الذهاب إلى الحضانة ليس بالأمر السهل سواء على الأم أو الطفل، فهي اللحظة التي يترك فيها الطفل عالمه الصغير ويذهب إلى عالم أكبر ويرى وجوهًا مختلفة غير والديه وأقاربه. كما أنه الوقت الذي تشعر فيه الأم بأن صغيرها قد بدأ يكبر ويتركها بعد أن ارتبطت به منذ اللحظة الأولى للحمل، الأمر الذي يجعل كل أم تتساءل عن السن المناسبة للحضانة.
تعرفي عزيزتي معنا على الوقت المثالي لذهاب طفلك للحضانة، وكيفية ترغيبه في الذهاب إليها، والتغلب على مخاوفه وارتباطه بكِ.
السن المناسبة للحضانة
قد تتساءلين عما إذا كان عمر طفلكِ مناسبًا للحضانة أم لا؟ والحقيقة أنه لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال، فقدرات كل طفل ومهاراته تختلف عن الآخر. لذا فإن الأمر نسبي، فقد يستطيع طفل دون العامين التأقلم مع الحضانة والاختلاط مع المحيطين به، ولا يستطيع طفل تخطى الثلاث سنوات الذهاب للروضة دون البكاء والتشبث بأمه، ولا يكف عن الصراخ في الحضانة ويحتاج لفترة طويلة حتى يتكيف مع الأطفال الآخرين ويتعلم الأساسيات.
لذا فلا يمكن تحديد سن مناسبة للذهاب للحضانة، وقرار ذهاب طفلكِ إلى الحضانة يتوقف في الأساس على مدى تطوره من الناحية المعرفية والإدراكية والعاطفية والاجتماعية، وليس على المرحلة العمرية فقط. ولكن بعض خبراء الطب النفسي للأطفال يؤكدون أنه لا يُنصح بذهاب الأطفال أقل من عامين للحضانة، ويُفضل بعد ذلك، لضمان تطور مهارات الطفل اللغوية والذهنية، ما يجعله قادرًا على استيعاب ما يدور حوله، وتعلم الأساسيات كالحروف والأرقام وغيرهما.
وإذا كنتِ تخططين لذهاب طفلك إلى الحضانة، وتتساءلين إذا ما كان صغيرك مستعدًا للذهاب أم لا، فحاولي الإجابة عن هذه الأسئلة بصدق دون أي ضغوط، لتعرفي مدى تطور طفلكِ واستعداده للذهاب إلى الحضانة.
- هل يعرف طفلك كيفية فهم وإطاعة التوجيهات البسيطة، كأن يضع ألعابه في مكانها؟
- هل طفلك يمكنه استخدام النونية "البوتي" أو الحمام؟
- هل طفلك يألف وجود الكبار والصغار الآخرين؟
- هل يعرف طفلك كيف يتخذ القرارات البسيطة؟
- هل يمتلك طفلك مهارات الرعاية الذاتية الأساسية، مثل استخدام السوستة والأزرار، وغسل الأيدي، وتناول الغداء أو وجبة خفيفة دون مساعدة منكِ؟
- إلى أي مدى يميل طفلكِ للعب مع غيره من الأطفال؟
- هل يستطيع طفلكِ الإمساك بالقلم؟
- إلى أي مدى يقتنع طفلكِ بمشاركة الآخرين أو تبادل الدُمى خلال اللعب؟
- هل يعرف طفلك اسمه وعنوانه ورقم هاتفه، أو أيًّا منها؟
- هل يستطيع أن يُكوّن جملة من كلمتين؟
- هل يُمكن لطفلكِ الاستيقاظ لمدة أربع ساعات دون أن يغلبه النعاس؟
- هل يحاول الدخول في حوار معكِ، كأن ينتظر حتى تجيبيه عن سؤال قد طرحه؟
- هل يتذكر طفلكِ أجزاء كثيرة من الأغنية التي تغنيها له، كأن تقولي سطرًا ويُكمل هو الباقي؟
إذا كان أغلب إجاباتكِ عن هذه الأسئلة بـ"نعم"، فإن طفلكِ مستعد بشكل كبير للالتحاق بالحضانة، ومن أهم المعايير التي يُمكن الاستناد إليها لمعرفة ما إذا كان بمقدور طفلكِ الذهاب إلى الحضانة أم لا، الاستقلالية واتباع التوجيهات والمهارات الاجتماعية القوية.
أما إذا كان أغلب إجاباتكِ بـ "لا" فقد يكون طفلكِ غير مستعد بعد للذهاب إلى الحضانة، لذا يُمكنكِ العمل في المنزل على تنمية مهاراته الاجتماعية والمعرفية، من خلال ممارسة الأنشطة المناسبة لسنه، واصطحابه إلى بعض المناسبات الاجتماعية.
إيجابيات وسلبيات الحضانة
بالرغم من الفوائد والإيجابيات التي تعود على الطفل من ذهابه إلى الحضانة، فإن لها بعض السلبيات، خاصةً إذا لم يكن الطفل مستعدًا للذهاب، وسنُبرز فيما يلي أهم ايجابيات وسلبيات الحضانة:
إيجابيات الحضانة
- التعليم المبكر: هناك العديد من المزايا المعروفة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، إذ تجعل الطفل أكثر قدرة على الاستيعاب في المراحل التعليمية التالية، وتحفز لديه حب الاستكشاف في سن مبكرة.
- التفاعل الاجتماعي: سيكون لدى طفلك الكثير من الفرص للتفاعل مع الأطفال من مختلف الأعمار، ما يساعد على تطور اللغة وتطور مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية لديه.
- ممارسة الأنشطة: سيتعرض طفلك لمجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك الموسيقى والرقص والرياضة، وهو ما يساعدكِ على اكتشاف هواياته من سن صغيرة.
- القبول في المدارس: معظم المدارس تشترط المرور ببعض الاختبارات للقبول بها، لذا فإن الحضانة قد تساعد الطفل على اكتساب المعرفة لاجتياز هذه الاختبارات بسهولة، والقبول في المرحلة الابتدائية.
- الالتزام بالنظام: يساعد الاستيقاظ في ميعاد محدد على حث الطفل على الالتزام بالنظام، وتعويده على روتين محدد، وهو ما يجعله قادرًا على تنظيم يومه بسهولة في فترة المدرسة فيما بعد.
سلبيات الحضانة
- قلة المختصين: للأسف يعاني معظم الحضانات من نقص المختصين، سواء المعلمين أو المشرفين، وهو ما يعني أن انتباه المعلم غالبًا ما يكون مقسمًا على عدد كبير من الأطفال، فلا يحصل الطفل على الاستفادة الكاملة.
- التعلم في سن مبكرة للغاية: بعض الحضانات تبدأ في تعليم الطفل الأساسيات، كالحروف والأرقام، قبل أن يتم الثالثة، وهو عمر مبكر جدًا قد يسبب الضغط على الطفل، ويأتي بنتائج عكسية نتيجة شعور الطفل بعدم القدرة على الاستيعاب، وهو ما قد يجعله لا يرغب في التعلم ويكره الذهاب إلى الحضانة.
- عدم الاهتمام بنفسية الطفل: بعض الحضانات تمنع تواصل الطفل مع والديه بمجرد دخوله الحضانة حتى يعتاد على الانفصال عنهما، ولا تسمح بدخولهما منعًا لتعلقه بهما. ولكن يُفضل دخول الأم والأب مع الطفل لتهدئة روعه وطمأنته لعدة دقائق، خاصةً في الأيام الأولى حتى لا يشعر بأن الحضانة هي السبب في ابتعاده عن والديه.
- انتقال العدوى: وجود عدد من الأطفال في مكان مغلق، يسهل من انتقال العدوى من طفل لآخر، خاصةً صغار السن.
ابني يرفض الذهاب للحضانة ماذا أفعل؟
بالرغم من أن عمر طفلك قد يكون مناسبًا للحضانة، فإنك قد تواجهين بعض الصراخ والبكاء المتواصل، ورفض الصغير الذهاب إلى الحضانة، فكيف تتصرفين وقتها؟
- بحسب نصائح خبراء الطب النفسي، تحلي بالهدوء والصبر، فما يمر به الطفل أمر طبيعي تمامًا، ويعبر عن مخاوفه من تركك والذهاب إلى عالم مجهول بالنسبة له.
- طمئني صغيرك واحتضنيه وأخببريه بأنكِ ستذهبين لوقت قصير ثم تعودين لأخذه، وأخبريه بالأنشطة والأشياء التي يمكن أن يفعلها في أثناء غيابك.
- لا تتركي الطفل لفترة طويلة في الأسابيع الأولى بعد ذهابه إلى الحضانة، وقللي انقصالك عنه تدريجيًّا حتى لا يشعر بغيابك عنه فجأة.
- تأكدي من أن عمر طفلك مناسب للذهاب إلى الحضانة، فالأطفال الصغار يرتبطون بالأم بصورة كبيرة، وكلما كبر طفلك يمكن تدريبه على الابتعاد عنكِ والذهاب للحضانة أو المدرسة.
- دعي الطفل يختار بعض ألعابه المفضلة لأخذها معه في الحضانة، حتى تساعده على الشعور بالطمأنينة والألفة.
فاحرصي على أن يكون طفلك في السن المناسبة للحضانة، ولا يقتصر الأمر على المرحلة العمرية بقدر ما تكون مهاراته اللغوية والاجتماعية متطورة، للحد الذي يساعده على التعامل في الحضانة في أثناء غيابك.
يمكنكِ معرفة المزيد عن كل ما يخص رعاية الصغار مع "سوبرماما".