليف كتابين هما «طريقك إلى الاختراع» لتقدم للباحثين الشباب وصفة تساعدهم على التخطيط والصبر للطريق إلى النجاح والتقدم والابتكار، و«بيئة خالية من التلوث» وفيه تقدم كل ما يهم معرفته عن التلوث وسبل الحماية منه.