يعاني كثير من الناس تغيرًا المزاج اليومي وظهور أعراض مميزة صباحًا عند النهوض من النوم، كالحزن والإحباط والغضب والكسل الشديد وغيرها، وهي حالة مشهورة تسمى باكتئاب الصباح، ولكن هل هذه الحالة مجرد كسل و تعكر في المزاج؟ أم أنها مرض حقيقي لها أسباب وعلاج؟ هذا ما سنتناوله في السطور التالية.
أسباب اكتئاب الصباح
لم يحدد الأطباء سببًا محددًا للاكتئاب الصباحي، ولكن هناك أسباب مختلفة لحدوث الاكتئاب، وقد تؤثر العوامل الهرمونية في توقيت الأعراض، وقد يأتي اكتئاب الصباح بسبب بعض العوامل، أبرزها ما يلي:
- قلة النوم: غالبا ما يصاب بالاكتئاب الصباحي الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، ولا يستطيعون التعمق فيه.
- هرمونات التوتر: يطلق الجسم الكورتيزول استجابةً لمواقف التوتر، ويتحكم هذا الهرمون في معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والسكر في الدم، ومعدل التنفس، وبمرور الوقت، يصبح لهرمون الكورتيزول دورًا في الاستجابة للتوتر والقلق والاكتئاب، وعادةً ما ترتفع مستويات الكورتيزول بعد الاستيقاظ.
- الالتهابات: توجد مادة كيميائية تسبب الالتهاب وتسمى بالإنترلوكين 6 (IL-6) في أدمغة الأشخاص المصابين بالاكتئاب والفصام واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، ترتفع مستويات IL-6 وتنخفض في أوقات مختلفة، لكن فترة ذروتها الصباح الباكر.
- ساعة الجسم: هي عملية تشير إلى دورة النوم والاستيقاظ، ويعاني كثير من الناس تغيرات مزاجية على مدار اليوم، نتيجة الاختلالات في ساعة الجسم الداخلية وكمية النوم والتعرض للضوء.
قد تسهم عوامل أخرى في الاكتئاب الصباحي، مثل:
- تاريخ عائلي من الاكتئاب.
- مشكلة طبية مثل السرطان.
- تناول بعض الأدوية.
- أحداث الحياة، مثل الطلاق أو موت أحد الأقارب.
اقرئي أيضًا: لهذه الأسباب تصابين بالصداع في الصباح
علاج اكتئاب الصباح
يفضل الذهاب إلى طبيب نفسي مختص لتقييم الحالة، بعد تشخيص الحالة بالاكتئاب الصباحي، قد يلجأ الطبيب للعلاجات التالية:
- العلاج الحديث: العلاج الحديث مثل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي، تصبح الأدوية والعلاج بالكلام فعالين في علاج اكتئاب الصباح عند الجمع بينهما.
- العلاج بالضوء: العلاج بالضوء، المعروف باسم phototherapy، يعالج الناس الذين يعانون اكتئاب الصباح بهذا النوع من العلاج، إذ تجلس أو تعمل بالقرب من صندوق يصدر ضوءًا ساطعًا يحاكي الضوء الطبيعي في الهواء الطلق.
- تغييرات في نمط الحياة: بالإضافة إلى العلاجات السابقة، قد يساعدك عمل بعض التغييرات الصغيرة في حياتك من ضبط دورة نومك / استيقاظك مع ساعة جسمك وتقليل أعراض الاكتئاب الصباحي، مثل:
- الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم.
- تناول الوجبات في أوقات منتظمة.
- الامتناع عن أخذ قيلولة طويلة.
- تجهيز بيئة تعزز النوم، مثل غرفة مظلمة وصامتة وباردة.
- تجنب المواد التي يمكن أن تمنع من النوم ليلة جيدة، مثل الكافيين.
- ممارسة الرياضة، ولكن تجنبي التمارين الشاقة أربع ساعات في الأقل قبل النوم.
- استيقظي ببطء، اجلسي ثم انهضي.
- ابدئي بالتفكير في الطعام، قد يكون التفكير في الطعام أو فنجان القهوة الأول حافزًا كبيرًا.
- ذكري نفسك بالإيجابيات في حياتك، يمكن أن يبدأ هذا يومك بشكل أفضل.
- أعمال ممتعة صغيرة، حضّري كوبًا من القهوة أو الشاي واجلسي في الخارج عشر دقائق فقط، وتناولي وجبة الإفطار.
اقرئي أيضًا: 5 مضادات اكتئاب طبيعية
ختامًا، إن اكتئاب الصباح حالة يعانيها كثير من السيدات، وتشمل أعراضه صعوبة الاستيقاظ والنهوض من الفراش في الصباح، أو كسل شديد حتى في المهام البسيطة، مثل الاستحمام أو صنع القهوة، أو ضعف الانتباه و قلة التركيز، أو الحزن والإحباط، فإن كنت تعانين هذه الأعراض، جربي التغييرات الروتينية في يومك قبل اللجوء إلى العلاج بالأدوية وغيرها.
الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، يحتاج منكِ إلى اتباع عادات يومية صحيحة، وممارسة التمارين، والحصول على وجبات صحية متوازنة، وهو ما يمكنكِ تحقيقه عبر نصائحنا في قسم الصحة على موقع "سوبرماما".