كل الأمهات تقريبًا يواجهن مشكلة مشتركة مع أطفالهن وهي عدم الاستجابة لأوامرهن، ففي الغالب الأطفال يستنزفون طاقات الأمهات قبل أن يقتنعوا بما يجب فعله ويفعلوه، فبين تناول الطعام وتنظيف غرفهم والمذاكرة والذهاب للمدرسة وغيرها من الأمور الحياتية اليومية التي تستنزف طاقات الأمهات في الاعتراض والجدال عليها كل يوم تقريبًا، تحتاج الأمهات إلى معرفة طرق إقناع الطفل بالأمور المختلفة.
في البداية لا تقلقي من طفلك المجادل، فالطفل العنيد ذو شخصية مستقلة ستحميه من الانسياق وراء أصدقاء السوء فيما بعد، فهو طفل واثق من نفسه وله رأي خاص في الحياة، واعذريه أحيانًا إذا طلبتِ منه أمرًا سريعًا في أثناء استمتاعه بنشاط آخر ولم ينتبه أو يستجب سريعًا، فنحن الكبار أحيانًا نفعل ذلك.
ولكن أيضًا يجب تعديل سلوكه بالطريقة المناسبة، حتى يكون معتمدًا على نفسه وملتزمًا بالأمور الحياتية الأساسية التي تحدث في يومه، مثل تنظيف غرفته وتناول طعامه وارتداء ملابسه وغيرها من الأنشطة.
طرق إقناع الطفل بالاستجابة للأوامر من المرة الأولى
في البداية يجب أن تعرفي أن الوصول لذلك ليس أمرًا سهلًا، سيستغرق الأمر بعض الوقت ليعتاد طفلكِ على ذلك ويتغير سلوكه، وهذا مرهون بصبركِ وطريقتكِ في التعامل معه بحزم وتفهُّم لمشاعره في الوقت ذاته، وإليكِ هنا أهم الخطوات التي تمكّنكِ من معرفة كيف يفكر طفلك والوصول لنهاية إيجابية مع طفلكِ:
- تواصلي معه: أجري محادثة كبيرة وناضجة مع طفلكِ بمجرد مرور أربع سنوات من عمره، اجلسي وتحدثي معه عن المشكلة، فقولي له على سبيل المثال: "أنا أرى أنكَ لا تنفذ ما أطلبه منكَ إلا بعد 4 أو 5 مرات، لماذا تفعل هذا؟"، وبعد إنهاء المحادثة أخبريه بأنكِ من تلك اللحظة ستطلبين منه الطلب مرة واحدة، وإن لم يستجب ستكون هناك عواقب لذلك.
- كوني واضحة بشأن نتائج فعله: لن تكون الطريقة ناجحة إذا أخبرتِ طفلكِ بأنه سيتحمل نتيجة عدم استجابته من المرة الأولى، دون أن تقولي له بوضوح ماذا ستكون النتيجة، وما العواقب التي يتحملها نتيجة عدم الاستجابة. كوني واضحة بشأن العواقب السلبية التي سيتحملها، ويجب أن تكون مرتبطة بالأمر الذي تطلبينه منه، وكذلك كوني واضحة بشأن المميزات التي ستعود عليه إن فعل المطلوب منه.
- اتركي مساحة من الوقت له: عندما يطلب منكِ أحد فعل شيءٍ ما في الحال وفي اللحظة نفسها، ستكونين مُستاءة ومن المحتمل ألا تقومي بتنفيذ الطلب في الوقت نفسه. امنحي طفلكِ إطارًا زمنيًّا مناسبًا لكل طلب، على سبيل المثال: "عليكِ الانتهاء من ترتيب الغرفة قبل الساعة الرابعة"، وفي كل مرة ذكريه بالنتيجة الإيجابية التي تعود عليه عندما ينتهي، واحرصي على ألا تكون الحوافز مادية لكن اربطيها بأمور معنوية أو مادية لكن لها علاقة بالفعل.
- ذكريه بطلبكِ مرة واحدة: بعد الاتفاق مع طفلكِ على إطار زمني محدد للقيام بالمهمة، ذكريه مرة واحدة بما تبقى من الوقت الممنوح له. في البداية لن يستجيب، ولكن بمرور الوقت وتنفيذ فكرة العواقب والإطار الزمني سيعرف أن لكل فعل عواقب واضحة ويستجيب بعدها، فالأمر يحتاج إلى الصبر والهدوء والالتزام بالاتفاق.
- اثبتي على موقفكِ: الأطفال أذكياء للغاية، وفي البداية سيختبركِ طفلكِ مرات عديدة، هل ستلتزمين بتنفيذ العواقب والحوافز المتفق عليها أم لا؟ لذلك كوني حازمة وثابتة على موقفكِ، ولا تتخلي عن أي كلمة أو وعد لكِ أمامه في هذا الموقف أو غيره من المواقف المختلفة.
- ركزي على الغاية: في طريقكِ لتعويد طفلكِ عادة جديدة إيجابية تذكري أن الأمر لا يتعلق بالتفنن في اختيار العواقب، أنت تريدين لطفلكِ أن ينجح في تخطي الأمر لترتاحي ويرتاح بعد ذلك في حياته، كلما تذكرتِ ذلك لن تعامليه بطريقة سيئة.
ولأن الجدال هو أكثر ما يستنزف طاقات الأمهات، من الآن تحكمي به بالطريقة الصحيحة.
كيفية التعامل مع الطفل المجادل
مجادلة الطفل ومناقشته أمر طبيعي بل إنه صحي ومفيد لتطوره، ولكنه إذا كان سلوكًا دائمًا لطفلك، يجب الانتباه للأمر ومناقشة الطفل وتنبيهه إلى أن الجدال ليس في كل شيء، وأنالتعبير عن رأيه أمر مقبول ولكن دون إساءة أو إيذاء للآخرين، ويمكنك التحكم في مجادلة طفلكِ لكِ طوال الوقت من خلال:
- تحكمي في الحوار: الجدال لن يبدأ إلا إذا سمحتِ أنتِ بذلك، فأوقفيه بحزم متى أردتِ.
- قدمي لطفلك العديد من الخيارات: يمكنكِ تجنب الكثير من النقاشات، إذا قدمتِ لطفلك العديد من الخيارات لما تختلفان عليه ليختار من بينها.
- كوني محددة عند الحديث مع طفلكِ: كوني موضوعية واستخدمي كلمات أقل، كذلك استخدمي حركات وجهكِ وجسمكِ للتعبير عن رأيكِ ولكن دون غضب.
- علمي طفلكِ الفرق بين المناقشة وإعطاء الحجج: فهناك فرق كبير بين إبداء الرأي والتهرب من المسؤوليات.
- ضعي القواعد مع طفلكِ: تحدثي معه عن المكافأة والعقاب الذي سيحصل عليه في حالة الجدال بطريقة غير لائقة والعكس.
- علميه طريقة طلب الإذن للنقاش: علميه كيفية انتقاء أسلوبه في النقاش وأن يكون بطريقة لائقة، وأخبريه أن الطلبات تكون على انفراد أو في المنزل، وغير ذلك سيرفض طلبه تلقائيًّا.
طرق إقناع الطفل بالمدرسة
رفض الذهاب للمدرسة أمر شائع بين الأطفال في سنوات المدرسة الأولى، ويتكرر مرة أخرى في عمر 10-12 سنة مع ازدياد المناهج التعليمية، فيمكن للطفل أن يبكي أو يتظاهر بالمرض كالمغص والصداع حتى لا يذهب إلى المدرسة، وفي هذه الحالة استعيني بالنصائح التالية:
- في البداية، تأكدي من عدم مرض طفلكِ بالفعل، ومن حصوله على ما يكفي من النوم والراحة، فالطفل من 6-12 سنة يجب أن يحصل على من 9-12 ساعة نوم.
- أظهري تعاطفكِ معه، وتحدثي معه واسأليه لماذا هو قلق اليوم؟ هل هناك شيء يزعجه في المدرسة؟ هل لديه مشكلة مع صديق؟ أم أنه منزعج من صعوبة المناهج؟ وعلى هذا الأساس تعاملي مع الموقف.
- شجعي طفلك بشيء جيد سيحدث في المدرسة أو مكافأة له على استجابته للذذهاب إليها، كرؤية أصدقائه واللعب معهم أو خروجة نهاية الأسبوع. وإذا كان قلقًا بشأن شيء قصير المدى كاختبار مثلًا، ادعميه وساعديه في وضع خطة للمذاكرة، وفي الأمور طويلة المدى تحدثي مع المتخصصين في المدرسة، وتوصلي إلى حل في أسرع وقت، حتى يعود طفلكِ سريعًا إلى طبيعته.
كيفية تشجيع الطفل على المذاكرة
تقريبًا كل الأطفال لا يحبون الواجبات المنزلية، خاصة من يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه، تعاملي مع طفلكِ من خلال هذه النصائح، ولا تفسدي يومكِ أنتِ أو ابنكِ:
- ضعي روتينًا منظمًا يساعده على التركيز.
- حددي مكانًا مخصصًا للمذاكرة كل يوم، يكون بعيدًا عن إخوته والتليفزيون، ويكون أمام الحائط دون أي شئ أمامه يشتت انتباهه.
- قسمي وقت المذاكرة في جدول واستخدمي ستوب ووتش، وأعطيه راحة من خمس لعشر دقائق كل نصف ساعة مثلًا حتى لا يمل، ويمكنكِ ترك مادة والعودة لها مرة أخرى حتى لا يمل خاصًة إذا كان لا يحبها.
- التزمي بالجدول لوقت المذاكرة وللراحة، ومع الوقت سيعتاد طفلكِ عليه.
- حفزيه بالمكافآت، فالقليل من التشجيع والتحفيز يفعل الكثير مع الأطفال.
طرق إقناع الطفل بتناول الأغذية الصحية
يشتكي كثير من الأمهات من إقبال أولادهن على تناول الطعام السريع غير الصحي ورفض الأطعمة الصحية، ولكي تتغلبي على هذه المشكلة التي تضر بصحة طفلكِ على المدى الطويل إليكِ هذه النصائح المجربة:
- تناولي الأطعمة الصحية باستمرار أمام طفلكِ: ولا تتناولي أبدًا أمامه أطعمه تنهيه عن تناولها، فلن يفعل مهما طلبتِ منه.
- اطلبي منه مشاركتكِ في إعداد الطعام: تجهيز طفلك لطبق سلطة خضروات أو فواكه سيحببه في تناوله.
- لا تقدمي له أي أطعمة ثقيلة: فالأطعمة الثقيلة المشبعة بالدهون، ستفقده شهيته تجاه باقي وجبات اليوم.