تتأثر أخلاق الطفل وتربيته بعدة عوامل منها البيئة من حوله سواء أبويه أو العائلة أو الجيران مرورًا بالحضانة والمدرسة والأصدقاء، ووصولًا لوسائل الإعلام والمجتمع الخارجي، فضلًا عن نوبات سوء المزاج بسبب مرضه أو ألمه أو ضيقه النفسي التي تسبب له نوبات هياج أو ضيق أو تطاول بالقول أو الفعل.
وقد تتأثر أخلاقه في صغره أو كبره وصولًا لسوء الخلق في التعامل مع الأبوين والإخوة والأخوات، ووصولًا للانحراف في بعض الأحيان، فكيف يمكنك التعامل مع هذه المشكلة وتعديل السلوك عند الأطفال؟ هذا ما سنجيبك عنه في هذا المقال.
أسباب سوء السلوك عند الأطفال
سوء السلوك عند الأطفال يمثل مشكلة تربوية في الأساس، ومن أهم أسباب سوء الخلق عند الأبناء:
- غياب الوالدين فعليًّا أو عاطفيًّا، إما بسفر أحدهما أو كليهما أو طلاقهما.
- بعد الوالدين المعنوي عن الأبناء.
- التدليل الزائد والإغداق عليهم ماديًّا وعاطفيًّا.
- عدم عقاب الطفل والدفاع عن أخطائه من أحد الوالدين أو كليهما.
- التأثير السيئ لأصدقاء السوء.
- التعليم السيئ والإعلام الداعي للانحراف في أغلب مواده للأسف الشديد.
كيفية تعديل السلوك عند الأطفال
وسط تلك المساوئ التي نعاني منها، يعاني الآباء في تربية الأبناء على الأخلاق القويمة، أو في تعديل سلوكياتهم وأخلاقهم السيئة، ويتساءلون كيف يمكنهم ذلك، فيما يلي نستعرض معك بعض الخطوات المهمة في تربية الطفل سيئ السلوك:
- الاتفاق بين الزوجين أولًا على شكل تربوي واحد، ثم على طريقة واحدة للتقويم عند الحاجة، حتى لا يهدم أحدهما ما يبنيه الآخر.
- اختيار مدرسة جيدة للطفل، لا أتحدث هنا عن فكرة هل المدرسة أزهرية لتعليمه دينه أم مدرسة راهبات أم غير ذلك، فهذا يعود لتقديرك لأهمية تعليم وبناء شخصية طفلك. وإنما أتحدث عن مستوى المدرسة ومستوى إدارتها وطلابها واهتمامها بالتربية قبل التعليم. ومن المهم بالطبع ربط الطفل بدينه، فالأديان السماوية كلها تحض على الأخلاق والسلوك الجيد.
- كوني أنت وزوجك قدوة لأطفالك في السلوك والألفاظ والتعامل مع الآخرين، فمن غير المنطقي أن تقولي لطفلك لا تسب وهو يراك تسبين جارتك عند حدوث خلاف وهكذا.
- عدم إهمال التوجيه، وتوضيح الصواب في كل موقف دون انتقاد، فالتذكِرة من أهم وسائل التربية.
- التواصل الإيجابي مع الطفل، والاجتهاد في التفكير معه، وإعطاؤه الفرصة لإيجاد الحلول والبدائل.
- عدم الإساءة للطفل، وعدم اللجوء إلى العنف اللفظي أو الجسدي في تقويمه.
- الاهتمام بمعرفة أصدقائه وأسرهم، ومستوى تلك الأسر أخلاقيًّا واجتماعيًّا، ومحاولة تشجيع العلاقات الطيبة، وذلك بالسماح له بدعوة أصدقائه إلى المنزل أحيانًا.
- إشراك الطفل في أنشطة موثوقة دينيًّا وثقافيًّا ورياضيًّا، فهذه الأنشطة هي أهم سبل ملء وقت فراغه أولًا، ولزيادة فرص الصداقات الجيدة في حياته.
- التهديد بعد التصرف السيئ وشرح المشكلة ووضع عقوبة رادعة لها.
- وضع تصور للعقاب على الأخطاء، وتنفيذ العقوبة بحزم، وعدم التسويف أو التراخي في تنفيذ هذه العقوبة.
- وضع عقوبات أخرى تدريجية إن استمر السلوك أو الخلق السيئ في التعامل.
- من المهم جدًّا إرساء مبدأ العدل في التعامل بين الأبناء، حتى لا يكون هذا سببًا للخلاف، ولمزيد من التمرد والسلوك السيئ.
- الانتباه لسلوكيات كل ابن على حدة، فقد يكون أحدهما سليط اللسان بالفعل وعليك تقويمه، لكن قد يكون الآخر مستفزًّا يثير شقيقه. وفي هذه الحالة، لا تعاقبي سيئ الخلق فقط، وإنما قوّمي سلوك الآخر أيضًا.
- بالنسبة للذكور، يجب الانتباه لهم ولتصرفاتهم عند بدء سن المراهقة، فهذه مرحلة حساسة جدًّا، وعليك أنت ووالده أن تشرحا له مفهوم الرجولة، وأنها لا تكمن في السيطرة وضرب الأضعف بل هي خلق حسن وشهامة وصبر.
- اكتشاف مواهب ابنك، ومساعدته على تنميتها وإبرازها واستخدامها.
- عدم اللجوء للعنف أبدًا مع المراهقين، سواءً كانوا ذكورًا أو إناثًا.
- بناء صداقة قوية مع أبنائكم -خاصة المراهقين- ولا مانع أن تكون البداية منك ومن زوجك فتبثان الشكوى والمشاكل والهموم لهم من العمل وغيره وتأخذان رأيهما فيها، فهذا مما يبني ثقتهم بأنفسهم ويشعرهم بالنضج أيضًا.
- توزيع أعمال المنزل على الجميع ذكورًا وإناثًا، ولتكن بالتبادل مثل غسل الأطباق، وترتيب الشقة، ونشر الغسيل وتطبيقه، وشراء مستلزمات المنزل، وإلقاء القمامة... وغيرها.
- الصبر على إحداث التغيير، فإصلاح السلوك يتطلب وقتًا طويلًا.
- أخيرًا، اللجوء لاستشاري تربوي وأخصائي تعديل سلوك، إن نفدت كل الوسائل أمامك لتقويم ابنك بكل الطرق السابقة.
ما مدى نجاح طرق تعديل السلوك عند الأطفال؟
لنقل إن الأمر الأساسي هنا يكمن في الصبر والاستمرارية على نمط واحد من التعامل، وعدم التبرير أو التعاطف مع السلوكيات السيئة للابن مهما كانت الأسباب، ووضع خطوط حمراء حاسمة لا يسمح للابن بتجاوزها، وأيضًا التوافق التام بين الزوجين في إتمام هذه المهمة التي تحتاج منكما إلى صبر.
اعلمي عزيزتي أن تعديل السلوك عند الأطفال عملية تحتاج لكثير من الصبر والوعي والاطلاع من جانب الوالدين، وبالطبع الإصرار على تحقيق الهدف، وهي المهمة التي ستنسين شقاءها بمجرد ملاحظة نتائج ما تفعلينه على طفلك.
المزيد من المقالات حول تربية الأطفال تجدينها عبر هذا الرابط.