كيف أتعامل مع الشخصية الوسواسية؟

عادة ما تبدأ اضطرابات الشخصية في سنوات المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة، وأحيانًا لا يدرك المريض أن لديه اضطرابًا لأن طريقته في التفكير والتصرف تبدو طبيعية بالنسبة له، وقد يلوم من حوله لما يواجهه من صعوبات، واضطراب الشخصية الوسواسية من أكثر الاضطرابات شيوعًا، ويمكن أن يتعارض مع قدرة الشخص على التواصل. في هذا المقال إليك ما تحتاجين إليه لفهم الشخصية الوسواسية والتعامل معها.

اضطراب الشخصية الوسواسية

الشخصية الوسواسية القهرية (OCPD) اضطراب في الشخصية يتميز بالكمال التام والنظام والترتيب، غالبًا ما يعاني المصابون به من صعوبة التعبير عن مشاعر المودة وقد يشعرون بعدم الارتياح تجاه تعبير الآخرين عن مشاعرهم، وهم في حاجة ماسة لفرض معاييرهم الخاصة على بيئتهم الخارجية، قد يواجهون أيضًا تحديات في عملهم أو حياتهم الاجتماعية المتعلقة بهذه الأعراض، على سبيل المثال، قد يؤخرون بدء المهمة أو إنهاءها لأنهم لا يستطيعون تصور الطريقة "الأفضل" أو "الصحيحة" لإكمالها. قد يؤدي فقدان السيطرة في حالات معينة إلى الإحباط. عادًة ما يُظهر المصاب باضطراب الشخصية الوسواسية السمات التالية:

1. الرغبة في التحكم بالأشخاص والمهام والمواقف، وعدم القدرة على تفويض المهام أو العمل مع الآخرين، إلا إذا أدى الأشياء على طريقته.
2. إهمال الأصدقاء والأنشطة الممتعة بسبب الالتزام المفرط بالعمل.
3. الإحجام عن إنفاق الأموال على الذات أو الآخرين والاعتقاد بضرورة تكديسها لحالات الطواريء.
4. الصلابة والعناد.
5.  الانشغال بالنظام والتفاصيل التي تؤدي إلى فقدان الشخص نشاطه.
6.  الكمالية التي تعوق إنجاز المهام.
7.  التفاني في العمل والإنتاجية إلى حد مفرط وغير مفسر بالاحتياجات الاقتصادية.
8. الضمير المفرط وعدم المرونة فيما يتعلق بالأخلاق أو القيم (غير مفسّرة من قبل ثقافة المرء أو دينه).
9. عدم القدرة على التخلص من الأشياء البالية أو عديمة القيمة، حتى لو كانت تفتقر إلى القيمة العاطفية.
10. صعوبة تشكيل علاقات وثيقة مع الآخرين والحفاظ عليها.
11. غالبًا ما يشعر بالسخط والغضب.
12. غالبًا ما يواجه عزلة اجتماعية.
13. قد يعاني من القلق الذي يحدث مع الاكتئاب.
14. الالتزام الصارم بالقواعد واللوائح.
15. الالتزام الصارم بدقة المواعيد.

مع ملاحظة أن الشخصية الوسواسية القهرية ليست هي اضطراب الوسواس القهري (وهو نوع من اضطراب القلق يعاني المريض من أفكار متكررة ومقلقة (هواجس) تحاول السيطرة عليه بإكراهه بتكرار سلوكيات معينة).

اقرئي أيضًا: متى تلجئين إلى الطبيب النفسي؟

كيفية التعامل مع الشخصية الوسواسية

إذا كنتِ تشكين في أن زوجك مصاب باضطراب الشخصية الوسواسية. إليكِ بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدته:

1. تفهمي سبب قلقه، يريد زوجك فعل الشيء الصحيح. عندما يصبح عنيدًا و غير مرن، فغالبًا ما يكون قلقه مرتفعًا جدًا. افعلي ما في وسعك لتقليل قلقه، واسألي نفسك إذا كنتِ تلعبين أي دور في قلقه، على سبيل المثال إذا شعر بالمسؤولية عن إنجاز كل شيء، فمن المرجح أن يغضب لأنه يخشى ألا يتم الأمر بشكل صحيح، ويُلقى اللوم عليه.
2. طمأنيه بأنه ليس في حاجة إلى أن يكون كاملًا، ووضحي كيف أن كماليته تؤذيه، وشجعيه على الذهاب إلى العلاج الفردي ولكن بطريقة لا تحفزه للدفاع عن النفس، واختاري الوقت المناسب، مثال: إخباره بأنه يعاني من اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية أو أنه مهووس بالسيطرة غالبًا لا ينجح. يمكنكِ إخباره أنه مدمن عمل ويحتاج مساعدة في ذلك، وأنه يمكن أن يكون أكثر سعادة مما هو عليه، وكيف أن سيطرته تعرقل تحقيق أهدافه. ويمكنكِ توضيح أثر أسلوب حياته في سلامته البدنية والعقلية. قد يكون غافلًا عن الطريقة التي يعامل بها نفسه.
3. ضعي الحدود المناسبة، على سبيل المثال، إصراره على تنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائية كل يوم لا يعني أنه يجب عليكِ القيام بذلك. وتذكري أنه لا يجب استخدام اضطرابه كعذر للسلوك المسيء أو القمعي. إذا كان يريد أن يكون مثاليًا أو مدمن عمل، فلا يجب أن يفرض معاييره عليكِ. ابحثي عن حل وسط يراعي ما هو صعب لكليكما وحاولي ألا تستسلمي لمطالب غير واقعية.
4. فكري فيما إذا كان أسلوب شخصيتك (على سبيل المثال، بسيط، أو يسعد الناس، أو خاضع) يصّعب توازن العلاقة ويجعلك عرضة لهيمنته، فمن المهم الحصول على الدعم لتغيير التوازن في العلاقة.
5. أخبريه أنه إذا ترك السيطرة قليلًا وأمضى بعض الوقت معكِ، أو قال شيئًا لطيفًا، أو أبطأ من عمله واستمع إليكِ، أنكِ لاحظتِ ذلك وأنكِ تقدريه. هذا يزيد من احتماليه حدوثه مرة أخرى.
6. تذكري أنه على الرغم من الطريقة التي يتصرف بها، فإنه بحاجة إلى الحب، وربما إلى التواصل معكِ. وغالبًا ما يوجد شيء لديكِ يفتقر إليه ويحتاج إليه منكِ مثل الفكاهة أو اللطف أو الحساسية أو الكرم أو القدرة على الاسترخاء.

  اقرئي أيضًا: كيف تساندين زوجك فى مشكلاته؟

مَن يعانون من اضطراب الشخصية الوسواسية عادةً لا يعتقدون أن لديهم مشكلة، ويقاومون الحصول على المساعدة. قد يكون من الصعب حملهم على الذهاب إلى الاستشارة أو العلاج، إذا كان زوجك غير مستعد للاعتراف بأن حياته غير متوازنة، وإذا لم يتحمل المسؤولية عن كيفية معاملتك، فمن المهم حماية نفسك، لا تدعي حالته تصبح محور حياتك، فيمكن أن يصبح ذلك إلهاءً عن أهدافك وسعادتك.

اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بالصحة على "سوبرماما".