القلق عند الأطفال أمر طبيعي، فكلنا نقلق كبارًا وصغارًا، ولكن في بعض الأحيان قد يكون هذا القلق مرضيًّا لدى الطفل، فيصيبه بالذعر والتوتر والخوف من كل شيء، وهو ما قد يسبب له ولكِ كثيرًا من المشكلات في مختلف المواقف الحياتية، وهنا لا بد من اللجوء لطبيب مختص لعلاج الحالة مبكرًا، وهو ما سيفيد في تخلص طفلكِ من هذا الشعور في فترة قصيرة. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أسباب القلق عند الأطفال وأعراضه، وكيفية التعامل معه وعلاجه.
أسباب القلق عند الأطفال
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى شعور الأطفال بالقلق، منها ما هو نفسي واجتماعي، ومنها ما يتعلق بخلل في بعض المواد التي ينتجها المخ، تعرفي إلى العوامل كلها فيما يلي:
- عوامل بيئية: الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها الطفل تؤثر بشكل كبير في حالته النفسية، لذا قد يصاب بالقلق بسبب:
- الطلاق.
- المرض الشديد.
- وفاة أحد أفراد الأسرة.
- الانتقال من مكان مرتبط به عاطفيًّا إلى مكان آخر.
- وفاة شخص قريب منه أو حيوان أليف.
نحن نختلف في قدرتنا على مواجهة الأمور والصدمات التي نتعرض لها، لذلك لا تنزعجي من طفلكِ عند شعوره بالقلق أو التوتر عند تعرضه لأي من الأمور السابقة، وحاولي أن تحتويه وتطمئنيه قدر استطاعتكِ.
- عوامل مكتسبة: يرث الطفل جيناته من والديه، التي تشكل شكل جسمه وصفاته، وكذلك يكتسب بعض التصرفات والانفعالات من الآباء، فهم يتعلمون منا بشكل كبير، فإذا كنتِ أو زوجك شديدي الانفعال وتعانيان من القلق والتوتر بصورة كبيرة، فسيكتسب طفلكما هذه الصفة بلا شك،كذلك يمكن أن يكتسبه من أشخاص قريبين منه، كزملاء الدراسة أو أحد أفراد العائلة.
عوامل حيوية: ينتج المخ بعض المواد الكيميائية التي تؤثر في حالتنا النفسية والمزاجية، و"السيروتونين" و"الدوبامين" من المواد التي تجعلنا نشعر بالسعادة، وعند نقصهما نشعر بالقلق والتوتر والحزن، لذلك إذا حدث أي خلل فيهما، قد يحدث الشعور بالقلق، الذي سنوضح لكِ أعراضه بالتفصيل في السطور التالية.
أعراض القلق
توجد عدة أعراض تشير إلى الإصابة بالقلق ويجب الانتباه لها، ولكن لا تقلقي فعادة يسهل علاج القلق في البداية للأطفال، وقد يختفي بعد عدة أشهر من التعامل الصحيح معه. كذلك لا يشعر الطفل أو ينتبه غالبًا لهذه الأعراض مثلما يلاحظها الكبار، وأبرزها:
- صعوبة التركيز، مع الشعور بالقلق بشكل مستمر، ووجود أفكار سلبية.
- ضعف الشهية، وعدم النوم جيدًا، والاستيقاظ ليلًا من الأحلام المفزعة بشكل متكرر.
- فقد التحكم في أعصابه بسهولة، والغضب سريعًا، وبشكل غير مبرر.
- البكاء باستمرار، والشكوى من آلام المعدة، وعدم الشعور بالراحة دون وجود سبب طبي لذلك.
- الشعور بالتوتر والخوف من أشياء مستقبلية، مع الدخول إلى الحمام كثيرًا عن المعتاد، ورفض الذهاب إلى المدرسة.
- تزايد ضربات القلب، وجفاف الحلق، واحمرار الوجه، وسرعة التنفس.
هناك عدة طرق نفسية وطبية لعلاج القلق عند الأطفال، تعرفي إليها في الفقرة التالية.
علاج القلق عند الأطفال
تعتمد طريقة العلاج على حالة طفلك وعمره، وهذا ما سيحدده لكِ الطبيب المعالج، ومن طرق علاج القلق:
- العلاج السلوكي المعرفي: تعتمد هذه الطريقة على التحدث مع طفلكِ بكثرة لمعرفة مخاوفه وأسباب قلقه، وكيف يمكنه التعامل مع هذه الأمور، ويجري الطبيب المعالج هذه الجلسات مع الطفل لتقويم فكرته عن القلق والمواقف التي قد يواجهها.
- أدوية القلق: قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات الشديدة من القلق إلى استخدام بعض الأدوية لتهدئة الطفل في البداية، خاصة إذا كانت جلسات العلاج السلوكي المعرفي لا تجدي نفعًا.
- جلسات الإرشاد النفسي: تساعد هذه الجلسات الطفل على فهم أسباب قلقه، وإذا واجهته مشكلة قد تسبب له القلق كيف يمكنه التعامل معها بحكمة، وقد تفيدكِ النصائح التالية أيضًا.
كيف أتعامل مع الطفل القلق؟
إذا لاحظتِ أن طفلكِ لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة أو فعل شيء ما بسبب أنه قلق منه، فاتبعي النصائح الآتية:
- لا تلبي رغبته التي تعزز شعوره بالقلق، كرفضه الذهاب إلى المدرسة، أعلم أنه أمر صعب لكِ، ولكن حاولي بلطف دعمه، لكي يذهب ويواجه قلقه.
- ادعمي طفلك وهدئيه وخففي الأفكار السلبية لديه قدر إمكانكِ، هذا الأمر سيتطلب منكِ التحلي بالهدوء والصبر.
- لا تستنكري أو تسخري من مشاعر طفلكِ، فمن الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نصاب بالقلق منذ الطفولة ويستمر معنا، عدم القدرة على التعامل مع مشاعرنا.
- حاولي تقوية قدرة طفلكِ على حل المشكلات، وتنمية مهارات الذكاء العاطفي لديه، وتقبله لذاته ومشاعره، خاصة عند مواجهته الصدمات النفسية القوية.
- تحلي بالصبر، واحرصي على المتابعة مع الطبيب المختص للحصول على أفضل علاج لطفلكِ.
ختامًا عزيزتي، القلق عند الأطفال مشكلة قد تواجهينها مع طفلكِ، فمن بين كل عشرة أطفال يعاني واحد منهم القلق، وإذا كان الطفل مصابًا بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فسيكون القلق أكثر وضوحًا، لذا لا بد من علاج الحالة مبكرًا، وهو ما سيساعد على اختفاء أعراضها وعدم تأثيرها في حياة الطفل.
لمقالاتٍ أخرى عن كل ما يخص أطفالك وصحتهم والعناية بهم، زوري قسم صحة الأطفال وتغذيتهم في موقعك "سوبرماما".