الخوف المرضي

الخوف شعور فطري يولد لدينا منذ الصغر مع بدء إدراكنا لما حولنا، وينشأ كرد فعل للمخاطر والتهديدات النفسية والجسدية والعاطفية المختلفة، وبالرغم من أنه إحساس سلبي، فإنه في الواقع يلعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على سلامتنا، إذ ينبهنا إلى وجود خطر ما، ويحرك غريزتنا للتعامل معه. لكن في بعض الأحيان، قد يتحول هذا الخوف إلى حالة مرضية، وهو ما يُعرف بـ"الخوف المرضي"، الذي تسيطر فيه هواجس غير حقيقية على عقل المريض به، تصيبه بالقلق الزائد من مخاطر وتصورات وهمية لا أساس لها من الصحة، وهو أمر يجب التعامل معه في وقتٍ مبكر. في هذا المقال، سنخبركِ عزيزتي بأعراض الخوف المرضي، وأسبابه، وكذلك كيفية تطوره عند الأطفال.

ما الخوف المرضي؟

الخوف المرضي أحد اضطرابات القلق التي يشعر بسببها المريض بحالة من الخوف والذعر -أحيانًا- تجاه أمور بعينها، كالموت أو المرض أو لمس الحيوانات أو مواجهة الناس والوجود في تجمعات، وغيرها من الأسباب. يعد الخوف المرضي حالة طويلة الأجل، وقد تزداد حدته مع الوقت إذا لم يُعالج، وقد يحدث نتيجة محفزات غير منطقية وتصورات وهمية، وتتراوح درجاته من حالات القلق البسيطة، حتى نوبات الهلع والفزع، ومن أبرز أعراضه الجسدية:

  • سرعة ضربات القلب.
  • الشعور بألم في الصدر.
  • ضيق في التنفس.
  • التعرق.
  • القشعريرة.
  • الارتجاف.
  • اضطراب المعدة.
  • جفاف الفم.
  • الغثيان.

قد يصاحب الخوف أعراض نفسية أيضًا، فمع تطور الحالة قد يتعرض المريض للإصابة بالاكتئاب، واضطراب السلوك، واضطرابات القلق، والرهاب الاجتماعي، واضطراب الكرب التالي للصدمة، وغيرها من المشكلات النفسية التي قد يتسبب فيها الخوف الزائد إذا لم يُعالج في مرحلة مبكرة.

أسباب الفوبيا

 الفوبيا أو الرهاب أحد الاضطرابات النفسية التي تندرج تحت الخوف المرضي، وهو قلق مفرط وغير منطقي قد يصل لحد الذعر، يشعر به المريض عند مواجهة مصدر الخوف، وعلى عكس اضطرابات الخوف -التي عادةً ما تكون عامة- ترتبط الفوبيا بشيء محدد يسبب ذعرًا للمريض. تتراوح أعراض الفوبيا بين الشعور بالإزعاج حتى الخوف الشديد الذي قد يعيق المريض عن ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي، ولا يُوجد سبب محدد لها، ولكن هناك مسببات شائعة لها، مثل:

  1. الحوادث والصدمات: وفيها تحدث الفوبيا بعد تعرض المريض لحادث أو صدمة ما، كما يحدث في حالة الخوف من ركوب الطائرات لمروره بحادث طائرة، أو الخوف من الموت نتيجة لفقد عزيز، والأمر نفسه مع الأمراض الخطيرة، لإصابة مقربين له بها، والأماكن المرتفعة، خوفًا من السقوط، وحوادث التحرش والاغتصاب، وما إلى ذلك .
  2. السلوك المكتسب: هنا تبدأ الفوبيا في سن صغيرة نتيجة القلق المتزايد الذي يمارسه الآباء على أبنائهم، فيشعر الطفل بالخوف الدائم نتيجة اكتسابه هذا السلوك من والديه، وتتطور الحالة إلى فوبيا تجاه أشياء محددة، وكذلك إذا كان أحد الإخوة يعاني من فوبيا معينة، قد ينقلها إلى أشقائه.
  3. التوتر طويل المدى: التوتر سبب أساسي لمشاعر القلق والاكتئاب، التي تؤثر في قدرة المريض به على التعامل بشكل طبيعي في مواقف يومية عديدة، وبسبب الشعور بالخوف من الإحراج والارتباك الذي يمكن أن يتعرض له، تتطور حالته إلى فوبيا نتيجة لهذا التوتر طويل المدى، كما يحدث في حالات الرهاب الاجتماعي مثلًا.

الخوف المرضي عند الأطفال

الخوف عند الأطفال شعور طبيعي وجزء من تطورهم، -خاصةً صغار السن- الذين يبدؤون في استكشاف العالم من حولهم، وعادةً ما يواجه الأطفال مخاوفهم مع تقدمهم في العمر، أو قد يساعدهم آباؤهم في التغلب عليها. لكن الخوف يستمر لديهم أحيانًا لفترة طويلة، ويتحول لحالة مرضية تجعلهم يرفضون التفاعل مع المحيطين بهم، فيميلون إلى العزلة والانطواء، ومن أهم أسباب الخوف المرضي لدى الأطفال:

  1. العوامل الوراثية: قد يتعرض الطفل للخوف المرضي، إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا باضطرابات القلق، فقد يرث جينات تجعله عرضة للخوف والقلق.
  2. اضطرابات كيمياء الدماغ: تعمل الجينات على تحديد الطريقة التي تعمل بها المواد الكيميائية (الناقلات العصبية)، فإذا قلّت مستويات هذه الناقلات أو أصبحت لا تعمل بشكل جيد نتيجة مشكلة في الجينات، فقد تسبب اضطرابًا في كيمياء الدماغ، مؤديًا للعديد من الاضطرابات النفسية، كالخوف المرضي واضطرابات القلق.
  3. الصدمات:التحرش الجسدي والجنسي، وموت أحد الوالدين، والطلاق، والمشكلات الأسرية المختلفة، خاصةً التي تحتوي على عنف بدني، وإساءة معاملة للطفل، جميعها قد تتسبب في هذا المرض.
  4. السلوك المكتسب: يكتسب الطفل الشعور المستمر بالخوف والقلق، إذا كان أحد والديه يعاني من اضطرابات القلق أو الخوف المرضي، فتتطور هذه المشاعر لدى الطفل، فتصيبه بالخوف المرضي على المدى الطويل.
  5. الخجل الشديد: الخجل الشديد، وعدم الرغبة في التواصل الاجتماعي، بسبب عدم ثقة الطفل في نفسه، قد يكون واحدًا من أهم العوامل التي تصيب الأطفال بالخوف المرضي والرهاب الاجتماعي.

الخوف المرضي حالة قابلة للعلاج، ولكن الأمر يحتاج لاستشارة طبيب نفسي متخصص، خاصةً إذا وصل الخوف إلى الحد الذي يسبب العزلة، أو الامتناع عن ممارسة أنشطة يومية حيوية، وعادةً ما تعتمد الخطة العلاجية على العلاج السلوكي من خلال مواجهة مصدر الخوف بصورة تدريجية ومحكومة، بالإضافة لبعض الأدوية التي يحددها الطبيب.

للاطلاع على المزيد من المقالات المتعلقة بكل ما يخص صحة الأطفال اضغطي هنا.

العودة إلى أطفال إقرأ المقالة

مواضيع ذات صلة ب : 5 أسباب للخوف المرضي عند الأطفال

supermama