لماذا نصرّ دائمًا على إجبار أطفالنا على دخول الحمام عند بلوغهم سن معينة؟ لماذا ننساق وراء محاولات الأهل والأصدقاء في الضغط علينا بعبارات مثل: "البنت كبرت عيب كده بقى" و"أنا قلعتك البامبرز وأنتِ 8 شهور" و"إزاي سايبة ابنكِ لغاية دلوقتي حرام عليكي" إلخ من العبارات الحادة، التي تلقى علينا ببساطة دون مراعاة لاختلاف الأطفال عن بعضهم، ومراعاة لظروف المنزل وحالة الأم النفسية، وغيرها من العوامل المؤثرة في نجاح هذه المرحلة.
متى يصبح الطفل مستعدًا لدخول الحمام؟
هذا السؤال ليس له إجابة واحدة، بل له ملايين الإجابات، التي تساوي عدد أطفال العالم.
كل طفل يختلف عن الآخر في تقبّله لهذه المرحلة، شخصيته وظروفه النفسية، التي يمر بها في المنزل أو الحضانة باختلاف التغيرات الموجودة في طباع كل أم وأب، ولهذا لا توجد إجابة واحدة، بل أن الطفل الواحد من الممكن أن يبدي استعداده لهذه المرحلة وينجح لفترة، ثم يعود مرةً أخرى في قراره، ويتراجع فيما يسمى بالانتكاسة.
اقرئي أيضًا: انتكاسة الطفل بعد التدرب على الحمام.. الأسباب والحلول
هل هناك سن معينة لتدريب الطفل على الحمام؟
لا توجد سن محددة، بل يمكن القول إنه توجد مرحلة عمرية يستطيع فيها الطفل التحكّم في عملية الإخراج بشكل كامل، بدايةً من منتصف العام الثاني إلى عامه الثالث، ومن المحتمل أن نجد أطفالًا متأخرين في هذه المرحلة ولا يستطيعون التحكم لمرحلة عمرية أكبر ويكون للحالة النفسية هنا التأثير الأكبر، كيف يتعامل معه الأهل والأصدقاء؟ ما طريقة التدريب المتبعة من قبل الأم والأب؟ كثير من الأسئلة تظهر لنا إجاباتها مبررًا واضحًا لتلك الحالة.
اقرئي أيضًا: هذا هو الوقت الأنسب لتدريب طفلك على دخول الحمام
تجربة شخصية:
لم أبدأ في تدريب طفلتي على الحمام إلا بعد انتهاء عامها الثالث، مررت بضغوط كثيرة وعبارات مسيئة، لكنني بطبعي لم أكن أسمعها أو أعيرها انتباهًا، فلم أكن في حالة نفسية تسمح لي بتدريب طفلة صغيرة على الحمام دون عصبية أو تأفف، لذلك قررت أن أنتظر.
المفاجأة أن طفلتي استجابت لعملية التبرز بعد يومين فقط من بداية حديثي معها، ولم تتبول خارج الحمام إلا مرات قليلة للغاية إلى الآن، لم أتخيل أن لديها الاستعداد والقدرة، التي فاجأتني بهما، ساعدتني كثيرًا بسبب عمرها، الذي أصبحت تعي فيه جيدًا القصص والحكايات والأفكار، التي نتشاركها معًا.
اقرئي أيضًا: 10 أسرار لنجاح مرحلة التدريب على الحمام
في النهاية، ما أود قوله أن هناك كثيرًا من القصص تدور حولي مع أطفال من الذكور والإناث، والمشترك في جميع التجارب الناجحة والسريعة أنها بدأت باستعداد نفسي وبدني أبداه الطفل للأم والأب، أما التجارب، التي استغرقت وقتًا طويلًا للغاية وانتكاسات كثيرة وفشل متكرر، هي التي بدأت بإجبار الأم والأب لطفلهما على دخول الحمام بمجرد بلوغه سن معينة.