شلل الأطفال مرض معدٍ يسببه فيروس يعيش في الحلق والأمعاء، وينتقل بين الأشخاص ليصيب المخ والنخاع الشوكي، وقد كان المسبب الرئيسي للإعاقات قبل اكتشاف التطعيم الخاص به عام 1955 ميلاديًّا، وقد اختفى هذا المرض بفضل التحصينات منه في بلدان عديدة، إلا أنه لا يزال موجودًا ببعض البلدان النامية، وهو تطعيم مدرج في جداول التطعيمات، وينصح به الأطباء، ويجب على الطفل أخذه قبل سن الذهاب للمدرسة، وينقسم إلى تطعيم فموي، وآخر على هيئة حقن. في هذا المقال نركز أكثر على خطورة عدم أخذ تطعيم شلل الأطفال، وأضرار عدم إعطائه للطفل، وما الذي يمكن للأم فعله إن فوّت الطفل جرعة منه أو لم يأخذه، فواصلي القراءة.
جرعات تطعيم شلل الأطفال
أولًا يجب أن نذكر الجرعات المطلوب إعطاؤها لطفلك لكلٍّ من نوعي التطعيم، فمثلًا التطعيم الذي يؤخذ على هيئة حقن، يجب أن يأخذه الطفل على أربع جرعات في المراحل العمرية الآتية:
- الجرعة الأولى في سن الشهرين.
- الجرعة الثانية في سن أربعة أشهر.
- الجرعة الثالثة بين 6-18 شهرًا.
- جرعة منشطة بين عمري أربعة إلى ستة أعوام.
لكن إن كان الطفل سيسافر لمنطقة موبوءة بالمرض، فيمكن تعجيل جرعاته كالآتي:
- جرعة في عمر ستة أسابيع أو أكبر.
- الجرعة التالية لها بعدها بأربعة أسابيع أو أكثر.
- الجرعة الثالثة بعد الجرعة الثانية بأربعة أسابيع أو أكثر.
- الجرعة الرابعة بعد ستة أشهر أو أكثر من الجرعة الثالثة.
عند عدم استطاعة الطفل تكملة جرعاته، يجب استكمالها في المنطقة المسافر لها أو عند رجوعه.
أما جرعة تطعيم شلل الأطفال الفموية، فتؤخذ كنقطتين أربع مرات في حياة الطفل، وإن كان سيسافر لمنطقة موبوءة أو في فترات انتشار المرض، فيمكن إعطاؤه جرعات منشطة.
لا يخفى على أحد أهمية تطعيم شلل الأطفال في الوقاية من المرض، وأن عدم إعطائه للطفل يعرضه للعدوى، خاصة الأطفال الأصغر من خمس سنوات، فهذا المرض ينتشر بين الأشخاص عن طريق الاتصال المباشر، أو تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة ببراز المصاب، وقد لا تظهر على المريض أعراض، وقد يتعافى دون مضاعفات، لكن في بعض الأحيان قد يتطور المرض في الأطفال، ويسبب الشلل في الذراعين أو الرجلين، ويكون دائمًا أو قد يؤدي للموت بسبب شلل عضلات التنفس، وليس له علاج، لكن التطعيم يقي منه.
أضرار عدم أخذ تطعيم شلل الأطفال
كما قلنا سابقًا، عدم إعطاء الطفل التطعيم يعرضه للإصابة بشلل الأطفال، خاصة في الدول التي يزداد فيها خطر العدوى، لكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يجب إعطاؤهم التطعيم وهم:
- أصحاب رد الفعل المناعي التحسسي الشديد لجرعة تطعيم شلل الأطفال السابقة.
- أصحاب الحساسية الشديدة تجاه المضادات الحيوية "النيومايسين" و"البوليميكسين ب" و"الستربتومايسين".
- النساء الحوامل لأنه ظهرت أعراض جانبية على بعضهن، لكن إن كانت الحامل في خطر الإصابة فيجب التحدث مع الطبيب.
- المرضى بمرض شديد أو متوسط، إذ يجب أن ينتظروا حتى الشفاء.
عادة لا يفضل إعطاء البالغين التطعيم، وذلك لأن معظمهم تم تطعيمه صغيرًا، لكن يجب إعطاؤهم جرعة تنشيطية في الحالات الآتية:
- السفر لبلد شهير بانتشار شلل الأطفال فيه.
- من يعملون في المعامل، ويحتكون بالعينات التي قد تحتوي على فيروس شلل الأطفال.
- أفراد الطاقم الطبي الذين يتعاملون مباشرة مع مرضى مصابين بشلل الأطفال.
وقتها يُنظر إلى التطعيمات التي أخذها الشخص من قبل، فإن أخذ جرعة أو جرعتين، فيجب تكملتهما، حتى إن مر وقت طويل على جرعة التطعيم السابقة، وإن لم يأخذ البالغ أي تطعيمات من قبل، وكان من الأشخاص السابق ذكرهم المتعرضين للخطورة، فيجب أن أخذ التطعيمات كالآتي:
- الجرعة الأولى في أي وقت.
- الجرعة الثانية بعد الأولى بشهر أو شهرين.
- الجرعة الثالثة بفاصل من 6-12 شهرًا من الجرعة الثانية.
ماذا أفعل إن فوت طفلي جرعة تطعيم شلل الأطفال؟
إن فاتت الطفل جرعة من جرعات تطعيم شلل الأطفال، يجب تعويضه بأخرى في أقرب فرصة، واستشارة الطبيب، فهو الأعلم بحالة الطفل، وإن كان مناسبًا إعطاؤه الجرعة أم لا، وإن تلقى الطفل التطعيم ناقصًا أو لم يتلقه كاملًا، فبعد استشارة الطبيب يمكن إعطاؤه الجرعات المناسبة المكملة لما أخذها بحسب سنه، مع الفصل بينها بمدة مناسبة، خاصة إن كان الطفل أصغر من خمس سنوات، وهي الفئة المستهدفة الأكثر عرضة للمرض، وفي حالة عدم تلقى الطفل جرعاته كاملة، يجب تكملتها بفواصل يحددها الطبيب، كما في حالات الكبار الذين لم يسبق لهم التطعيم السابق ذكرها.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى خطورة عدم أخذ تطعيم شلل الأطفال، وأضرار تفويت الطفل التطعيم، لا ينبغي أن تقلقي من التطعيم إلا إن كان طفلك شديد الحساسية له، وكل ما قد يظهر من آثار جانبية لا يتعدى احمرار مكان الحقن، والشعور بألم خفيف، وارتفاع بسيط في الحرارة. لذا لا يجب عليكِ القلق إزاء الشائعات الدائرة حول تسبب هذا التطعيم في التوحد، فلا يوجد دليل علمي موثق على ذلك.
تعرفي إلى مزيد من النصائح في كيفية التعامل مع المشكلات الصحية التي قد تواجه صغاركِ في قسم تغذية وصحة الأطفال.
العودة إلى أطفال