ارتفاع درجة الحرارة حالة شائعة بين الأطفال، وهو استجابة طبيعية للجسم لمحاربة العدوى والأمراض البكتيرية والفيروسية، كالسعال ونزلات البرد وغير ذلك. عادة تبلغ حرارة الطفل الطبيعية 36.4 درجة مئوية، وفي حالة الارتفاع قد تصل إلى 38 درجة أو أكثر. قد تلاحظين ارتفاع درجة حرارة طفلكِ في الليل تحديدًا، لذا سنُخبركِ في هذا المقال بأسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال ليلًا، وطرق خفضها بسرعة.
أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال ليلاً
من المهم معرفة أن ارتفاع درجة الحرارة أحد أعراض التطعيمات والأمراض الفيروسية والبكتيرية، كالتهاب الأذن والحلق والسعال والنزلات المعوية ونزلات البرد والجديري المائي والتهابات المسالك البولية، وهو ليس مرضًا في حد ذاته، ولكن يُحفز الجسم خلايا الدم البيضاء لمحاربة العدوى ومقاومتها، وتنشط هذه العملية خلال الليل لذلك ترتفع الحرارة في أغلب الأوقات ليلًا، إليكِ تفصيل ذلك:
- مستوى الهرمونات في الجسم: تلعب بعض الهرمونات دورًا رئيسيًّا في تفاقم الحمى والأعراض الأخرى في أثناء الليل، ومن أهمها هرمون الكورتيزول الذي تفرزه منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الكظرية. تحتوي معظم خلايا الجسم على مستقبلات الكورتيزول، لذلك فهو يُساعد على تنظيم الوظائف المختلفة في الجسم وتوازنها، وكذلك تنظيم التمثيل الغذائي ومستوى السكر في الدم وتقليل الالتهاب وتقوية الذاكرة وتوازن الملح والماء والتحكم في ضغط الدم. يزيد هذا الهرمون خلال النهار لِيثبط الجهاز المناعي لدى صغيركِ، وبالتالي يقل نشاط خلايا الدم البيضاء في محاربة العدوى، بينما يقل إفرازه في الدم ليلًا، فتنشط الخلايا البيضاء وتحارب العدوى، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض ليلً، كالحمى والتعرق والقشعريرة والاحتقان.
- حالة الجسم ونشاطه: ينشط طفلكِ خلال النهار وتكثر حركته، وبالتالي لا يركز الجسم على أعراض المرض بسبب النشاط الدائم، بينما يميل ليلًا إلى النوم والاستلقاء أو الاسترخاء، وهو الوقت الذي يبدأ الجهاز المناعي فيه العمل ومحاربة العدوى، ما يؤدي إلى تفاقم الحمى والأعراض الأخرى.
اقرئي أيضًا: هل درجة حرارة الطفل 35 طبيعية؟
طرق خفض حرارة الطفل بسرعة
إذا بدا طفلك غير مرتاح أو متألم، فيمكنكِ إعطاءه بعض الأدوية الخافضة للحرارة، كالأسيتامينوفين أو الباراسيتامول، أوالإيبوبروفين للأطفال فوق الستة أشهر، كذلك يمكنكِ اتباع الطرق التالية لعلاجه سريعًا ومساعدته على التحسن:
- التحميم إسفنجيًّا بالماء الفاتر: امنحي طفلكِ حمامًا إسفنجيًّا باستخدام الماء الفاتر لمساعدته على التحسن والراحة، فعندما يتبخر الماء الفاتر عن جلده، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض الحمى مؤقتًا.
- استخدام الكمادات الباردة: ضعي منشفة مبللة بماء بارد ومعصورة جيدًا على مناطق جسمه المخصصة لوضع الكمادات الباردة، لخفض درجة حرارته ومساعدته على الراحة، ولا تستخدمي العلاجات القديمة كالكحول، لأنه قد يسبب خطرًا على صحته.
- ارتداء ملابس خفيفة: ألبسي طفلكِ ملابس قطنية خفيفة، حتى يتمكن جسمه من فقدان الحرارة بسرعة أكبر.
- تبريد المكان: استخدمي التكييف أو المروحة لتبريد غرفة طفلكِ، خاصة إذا كنتِ في فصل الصيف.
- تقديم السوائل: لوقاية طفلكِ من الجفاف بسبب التعرق الشديد وفقدان السوائل بسرعة خلال ارتفاع درجة الحرارة، أعطيه كمية كبيرة من السوائل كالماء ومحلول الجفاف والشوربة الدافئة، أو العصائر الطازجة الغنية بفيتامين "ج"، كعصير الليمون والبرتقال والتفاح والفراولة، لإبقائه رطبًا طوال الوقت.
- توفيرالراحة: أبقي طفلكِ مرتاحًا ومستلقيًا لمساعدة جهازه المناعي على العمل بكفاءة، وقيسي حرارته وسجليها بانتظام لمتابعة حالته، وتجنب حدوث نوبات الحمى الشديدة، ولا توقظيه إلا في حالة إعطائه الأدوية، لأن النوم سيكون مفيدًا له أكثر.
بالطبع إذا لم تفلح الطرق السابقة في خفض حرارة طفلك، فزوري طبيبًا على الفور.
اقرئي أيضًا: ما أسباب ارتفاع درجة حرارة طفلي باستمرار؟
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال ليلًا، تجنبي استخدام الماء البارد عند إعطاء طفلكِ الحمام الإسفنجي، لأن ذلك يتسبب في ارتعاشه، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته أكثر، ولا تعطيه أي أسبرين، لأن هذا قد يُسبب له متلازمة راي، وهي مرض عصبي نادر قد يهدد حياته.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم بصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم تغذية وصحة الأطفال.