في العديد من الأفلام، يتكرر مشهد الطلق المفاجئ للحامل، أو نزول ماء الجنين ليُصاب المحيطون بالذعر، الأمر الذي قد يسبب لكِ القلق أيضًا خاصةً إذا كنت في حملك الأول ولا توجد لديكِ الخبرة أو المعلومات الكافية لتمييز أعراض الولادة الطبيعية، وفي الواقع لا يحدث الأمر بالصورة التي نراها في الأفلام.
وفي معظم حالات الولادة الطبيعية، يظهر العديد من العلامات الأولى التي تخبرك باقتراب موعد الولادة، ويمكنكِ ملاحظتها والاستعداد لاستقبال طفلكِ دون مفاجآت، وسنخبركِ في هذا المقال بالأعراض الأولى التي تحدث قبل الولادة بفترة، والعلامات الفعلية التي تدل على أنكِ بالفعل في حالة ولادة.
أعراض الولادة الطبيعية
عادةً ما تحدث هذه العلامات قبل الولادة بفترة قد تصل إلى شهر أي قد تختبرينها في بداية الأسبوع الـ36 من الحمل، حيث يبدأ جسمك بتحضير نفسه للولادة، وقد تنتبهين إليها أو يخبركِ الطبيب بها في أثناء الفحص المهبلي الروتيني الذي يجريه لتحديد موعد تقريبي للولادة، لذا انتبهي جيدًا لهذه العلامات:
الأعراض الأولية للولادة
- ترقق عنق الرحم وتوسعه: نضوج عنق الرحم واحدة من العلامات الأولى للولادة، وهي تلين عنق الرحم وترققه أو كما يُعرف بـالطمس، يحدث الطمس في الأسابيع الأخيرة قبل الولادة، ولكنكِ لن تشعري بحدوثه، كذلك اتساع عنق الرحم من العلامات المبكرة للولادة حيث يتمدد عنق الرحم استعدادًا لنزول الجنين عبر المهبل، وهو أيضًا من العلامات التي لن تشعري بها، ولكن سيخبركِ بها الطبيب من خلال الفحص المهبلي الدوري في الشهر الأخير من الحمل. وبصفة عامة فإن التغيرات التي تحدث في عنق الرحم تكون بطيئة جدًا، ولكن عند بدء عملية الولادة، توقعي أن تحدث التمددات بسرعة أكبر.
- نزول الطفل لقناة الولادة: حيث تنزل رأس الطفل بشكل أعمق في الحوض، فتشعرين بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر نتيجة ضغط رأس الطفل على المثانة البولية، وعادةً ما يحدث هذا في الفترة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل الولادة، والخبر السّار أنك تستطيعين التنفس بسهولة الآن، لأن صغيرك لم يعد يضغط على الرئة مثلما هو الحال في الشهور الأخيرة من الحمل، وكذلك لن تحصلي على المزيد من الركلات، فنزول الطفل إلى الحوض يحدّ من حركته، فيمكنكِ الاستمتاع بغفوة الآن في هدوء.
- زيادة الإفرازات المهبلية: ستلاحظين تغيرًا في لون الإفرازات المهبلية أو كثافتها، فتزداد الإفرازات في الفترة الأخيرة من الحمل، وقد تلاحظين بقع دم خفيفة أو إفرازات وردية في الفترة من الأسبوع الـ37 إلى الـ40 من الحمل، والإفرازات المهبلية ذات اللون الوردي أو الدموي معروفة باسم الظهور الدموي، أما إذا اختبرتِ نزيفًا مهبليًا غزيرًا مشابهًا لفترة الحيض الطبيعية، فعليكِ بمراجعة طبيبك على الفور، فالنزيف المهبلي الغزير يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة ما.
- نزول السدادة المخاطية: خلال فترة الحمل تتكون طبقة سميكة من كتل المخاط عند فتحة عنق الرحم، وذلك لمنع البكتيريا من دخول الرحم، وعندما يبدأ عنق الرحم بالطمس والتمدد، قد تسقط هذه الطبقة قبل الولادة بفترة نتيجة نزول الجنين وضغطه على عنق الرحم، وفقدان الطبقة المخاطية من العلامات المخبرة بالولادة، ولكن هذا لا يعني أن الولادة قد بدأت بالفعل، فقد لا يزال أمامك بضعة أيام أو أسابيع. وبالنسبة لبعض النساء، لا تسقط السدادة المخاطية إلا بعد بدء المخاض (الطلق) بالفعل، وفي جميع الحالات عليكِ الانتباه في حال نزول إفرازات مخاطية وإخبار طبيبك على الفور.
- الشعور بطاقة زائدة (التعشيش): قد تستيقظين ذات صباح بشعور زائد من الحيوية والطاقة، وتبدئين بملء الثلاجة بالوجبات الجاهزة، وتعملين على إعداد وترتيب سرير طفلك وملابسه، وهذه الرغبة تُعرف باسم التعشيش، ولا أحد يعرف على وجه اليقين لماذا تظهر، ولكن يمكن أن تكون غريزة بدائية ورثناها عن أجدادنا الأوائل للتحضير لاستقبال الطفل في بيئة آمنة ومجهزة، وقد يبدأ التعشيش قبل أشهر من موعد ولادتك، ولكن عادةً ما تظهر الغريزة بقوة قبل الولادة مباشرةً، فحاولي أن تؤدي ما عليكِ من مهام، ولكن لا ترهقي نفسك، وحافظي على طاقتك حتى موعد ولادتك الوشيكة.
علامات الولادة الفعلية
بعض العلامات الأخرى في حال ظهورها، فاعلمي عزيزتي أنكِ في حالة ولادة وشيكة، وبمجرد حدوثها عليكِ الاتصال بطبيبك وزوجك للاستعداد لاستقبال مولودك، وأهم هذه الأعراض هي:
- آلام الظهر: قد تتعرضين لآلام في أسفل الظهر، وتشعرين بثقل فيه شبيه بذلك المصاحب للدورة الشهرية مع تشنج في عضلات الفخذ.
- تمزق الأغشية (خروج الماء): الكيس الأمنيوسي، وهو غشاء مليء بالسوائل التي تحيط جنينك في الرحم، وفي بداية أو خلال الولادة، سوف يتمزق كيس الجنين ويصاحب ذلك نزول الماء، إما في صورة قطرات متقطعة أو تدفق مستمر للماء من المهبل، وفي حال عدم تأكدك إذا ما كانت هذه القطرات هي السائل الأمنيوسي أو بعض قطرات البول نتيجة ضغط الجنين على المثانة، عليكِ التوجه فورًا إلى الطبيب، خاصةً إذا ما اختبرتِ إحدى علامات الولادة الأخرى.
- التقلصات: خلال الأشهر القليلة الأخيرة من الحمل، قد تواجهين في بعض الأحيان، تقلصات وانقباضات (إحساس بأن رحمك يضيق ويرتخي) تسمى هذه الانقباضات "براكستون هيكس"، وهي طريقة الجسم في الإحماء للولادة، ولمعرفة الفرق بين انقباضات براكستون هيكس وانقباضات الطلق الحقيقية، عليكِ بمراقبة التوقيت بين الانقباضة والتي تليها، فعادةً ما تكون تقلصات الطلق على فترات منظمة، وتقصر هذه الفترات مع ازياد المخاض واقتراب الولادة، وكذلك تابعي حدة التقلصات فتقلصات براكستون هيكس تكون أقل حدة وغير منتظمة على عكس الطلق الحقيقي، حيث تزداد حدة الانقباضات وتستمر لفترات أطول مع اقتراب الولادة. وراقبي أيضًا مدة كل انقباضة فالتقلصات الحقيقية تستمر من 30 إلى 90 ثانية، وأيضًا تستمر تقلصات الولادة بغض النظر عن مستوى نشاطك وحركتك أو وضعيتك، بينما قد تتوقف التقلصات الكاذبة عند المشي، والراحة أو تغيير الوضعية.
أعراض الولادة الطبيعية للبكرية
تتشابه أعراض الولادة للبكرية (التي تلد لأول مرة) مع الأعراض التي سبق وذكرناها، ولكن عادةً ما تستمر أعراض المخاض لفترة أطول في الولادة الأولى، وتكون أكثر حدة أو تشعر بها الحامل بصورة أكبر على عكس الحال في الولادات التالية، إذ إن الحامل تعتاد بشكل أكبر على أعراض الولادة وتستطيع تمييزها بسهولة.
وبصفة عامة، فإن طلق الولادة للبكرية ينقسم إلى ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى (الطلق المبكر، والطلق النشط)
- الطلق المبكر: لا تشعرين فيه بأعراض يمكن تمييزها لذا يُعرف أيضًا بالطلق الكامن، ويحدث فيه ترقق عنق الرحم وتمدده، وزيادة الإفرازات المهبلية وربما تختبرين انقباضات خفيفة في الرحم، وعادةً ما يحدث الطلق المبكر للبكرية قبل الولادة بفترة قد تصل إلى أربعة أسابيع.
- الطلق النشط: وتختبرين فيه علامات الولادة الفعلية التي ذكرناها من خروج الماء، وآلام أسفل الظهر، وتقلصات في الرحم، ويستمر عادةً الطلق النشط من أربع إلى ثمان ساعات، وقد يصل في بعض الأحيان إلى عشر ساعات يتوسع فيها عنق الرحم بمعدل سنتيمتر واحد كل ساعة. وإذا ما اختبرتِ أحد هذه الأعراض، فعليكِ التوجه إلى المستشفى فورًا استعدادًا للولادة.
- المرحلة الثانية: (الولادة)
وتستمر الولادة الطبيعية للبكرية لفترة تصل إلى عدة ساعات بحسب مدى توسع عنق الرحم، ودفع الأم حتى خروج رأس الجنين يتبعها بفترة خروج الجسم.
- المرحلة الثالثة: (نزول المشيمة)
بعد خروج الجنين تبدأ المشيمة بالنزول في فترة تتراوح ما بين 5 دقائق و30 دقيقة، وقد يستغرق الأمر ساعة كاملة، وستختبرين في هذه المرحلة تقلصات أقل حدة، وسيخبركِ الطبيب بالدفع مرة أخرى ليتأكد من خروج المشيمة بالكامل.
جمعنا لكِ الأعراض كاملة في الصورة التالية:
نصائح الولادة الطبيعية
لولادة طبيعية آمنة وسهلة إليكِ عزيزتي بعض النصائح:
- حاولي المشي بانتظام بدايةً من الشهر التاسع حيث يساعد المشي على نزول الطفل إلى الحوض وقناة الولادة، ولكن احرصي على عدم إجهاد نفسك وتجنبي الخروج في الشمس الشديدة.
- ادهني منطقة العجان (المنطقة بين المهبل والشرج) بقليل من زيت جنين القمح أو كريم طبي مرطب لترطيب المنطقة وزيادة مرونتها، لتجنب تمزقها في أثناء الولادة الطبيعية. واستشيري طبيبك بشأن الكريم المناسب.
- تنفسي بانتظام مع الانقباضات، فهذا من الأمور المهمة لتقليل حدتها، إذ يساعد التنفس ببطء وعمق على الاسترخاء، ما يساعد على منع توتر العضلات ويسمح لعنق الرحم بالتمدد، لذا عليكِ التنفس بشكل أعمق مع كل انقباضة.
- خذي حمامًا دافئًا. إذا كان المخاض قد بدأ بمراحله الأولى، فيمكنكِ أخذ حمام مائي دافئ، حيث يساعد الحمام الدافئ على استرخاء العضلات وتقليل حدة التقلصات، كما يمكنكِ الاكتفاء بكمادات دافئة على البطن وأسفل الظهر لتقليل حدة الألم.
- مارسي بعض التمارين الرياضية مثل تمارين التمدد واليوجا، فهي تساعد على تسهيل الولادة وتسريع الطلق.