الحمل من أهم الفترات في حياة أي سيدة، فهي تستعد لاستقبال مولودها الجديد، وهي أيضًا قلقة على صحتها وصحة جنينها.
لذلك دائمًا ما تطرح النساء الحوامل عديدًا من الأسئلة للاطمئنان على الحالة الصحية لحملهن، من ضمن ما يشغل بال كثير من الحوامل هي وضع المشيمة خلال فترة الحمل، وفي الواقع، من المهم جدًا للحامل التعرف إلى وضع المشيمة من خلال إجراء فحص السونار في مواعيده اللازمة.
وذلك لأن وضع المشيمة يلعب دورًا مهمًا في ضمان الولادة السلسلة والآمنة للطفل، إذا فما هي المشيمة؟ وما هي أوضاع المشيمة خلال الحمل؟
كثير من الأسئلة طرحناها على أستاذ دكتور أمراض النساء والتوليد، شريف عبد السلام، بالإضافة إلى الرجوع لمصادر طبية موثوقة، تابعي القراءة.
ما هي المشيمة؟
جزء متصل بالرحم، وتنمو خلال فترة الحمل، وتساهم في تقديم الأوكسجين والمواد المغذية للطفل، كما أنها تتخلص من الفضلات المتعلقة على الرحم.
توجد المشيمة في العادة أعلى منطقة الرحم، وهناك حالات تكون فيها المشيمة أسفل منطقة الرحم (المشيمة النازلة)، وقد تتسبب في حدوث ما يسمى بنزيف ما قبل الولادة.
حيث تُكتشف في الأسبوع 28، أي في الشهور الأخيرة من الحمل، من خلال الموجات الفوق الصوتية "السونار"، وبذلك نكون قدمنا لك إجابة تساؤلك الأول عن ما هي المشيمة؟
اقرئي أيضًا: ما هو السونار؟ ولماذا يطلبه الطبيب؟
اقرئي أيضًا: 5 علامات للحمل في توأم
ما أوضاع المشيمة خلال الحمل؟
بعد الإجابة على سؤالك ما هي المشيمة؟ إليك إجابة سؤالك الآخر عن أوضاع المشيمة خلال فترة حمل بالتفصيل.
هناك خمسة أوضاع للمشمية خلال فترة الحمل، أمامية (على الجدار الأمامي للرحم)، وخلفية (على الجدار الخلفي للرحم)، وقاعدية (على الجدار العلوي من الرحم)، وجانبية إلى اليمين أو اليسار (على الجانب الأيمن أو الأيسر من الرحم)، والمشيمة النازلة.
إذا كانت المشيمة في وضع خلفي أو أمامي أو قاعدي أو جانبي، فهي ليست مشكلة، كل هذه الأوضاع طبيعية.
لكن إذا نمت المشيمة في الجزء السفلي من الرحم أو في اتجاه عنق الرحم، فقد يكون ذلك مدعاة للقلق، وهذه الحالة، كما هو موضح أعلاه، تسمى المشيمة النازلة أو (المنزاحة).
يمكن أن تسبب نزيفًا بسبب انفصال المشيمة المبكر، قد يؤدي هبوط المشيمة أيضًا إلى تقييد الولادة الطبيعية المهبلية لأنها تسد عنق الرحم.
لذلك يتم إجراء فحص دوري بالموجات فوق الصوتية خلال الحمل لتحديد موضع المشيمة، حتى يعرف الأطباء أي مضاعفات محتملة قد تنشأ بسبب وضع المشيمة.
يمكن أن تضع المشيمة نفسها إما على الجانب الأمامي من الرحم، وإما في الجزء الخلفي من الرحم، اعتمادًا على المكان الذي تغرس فيه البويضة المخصبة نفسها بعد المرور عبر قناة فالوب، المواضع الطبيعية للمشيمة هي القاعدة والأمام والخلف.
المشيمة الأمامية
عندما تلتصق البويضة المخصبة بالجانب الأمامي للرحم تتطور المشيمة على الجدار الأمامي للرحم، وينمو الجنين خلفها، عندما تكون المشيمة في الجانب الأمامي من الرحم، تُعرف باسم المشيمة الأمامية.
وجود المشيمة الأمامية أمر شائع جدًا، من غير المحتمل أن تؤثر المشيمة الأمامية في الحمل، نظرًا لوضعية المشيمة أمام الطفل.
فقد لا تشعر المرأة التي لديها مشيمة أمامية بحركة الجنين بالقوة نفسها التي تشعر بها المرأة التي لديها المشيمة الخلفية، خاصة في وقت مبكر من الحمل عندما يكون الجنين أصغر.
اقرئي أيضًا: حركة الجنين: متى ينبغي استشارة الطبيب؟
في حين أن المشيمة الأمامية لا تسبب عادة أي مشاكل، فهناك أعراض يجب على المرأة الاتصال بطبيبها على الفور إذا لاحظتها، مثل:
- نزيف مهبلي.
- تقلصات سريعة أو مستمرة.
- ألم شديد بالظهر.
- وجع بطن.
- انخفاض حركة الجنين.
المشيمة الخلفية
المقصود هنا هو زرع البويضة الملقحة في الجزء الخلفي من جدار الرحم، في هذه الحالة، تتطور المشيمة أيضًا أو تنمو على الجدار الخلفي للرحم، عندما تكون المشيمة في هذا الوضع، فإنها تسمى المشيمة الخلفية.
إذا قرر الطبيب أن لديك مشيمة خلفية، فلا داعي للقلق إنه أمر طبيعي تمامًا، الجزء العلوي (أو القاعي) من الجدار الخلفي للرحم هو أحد أفضل الأماكن لوجود الجنين فيه.
فهو يسمح له بالانتقال إلى الموضع الأمامي قبل الولادة مباشرة، علاوة على ذلك لا تؤثر المشيمة الخلفية في نمو الجنين وتطوره.
المشيمة القاعدية
عندما تضع المشيمة نفسها في قاع الرحم أو أعلى الرحم، تُعرف باسم المشيمة القاعدية، في بعض الأحيان يمكن أن تكون المشيمة في وضع قاعدي أمامي، أو وضع قاعدي خلفي.
تقع المشيمة القاعدية الأمامية عادةً في الجزء العلوي من الرحم وتمتد قليلًا نحو مقدمة الرحم، وأيضًا توجد المشيمة القاعدية الخلفية في الجزء العلوي من الرحم، لكنها تمتد نحو مؤخرة الرحم.
أما طريقة التعامل مع المشيمة القاعدية تتمثل بالآتي:
- زوري طبيبك بانتظام واسأليه عن أي مخاوف قد تكون لديك.
- عالجي أي حالات صحية قد تطرأ عليكِ، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، تحت إشراف طبيبك.
- تجنبي التدخين أو تناول الأدوية التي لم يصفها طبيبك أو يوصي بها.
- استشيري طبيبك على الفور إذا لاحظت أيًا من الأعراض التالية:
- نزيف مهبلي.
- ألم شديد بالظهر.
- تقلصات الرحم.
- وجع في البطن.
المشيمة الجانبية
عندما تنغرس المشيمة في الجدار الجانبي للرحم، على الجانب الأيمن من الرحم أو على الجانب الأيسر من الرحم، يطلق عليها اسم المشيمة الجانبية.
المشيمة النازلة
عندما تنمو المشيمة باتجاه الطرف السفلي من الرحم أو نحو عنق الرحم، تُعرف باسم المشيمة المنخفضة أو النازلة، إذا وصلت المشيمة إلى فتحة عنق الرحم جزئيًا أو غطتها بالكامل، فإن هذه الحالة تُعرف باسم المشيمة المنزاحة.
يمكن أن تؤدي إلى عديد من المضاعفات خلال الحمل، إذا وجدت المشيمة لديك في وضعية منخفضة خلال شهور الحمل الأولى أي ما قبل الشهر الخامس، فلا تجزعي، يمكن أن ترتفع المشيمة حتى الشهر التاسع وتكون الولادة طبيعية.
لكن إذا لم ترتفع وظلت تغطي عنق الرحم، فبالطبع لن تستطيعي أن تلدي الطفل طبيعيًا، وعندها لا بد أن تكون الولادة قيصرية، وسوف يخبرك الطبيب قبل ذلك عند قيامك بالسونار في الفترة ما بين الأسبوعين 34 و36 من الحمل.
في العادة ترتفع المشيمة إلى أعلى في الوقت الذي يتمدد فيه الرحم ويتسع حول الجنين الذي ينمو، أما بالنسبة للأسباب التي تؤدي إلى وضع المشيمة النازلة، فهي:
- النساء الأكبر سنًا، عمر الأم يؤثر بشكل قوي فيما يتعلق بالمشيمة، فإذا كان عمر الأم أكبر من 35 عامًا زاد من ضعف المشيمة لديها.
- إجراء عملية مسبقة في الرحم، وتشمل هذه العمليات الولادة القيصرية.
- إذا كنتِ تعانين من المشيمة النازلة في حمل سابق.
المشيمة النازلة لا يوجد لها علاج للتعديل من وضعها، فقط الراحة التامة حتى موعد الولادة القيصرية والالتزام بتعليمات طبيبك الخاص، ينصح للأم التي تعاني من وضعية المشيمة النازلة باتباع ما يلي:
- الراحة التامة.
- الامتناع عن السفر.
- الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية خلال الثلث الأخير من الحمل.
- إذا بدأ الدم النزول فيجب الإسراع بالذهاب إلى الطبيب.
ما العوامل المؤثرة في صحة المشيمة؟
بعد الإجابة على سؤالك ما هي المشيمة؟ إليك بعض العوامل التي قد يكون لها تأثير واضح عليها.
هناك عديد من العوامل التي من الممكن أن تؤثر في صحة المشيمة خلال الحمل، بعض هذه العوامل قابل للعلاج، في حين، أن هناك عوامل أخرى لا تكون قابلة للعلاج، على سبيل المثال:
- سن الأم: يحدث بعض مشكلات المشيمة بشكل أكثر شيوعًا لدى النساء الأكبر سنًا، خاصة من بعد سن الأربعين.
- ارتفاع ضغط الدم: قد يؤثر في صحة المشيمة.
- التعرض لإصابة في البطن: بسبب السقوط أو أي نوع آخر من الصدمات، قد يزيد من خطر انفصال المشيمة قبل الأوان عن الرحم، وهو ما يسمى بـ (انفصال المشيمة).
- الحمل بتوأمين أو توائم متعددة: عندما تحمل المرأة بأكثر من طفل، فقد يزداد لديها خطر حدوث مشكلات في المشيمة.
ختامًا، حاولنا من خلال المقال أن نجيبك عن تساؤلك "ما هي المشيمة؟" ونعرفك بأوضاع المشيمة خلال الحمل، كل ما عليك هو الالتزام بالزيارات الدورية لطبيبك، للاطمئنان على صحتك وصحة جنينك.
الآن يمكنك متابعة حملك أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
- لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
- لأجهزة أبل - IOS، حمليه الآن من App Store