لا يتقبل الأطفال تغيير روتينهم بسهولة، لذا فإن مراحل كالفطام، أو الانتقال لسرير منفصل، أو الذهاب إلى الحضانة، أو التدريب على النونية وغيرها، ليست بالمهام السهلة عليهم وعلى أمهاتهم في الوقت نفسه، فأي تغيير في حياة الأطفال يشعرهم بعدم الأمان. لذا ينصح خبراء التربية دائمًا بالقيام بهذه الأمور بصورة تدريجية، خاصةً التدريب على القصرية، وعدم البدء في تدريب الطفل على استخدام الحمام، إلا بعد أن يبدي علامات تدل على استعداده لذلك، وعادةً ما يكون الطفل مستعدًا في الفترة بين عاميه الثاني والثالث، وحتى تستعدي جيدًا لهذه المرحلة، تعرفي فيما يلي إلى أهم مراحل تدريب الطفل على القصرية، والأخطاء التي قد تقعين فيها في أثناء تعويد الطفل على استخدام الحمام حتى تتجنبيها.
مراحل تدريب الطفل على القصرية
قبل البدء بتدرسي طفلك على استخدام النونية، ضعي في اعتبارك أنه في النهاية سيتعلم، لذا لا تتعجلي الأمر ولا تشعري طفلك بالضغط، واعتبريها مغامرة ستخوضينها مع صغيرك، وتحلي بالصبر حتى لا تترك هذه الفترة أي آثار نفسية سلبية على صغيركِ، لذا من المهم أن يحدث الأمر بصورة تدريجية، وعلى مراحل سنخبركِ بها فيما يلي:
المرحلة الأولى- لعبة استخدام الحمام: يستجيب الأطفال للعب بدلًا من التعليمات الموجهة لهم، لذا فإن أفضل طريقة لبداية تدريبهم على استخدام الحمام التظاهر بأنهم يستخدمونه، وتشمل هذه المرحلة ما يلي:
- الجلوس على الحمام أو القصرية دون خلع الملابس.
- مشاهدة أشقائه أو أفراد الأسرة في أثناء استخدامهم للحمام، لكسر الشعور بالرهبة ومعرفة كيفية استخدامه.
- شراء قصرية أو نونية جديدة مع الطفل.
- شراء دمية لتصبح صديقة الطفل خلال التدريب على النونية ليشعر بالأمان، وتتوافر في متاجر لعب الأطفال مع نونية وحفاض
المرحلة الثانية- التدريب على كيفية استخدام النونية: من المراحل المهمة التي سيتعلم فيها الطفل أساسيات استخدام النونية كالتالي:
- تعلم الدخول للحمام والخروج منه.
- معرفة كيفية إنزال السروال ورفعه، ويُفضل في هذه المرحلة شراء سراويل سهلة الخلع دون أزرار.
- تعلم ماذا يعني اتساخ الحفاض، ومعرفة مكان تفريغه، وينصح الخبراء بإفراغه في النونية أو الحمام أمام الطفل ليعرف أن الفضلات مكانها هناك.
المرحلة الثالثة- تعلم استخدام القصرية: الخطوة الفعلية التي يبدأ فيها الطفل استخدام النونية بعد تعلم الأساسيات، وتشمل هذه المرحلة:
- خلع الحفاض تمامًا.
- استخدام الملابس الداخلية بدلًا من الحفاض، يمكنكِ البدء باستخدام سراويل التدريب التي تحتوي على طبقة عازلة للماء لمنع الفوضى في البداية، واجعلي الطفل يختارها معكِ، ويُفضل اختيار الأشكال المرحة.
- سؤال الطفل من وقتٍ لآخر: هل يريد الذهاب للحمام؟ ومراقبة بعض العلامات عليه، كإمساك بطنه أو أعضائه أو مؤخرته أو إخراجه غازات أو جلوسه القرفصاء أو التحديق لعدة دقائق، فجميعها من العلامات التي تدل على رغبة الطفل في الذهاب للحمام.
- تعليم الطفل كلمات بسيطة للتعبير عن رغبته في التبرز أو التبول أو الذهاب للحمام في العموم، حتى يسهل عليه نطقها.
- وضع لوحة أمام الحمام لتشجيع الطفل على الذهاب للحمام، ولصق استيكر محفز عليها في كل مرة ينجح فيها في الجلوس على القصرية بمفرده.
- حكي قصة للطفل خلال التدريب على الحمام أو تخصيص أغنية لهذا الوقت، حتى يجلس على القصرية لأطول فترة ممكنة.
لا تنسي اصطحاب دمية الطفل خلال تدريبه على النونية، حتى يشعر بأنها تشاركه جميع المراحل.
أخطاء عند تدريب الطفل على القصرية
مرحلة التدريب على الحمام من المراحل الحرجة في حياة الطفل، التي قد تترك لديه آثارًا نفسية سلبية قد تستمر معه طوال حياته، إذا لم تتم بشكل صحيح، خاصةً أن بعض الأمهات قد يعنفن أطفالهن في كل مرة يفقدون فيها تحكمهم، إلى جانب عديد من الأخطاء الأخرى التي سنخبركِ بها فيما يلي حتى تتجنبي الوقوع فيها:
- تدريب الطفل قبل أن يكون مستعدًا: كما ذكرنا سابقًا، سيتعلم الطفل استخدام الحمام عاجلًا أو آجلًا، ولكن تدريب الطفل في الوقت المناسب له، سيساعده بشكل كبير على التعلم سريعًا دون ضغط، ودون أن يؤثر الأمر فيه سلبيًّا. لذا يجب مراقبة علامات استعداد الطفل جيدًا، مثل قدرته على فهم الأوامر البسيطة، وإخبارك إذا ما اتسخ حفاضه، وقدرته على إبقاء الحفاض جافًّا لفترة تزيد على ساعتين وغيرها، وإذا لم يبدِ ارتياحه لاستخدام النونية، فيمكنكِ تأجيل الوقت والمحاولة في وقتٍ لاحق.
- تعجل النتائج: فكري في الأمر قليلًا عزيزتي، هل تقومين بدفع طفلك في أثناء تعلمه المشي ليمشي أسرع أم أنكِ تساعدينه في البداية وتمسكي بيديه، ثم يستند إلى الأثاث، ويحاول ويسقط ويحاول مجددًا، لماذا إذًا تتعجلين نتائج التدريب على الحمام رغم أنها فترة حرجة، مقارنةً بتعلمه المشي، فتعجلك النتائج وإشعاره بذلك سيجعله يشعر بالذنب، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية أنتِ في غنى عنها.
- استخدام الحفاضات وقت النوم: يخطئ بعض الأمهات في العودة لاستخدام الحفاض وقت النوم أو الخروج، لأن ذلك يشتت الطفل، ويجعله أحيانًا لا بشعر بأنه بلل سرواله، إذ يختلط الأمر عليه ويظنه الحفاض، ورغم أن استخدام الحفاضات قد يكون الحل السريع، لكن حاولي عزيزتي إدخاله الحمام قبل الخروج، وشراء النونيات المخصصة لأوقات السفر، المهم ألا تعودي لاستخدام الحفاض بمجرد خلعه.
- الصراخ في وجه الطفل: اللوم والصراخ في وجه الطفل بمجرد أن يفقد السيطرة وتتسخ ملابسه أو الأثاث أكبر خطأ يمكنكِ عزيزتي الوقوع فيه، لأنه سيشعر الطفل بالذنب، وقد أشار بعض الدراسات المختصة إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال أصبحوا يعانون من التبول اللا إرادي حتى في فترة البلوغ أو طوال حياتهم، بسبب التعنيف والصراخ أو الضرب في فترة التدريب على الحمام. لذا لا بد من التحلي بالصبر، وهي في النهاية مرحلة مؤقتة، فلا تجعلي آثارها تظل مع طفلك طوال حياته.
- البدء بتعليم الطفل استخدام الحمام ليلًا: تعلم استخدام النونية يجب أن يكون على مراحل، لذا لا تبدئي تدريب الطفل على القصرية في الصباح والليل معًا، دربيه في الصباح أولًا حتى يعتاد الأمر، ثم دربيه على استخدامها ليلًا، واستعدي نفسيًّا عزيزتي، ففي الفترة الأولى من الطبيعي أن يبلل الطفل فراشه، وهو أمر خارج عن إرادته، لذا نوصي باستخدام سراويل التدريب وأغطية الفراش المقاومة للماء في هذه الفترة، حتى يعتاد على الاستيقاظ ليلًا.
استعرضنا معكِ عزيزتي أهم مراحل تدريب الطفل على القصرية، لا تتعجلي الأمر وامنحي نفسك وطفلك الوقت، وحاولي دائمًا تشجيعه، ولا يُفضل استخدام الجوائز المادية أو الحلوى لتشجيعه، حتى لا يصبح الأمر مشروطًا لديه، ولكن حفزيه بالكلمات الداعمة لتزداد ثقته في نفسه، حتى تمر هذه الفترة بأمان دون أن تترك أثرًا سيئًا في نفسه.
تعرفي إلى مزيد من المقالات التي ستساعدكِ على التعامل مع مراحل تطور طفلكِ المختلفة في قسم رعاية الصغار على موقع "سوبرماما".