الخوف شعور طبيعي لدى الأطفال الصغار منهم والكبار، يساعد الخوف طفلك على أخذ الاحتياطات التي تحافظ على سلامته، قد يخاف الصغار من الغرباء، والظلام، وعندما يكبرون قليلًا قد يخافون من أشياء تخيلية، أو مخاطر الحياة الحقيقية، الخوف من الأصوات المرتفعة أكثر أنواع الخوف شيوعًا بين الأطفال الصغار، وغالبًا يكون أمرًا طبيعيًا، لكنه قد يتحول إلى خوف مرضي، سنتحدث في هذا المقال عن أسباب خوف الطفل من الصوت العالي، وطرق علاجه.
أسباب خوف الطفل من الصوت العالي
الصوت العالي مزعج للجميع، نادرًا ما يوجد شخص يستمتع بصوت الضوضاء المرتفعة، أو أصوات الألعاب النارية المفاجئة، أو الصراخ المرتفع، لكن الأمر أكثر حساسية عند الأطفال خاصة الصغار منهم، إليكِ أشهر الأسباب وراء ذلك:
- الخوف الطبيعي: يبدأ الخوف من الأصوات المرتفعة والمفاجئة مبكرًا جدًا، إذ إن الأطفال حديثي الولادة قد يظهرون ردود فعل عند التعرض لبعضها، وكلما كبر الطفل ظهرت لديه مخاوف من بعض الأمور، ومنها الصوت العالي، إذا كان طفلك صغيرًا ولاحظتِ أن خوفه من الأصوات العالية أصبح واضحًا، فلا تقلقي غالبًا ما يكون الأمر طبيعيًا ومؤقتًا، وسيذهب من تلقاء نفسه خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر.
- رهاب الأصوات المرتفعة: إذا استمر خوف طفلك من الأصوات المرتفعة أكثر من ستة أشهر، ولاحظتِ ارتباط الخوف بأعراض جسدية، كتسارع ضربات القلب، واضطراب التنفس، مع التعرق الغزير، أو الرعشة، والقلق الشديد، مع عجز الطفل عن التركيز في الأماكن شديدة الضوضاء كالروضة ومناطق الألعاب، فقد يكون ذلك دليلًا على إصابة طفلك بفوبيا الأصوات المرتفعة، أحيانًا يكون هذا الأمر وراثيًا، يرثه الطفل من أحد الأبوين، إذا لاحظتِ هذه الأعراض على طفلك، فينصح بعرضه على طبيب نفسي متخصص ليشخصه، ويضع خطة علاجية ملائمة له.
- فرط الحساسية للضوضاء: هذه المشكلة تختلف عن رهاب الأصوات المرتفعة، إذ إنها مشكلة فسيولوجية، يسمع فيها طفلك الأصوات مرتفعة عن حقيقتها، ما يجعله يشعر بإزعاج شديد تجاه الأصوات العالية، هناك أسباب عديدة وراء هذا الأمر، مثل الإصابات الدماغية، ومرض لايم، واضطراب ما بعد الصدمة، ومرض التوحد.
- متلازمة حساسية الصوت الانتقائية "الميزوفونيا": اضطراب عصبي يكون فيه الطفل لديه ردة فعل سلبية تجاه بعض الأصوات المنتقاه، وليس كل الأصوات المرتفعة.
كيفية التعامل مع خوف الطفل من الصوت العالي؟
بالطبع خوف طفلك الصغير من الأصوات العالية قد يكون أمرًا محبطًا لكِ، لكن عليكِ التعامل معه بطريقة صحيحة حتى يتجاوز طفلك هذه الفترة بسلام، إليكِ بعض النصائح التي قد تساعدك على ذلك:
- طمئني طفلك: أخبري طفلك أنه لا مشكلة أن يشعر بالخوف، واحتضنيه، وأخبريه أنكِ بجواره ومعه، وأن الصوت العالي لا يمكن أن يؤذيه.
- اتركي طفلك يعبر عن شعوره: إذا كان طفلك يستطيع الكلام، فشجعيه على التعبير عن مشاعره بكلمات واضحة، كأن يقول أشعر بالخوف، أو الانزعاج، أو القلق.
- قللي من تعرض طفلك لمثيرات الخوف لديه: احرصي على أن ينام طفلك في غرفة هادئة، وأغلقي نوافذ المنزل جيدًا إذا كنتم في مكان قريب من الشارع، واخفضي صوت التلفاز، واحرصي وزوجك على تجنب الصراخ والحديث بصوت مرتفع داخل المنزل.
- أخبري مسؤولة الروضة عن مشكلة طفلك: حتى لا تستغرب تصرفاته عندما ينزعج من الأصوات المرتفعة، ولتجنب سخرية الأطفال الآخرين منه.
- اعرضي طفلك على طبيب نفسي: إذا استمر الأمر مع طفلك فترة طويلة، أو كانت لديه أعراض رهاب الأصوات المرتفعة.
ختامًا، بعد تعرفك إلى أسباب خوف الطفل من الصوت العالي، وطريقة التعامل معه، اطمئني عزيزتي فالأمر ليس خطيرًا غالبًا، فمعظم الأطفال يمرون بفترات يخافون فيها من أمور مختلفة كالصوت العالي، والغرباء، والظلام، والحيوانات، والموت، لكن لا مانع من استشارة متخصص إذا شعرتِ أن الأمر ليس طبيعيًا، أو حدث بعد تعرض الطفل لصدمة.
لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بـرعاية الصغار زوي موقعنا.