وقت دخول المدارس يحمل بعض الضغوط على الطفل والأم، وقد يجعل علاقتهما متوترة معًا، وأيضًا يمكن أن يؤثر على سلوكيات الأطفال في المدرسة، ولكن قبل البحث عن حلول لسلوكيات أطفالك التي تزعجك، اعرفي سبب تغيير سلوكياتهم وارتباطها بالمدرسة.
لماذا تتغير سلوكيات الأطفال في المدرسة؟
دخول المدارس وقت صعب على الأسرة والطفل، فالتغييرات الكبيرة في مواعيد النوم والأكل وطبيعة اليوم، والانتظام في الروتين والدراسة والتعرف على أشخاص جدد وعلاقات جديدة، إلى جانب ما يحدث بين الطفل وزملائه، وأسباب أخرى عديدة، كلها أشياء تسبب له توتر وتتسبب في تغيُر سلوكه دون قصدٍ منه.
وهذه هي أسباب تغير سلوك الطفل في سن المدرسة:
- لفت الانتباه: بعض الأطفال يرغبون دومًا للفت الانتباه، وتكون سلوكياتهم في المدرسة إحدى طرق لفت الانتباه التي يتبعها الطفل. وفي هذه الحالة يكون الاهتمام بهم هو الطريقة الصحيحة للتعامل معهم والتخلص من سلوكياتهم المزعجة.
- شخصية الطفل القيادية: الأطفال ذوو الشخصيات القوية لا يتكيفون مع نظام المدرسة، وهو ما يظهر في سلوكهم المتمرد. فقط تحدثي مع طفلك وتعرفي على طلباته، وتوصلا معًا لحلول مناسبة.
- الانتظام في الأكل والنوم: تتغيّر عادات الأكل والنوم مع دخول المدرسة، فأصبح مفروضًا على طفلك تناول الطعام في أوقات محددة والنوم في أوقات محددة، وهذا الأمر قد لا يناسب بعض الأطفال ما يجعلهم متوترين ويدفعهم للقيام بسلوكيات خاطئة. لذلك عليكِ تجنب الضغط عليه للنوم فجأة دون إرادته، بل عليكِ تهيئة المنزل تمامًا قبل الدخول إلى السرير، وقضاء وقت ممتع معه على السرير قبل النوم.
- طبيعة نشاط الطفل وحركته: إذا كان الطفل بطبيعته بطيء الحركة، ولا ينجز مهامه سريعًا، ستسبب له المدرسة ضغطًا زائدًا على نفسيته، بسبب كثرة المتطلبات المتعلقة بها، لذلك ساعديه واعطيه الوقت الكافي لكل مهمة مطلوبة منه.
- الإحباط: إذا كان طفلك يحب حل الواجبات بطريقة مثالية ولم ينجح سيصاب بالإحباط، وسينعكس على سلوكه، فيجب أن يتعلم المرونة وكيفية تقبل الفشل وإعادة المحاولة، وهذا لن يحدث مع العصبية، اتركيه يهدأ وحاولي معه مرة أخرى. أما الطفل الذي لا يحب الجلوس ولا يطيق حل الواجبات، يمكنك تقسيم وقت الواجب إلى أوقات صغيرة يأخذ بعدها راحة ثم يعود مرة أخرى وبهذا يتعلم دون ضغط.
- التشتت: بعض الأطفال يتشتتون بسهولة، ما يجعلهم يعانون من بعض الصعوبات عند المذاكرة، احرصي على أن يجلس وقت المذاكرة في مكان خالٍ من الأشياء التي تلفت انتباهه.
- الروتين: كثير من الأطفال يكرهون الروتين، والمدرسة لها روتين محدد داخلها وفي البيت أيضًا، لذلك اكسري الروتين من خلال تغيير مكان المذاكرة أو شراء قلم جديد كل فترة لكسر روتين المذاكرة.
- الأصدقاء الجدد: التعرُّف على أشخاص جدد إذا كان طفلك من النوع الهادئ الخجول الذي لا يعتاد بسرعة على الأشخاص، سيسبب له صعوبة في بداية الدراسة حتى يتكيف معهم، فلا تضغطي عليه ولا تشعريه بوجود مشكلة. اتركيه يحكي ما يشعر به ولا تعطيه حلولًا، وامنحيه أحضانًا وقبلات وعبارات، مثل: "أشعر بك" و"كل شيء سيكون على ما يرام".
- القدرة على التعبير عن المشاعر: هناك أطفال لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم وكتومون، فيجب عليكِ احتواء هذا الطفل قبل أن يصاب الطفل بالاكتئاب. واعلمي أن الوقت الذي تقضينه مع طفلك الكتوم بمفردكما هو الحل لمعرفة كل ما يدور داخله دون سؤاله بطريقة مباشرة، بهذه الطريقة يمكنكما التواصل.
- ردة فعل لتصرفاتك معه: هذا السبب أقل شيوعًا، ولكنه يحدث مع بعض الأطفال بسبب مشاعرهم السلبية تجاه والديهم بسبب معاملاتهم السيئة لهم، فيكون التمرد والسلوكيات المزعجة هي طريقتهم في التعبير.
وهذه أكثر سلوكيات الأطفال الخاطئة شيوعًا وطرق التعامل معها:
كيفية التعامل مع الطفل كثير الكلام والحركة
الطفل كثير الكلام، هو طفل ذكي يدور في باله كثير من الأسئلة، فهذا النوع من الأطفال داخله كلام كثير يريد قوله، قد يزعجك كأم مقاطعته للآخرين وحركته المستمرة، ولكن على الجانب الآخر فهو لديه صفات حميدة كثيرة، ويحتاج فقط إلى تعلم التحكم في رغباته بالحركة أو الكلام مع تقديم دعمك له من خلال:
- خصصي وقتًا كل يوم للاستماع له بإنصات، والتركيز فيما يقوله.
- أعطيه كرة ليضغط عليها كلما شعر بالرغبة في الكلام، حتى يتعلم ضبط النفس، وهي مهمة في وقت المدرسة.
- العبي معه لعبة الصمت بأن تحددا وقتًا للصمت، والشخص الذي يتكلم يكون هو الخاسر.
- تحكمي في غضبك من كثرة الكلام والحركة، واحصلي على فترة راحة في وسط اليوم من 10-15 دقيقة، افعلي فيها شيئًا يسعدك، بينما يلعب أطفالك أو يشاهدون الكرتون.
التعامل مع الطفل الحركي الفوضوي
- الفوضى وبعثرة الأشياء في كل مكان أمر محبط للغاية للأمهات، ضعي قواعد منظمة يسير عليها الأطفال ومناقشتهم فيها لاحقًا، ولا مانع من عمل بعض التغييرات المنطقية فيها بناءً على طلبهم، حتى تضمني التزامهم بها.
- ساعدي أطفالك على الترتيب من خلال وضع أغراضهم المختلفة في صناديق تخزين مختلفة مقسمة حسب النوع الموضوع فيها، وستكون الصناديق الشفافة مناسبة إذ يكون من السهل عليهم رؤية ما بداخلها.
- وفري لهم مساحة كافية للعب فيها، على أن ينظفوها بعد أن ينتهوا.
تعديل سلوك الطفل العنيد
الطفل العنيد هو طفل ذكي ومحدد ومبتكر وله رأي، ولكن في الغالب يحدث معه كل يوم شجار حول المهام الأساسية اليومية، كالنوم في الميعاد وتناول الطعام، ولكن الاستسلام لعند الأطفال حتى دون قصد يزيد الأمر سوءًا. وللتعامل مع هذا النوع من الأطفال اتبعي هذه الطرق:
طرق التعامل مع الطفل العنيد
- استمعي إلى طفلك جيدًا: فحتى يسمعك طفلك ويتواصل معك، افعلي الأمر نفسه معه، فقد يكون العند بسبب إحساسه بعدم الرغبة في سماعه، فالإجبار على الأفعال يدفعه إلى التمرد. لذلك اجلسي بجانبه واقتربي منه واسمعيه، وناقشيه ولا تعطيه الأوامر دون نقاش، واحترميه واحترمي رأيه، حتى يفعل الشيء نفسه معك.
- أعطيه خيارات: فمثلًا قبل ميعاد النوم، بدلًا من أن تخبريه بأنه حان موعد نومك، اسأليه أي قصة تريد قراءتها قبل النوم، وإذا أخبرك بأنه لا يريد النوم، أخبريه بكل هدوء أنها لم تكن أحد الخيارات. وكذلك إذا كان يصمم على ارتداء ملابس معينة في كل مرة، أعطيه خيارين أو ثلاثة على الأكثر.
- حافظي على هدوئك: فالصراخ في وجهه لن يحل المشكلة، بل سيزيدها تعقيدًا، ساعديه واشرحي له الأسباب والنتائج، واستعيني بتمارين التأمل أو استمعي إلى الموسيقى الهادئة.
- راجعي سلوكك أنت ووالده: فسلوككما أمامه يؤثر عليه بشدة، هل أنتما متمردان وعنيدان أو أحدكما، وتقولان لا بكثرة؟
- العبي معه لعبة نعم: اسأليه هل تود الذهاب غدًا إلى النادي؟ ومع التكرار سيتعلم قول نعم.
- ضعا معًا النظام والقواعد: ولكن تابعي تنفيذها باستمرار، وكافئيه عند الالتزام بها.
- امدحي سلوكه الإيجابي: ولأن الطفل العنيد يريد أن يلفت النظر بأفعاله، امدحي سلوكه الإيجابي دومًا.
- علميه كيف يطلب ما يريد بطريقة جيدة: ولكن تحكمي في الجدل ففي النهاية أنت أمه.
لا تنزعجي من طفلك العنيد بل طبقي أفضل الطرق للتعامل معه، فهؤلاء الأطفال يحققون نجاحات كبيرة في دراستهم ويجيدون اختيار مجال عملهم المناسب، ولا ينساقون وراء أصدقائهم في الأفعال الخاطئة.
شاهدي بالفيديو: كيف تتعاملين مع الطفل العنيد؟