كل أسرة لديها أطفال تمتلك بالتأكيد ألعابًا قديمة، فالصغار إما يملون من اللعب باللعبة نفسها أو تنمو قدراتهم بحيث لا تمثل لهم اللعبة تحديًا ولا يهتمون بها، ويبحثون عن ألعاب جديدة مناسبة لكل مرحلة. لذلك معظم الأمهات يبحثن فيما بعد عن مكان لتلك الألعاب القديمة، فبعضهن يلجأ إلى رميها والاستغناء عنها أو ركنها مع الكراكيب.
ولكن هناك طريقة أخرى مُجدية ومفيدة للغير يمكنكِ تجربتها عزيزتي، وهي التبرع بالألعاب للأطفال المحتاجين، ففضلًا عن أنكِ بهذه الطريقة تتخلصين من الفوضى في منزلك، فأنت تعلمين طفلكِ في الوقت نفسه المشاركة في إسعاد أطفال آخرين وتنمية شعور العطاء لديه. لهذا "سوبرماما" تستعرض معكِ في هذا المقال مبادرة مروة فايد للتبرع بالألعاب للأطفال المحتاجين، وكيفية التواصل مع المبادرة.
التبرع بالألعاب للأطفال المحتاجين
- بدأت مبادرة مروة فايد، وهي مبادرة تجمع الألعاب القديمة وغير المرغوب فيها ثم توزعها على الأطفال المحتاجين، عندما نظرت حولها فلاحظت كم الألعاب المهدرة لدى البعض، بينما الأطفال في ملاجئ الأيتام وفي المستشفيات الحكومية يكونون في غاية السعادة للعب بلعبة واحدة جديدة، لذلك قررت مؤسسة الحملة "أن لكل طفل الحق في اللعب"، وفي عام 2010 قامت بجمع الألعاب المستعملة والجديدة لدى أقاربها وأصدقائها، ولفها ثم توزيعها على الأطفال المحتاجين والملاجئ المحيطة.
- توفيت مروة في أثناء الولادة في 22 يونيو 2013، ولم تستطع أن تكمل مبادرتها، واحترامًا لذكراها استكمل زوجها وبعض أصدقائها وأقاربها المسيرة، بل عملوا جاهدين على أن تصبح هذه المبادرة مشروعًا دائمًا بشكل أكثر تنظيمًا، تحت اسم مبادرة مروة فايد لجمع الألعاب (Marwa Fayed's Toy Run).
- كانت مروة تعتقد دائمًا أن الأطفال بحاجة إلى ما هو أكثر من مجرد الطعام والمأوى، لذلك أطلقت هذه المبادرة المستوحاة من أنه كلما زاد عدد الأطفال الذين يلعبون بالألعاب، يصبحون أكثر سعادة وإقبالًا على الحياة، وهي الفكرة والاعتقاد السائد عند جميع أعضاء المبادرة والمشاركين بها. لذلك لم يكن موتها المحزن في عام 2013 نهاية للمبادرة، بل كان الشرارة التي دفعت زوجها والمساهمين فيها إلى إحياء تلك المبادرة وتوسيعها إلى نطاق أكبر.
- نالت هذه المبادرة في أقل من شهر شهرة عالمية، إذ أسهمت مواقع كثيرة لجمع الألعاب حول العالم فيها عن طريق شحن الألعاب إلى مصر، وهناك متطوعون بها في كل من القاهرة والأردن والإمارات والسعودية وقطر والولايات المتحدة وإنجلترا.
نماذج لأعمال خيرية
وتحدثت مع بعض المشاركين في جمع الألعاب، فقالت سالي سلامة: "إنها استطاعت جمع مجموعة كبيرة من العرائس التي كانت تلعب بها في أثناء مرحلة الصغر للتبرع بها، وكانت تود أن تحتفظ بهذه العرائس لأبنائها في المستقبل ولكنها فضلت أن تساند تلك المبادرة بكل طريقة ممكنة".
وقامت مروة رضا بعمل إعادة تدوير للألوان الشمع القديمة لتصبح شكلًا طريفًا يصلح للتلوين، وقامت كذلك بطباعة كتب للتلوين معدة باستخدام طابعة كمبيوتر منزلية لتعطيها للأطفال الأيتام. وهذه مجرد فكرة من أفكار كثيرة يمكن المشاركة بها في مبادرة مروة فايد.
والجدير بالذكر أن الكثير منا لا يمتلك الوقت للمشاركة في بعض الأنشطة الخيرية، لذلك تلك المبادرة فرصة لنا جميعًا لنصبح جزءًا من شيء رائع بأقل مجهود، وهي طريقة بسيطة بالنسبة للقيام بشيء عظيم لكثير من الأطفال المحتاجين.
ويمكنكِ التواصل مع تلك الحملة للتبرع من خلال موقعهم على شبكة الإنترنت أو صفحتهم على فيسبوك.