يواجه تشخيص حالات ارتفاع درجات الحرارة المتكرر العديد من التحديات، إذ يصعب تحديد أسبابه بسهولة، ويعتمد الأمر على استبعاد الأسباب الشائعة للوصول إلى التشخيص الصحيح، ومعرفة سبب ارتفاع الحرارة، سواء كان عدوى فيروسية أو بكتيرية أو سببًا آخر. لكن لحسن الحظ، معظم الأطفال المصابين بارتفاع درجة الحرارة المتكرر تقل أعراضهم كثيرًا عند البلوغ، بسبب تطور جهازهم المناعي ونضوجه، لكن هناك بعض الأطفال الذين يواجهون ارتفاعًا خطيرًا في درجات الحرارة، ويحتاجون معه لرعاية خاصة. في هذا المقال نستعرض معكِ أهم أسباب ارتفاع درجة الحرارة المتكرر عند الأطفال، والحالات التي تستدعي القلق.
أسباب ارتفاع درجة الحرارة المتكرر عند الأطفال
الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة عن 37.9 درجة مئوية، تحدث نتيجة العديد من العوامل المُمرِضة التي من أكثرها شيوعًا، ارتفاع الحرارة بسبب العدوى الفيروسية أو البكتيرية، التي تُشفى بذاتها في غضون أسبوع على الأكثر. لكن في بعض الحالات، قد يمتد ارتفاع الحرارة لأكثر من ذلك، أو يعود مرة أخرى بعد شفاء الطفل منه. هنا نستعرض معكِ أسباب تكرار هذا الارتفاع في درجة الحرارة عند الأطفال، الذي تتخلله فترات من الانخفاض، وقد يرجع سبب هذا الارتفاع للإصابة بعدوى، وقد لا تكون سببًا فيه، إليكِ التفاصيل:
ارتفاع الحرارة بسبب العدوى
وتنقسم أسبابها للآتي:
- العدوى الفيروسية: مثل فيروسات البارفو، و"ب 19"، و"إبشتاين بار"، وتكرار الإصابة بفيروس الهربس.
- العدوى البكتيرية: مثل الحمى الراجعة أو الناكسة التي تسببها البكتيريا اللولبية، المعروفة بـ"البوريليا"، وحمى الخنادق بسبب بكتيريا "البروتونيلا"، وحمى عضة الجرذ بسبب بكتيريا "الحُليزنة الصغيرة"، ومرض الراعوم الذي تسببه بكتيريا "البيركهولدرية الراعومية"، وداء "ويبل" المتسبب فيه بكتيريا "تريفريما ويبلي"، ومرض المكورات السحائي المزمن، الذي تسببه بكتيريا "النيسرية السحائية"، والتهاب الشغاف العدوائي، ويسببه العديد من البكتيريا، كالبكتيريا العنقودية والعقدية والمعوية، والتهاب الأقنية الصفراوية دون الحاد، والخراريج كالتي تهاجم الأسنان، والتهاب العظم ونخاعه والدرن.
- العدوى الفطرية: مثل داء النوسجات بسبب فطر النوسجة المغمدة، وحمى الصحراء بسبب فطر الغبيرات الكروانية.
- العدوى الطفيلية: مثل الملاريا، وداء الليشمانيات الحشوي.
ارتفاع الحرارة بغير عدوى
وتنقسم أسبابها للآتي:
- الأمراض الجيبية: أو الناتجة عن الاضطراب المناعي، مثل: مرض كرون، وبهجت، والذئبة الحمراء، والتهاب العضلات والجلد، والحمى الروماتيزمية، والتهاب الساركويد، والتهاب الكبد الورمي الحبيبي.
- متلازمات الحمى الدورية: أو المتلازمات الالتهابية الذاتية، وهي الأمراض التي تمتاز بنوبات متكررة من الالتهابات المصيبة لعضو واحد بالجسم أو الجسم كله، مثل: قلة العَدِلات الدورية، ومتلازمة (الحمى الدورية والتهاب الفم القلاعي والتهاب البلعوم والتهاب العقد الليمفاوية) أو متلازمة "بفابا"، وحمى البحر المتوسط، ومتلازمة فرط الغلوبولين المناعي د، مع الحمى الدورية، ومتلازمة البرد العائلي الالتهابية الذاتية، ومتلازمة "مايكل ويلز"، والمرض الالتهابي متعدد الأجهزة وليدي البدء، وحمى "هيبرنيان"، والالتهاب المفصلي الروماتويدي اليفعي.
- الأورام السرطانية: تتسبب أيضًا في ارتفاع درجة الحرارة المتكرر عند الأطفال.
- أمراض فرط التحسس: مثل التهاب فرط التحسس الرئوي، والحمى من منشأ دوائي، وداء "ويبر كريستيان".
- بعض الحالات الأخرى: مثل متلازمة سويت"، ومرض "فابري"، وعدم الحساسية الخلقية للألم مع عدم التعرق، وخلل التنسج الأديمي الظاهر ناقص التعرق، وفقر الدم المنجلي، ومرض "كاسلمان"، ومتلازمة "إردهايم تشيستر"، ومرض "كيكوتشي فوجيموتو"، والسكري الكاذب، واضطرابات الجهاز العصبي المركزي.
أسباب ارتفاع الحرارة المتكرر في الأطفال متعددة، لذا يصعب تشخيص المرض بسهولة، إلا أن معرفة وقت ارتفاع درجة الحرارة، وفترات تكرارها، والأعراض المصاحبة لها، والتاريخ المرضي للطفل، يساعد الطبيب في تشخيص حالته، وقد يطلب الطبيب بعض التحاليل الجينية مع الفحص للتأكد من التشخيص.
متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيرًا عند الأطفال؟
الأطفال معرضون كثيرًا للإصابة بارتفاع الحرارة، إذ لا يوجد طفل لم يتعرض لها، لكن يجب الذهاب للطبيب فورًا في الحالات الآتية:
- إن طالت مدة الحمى عن خمسة أيام.
- إن كان الطفل رضيعًا أصغر من ثلاثة شهور.
- إن زادت درجة حرارة الطفل على 40 درجة مئوية.
- إن لم تستجب الحرارة للكمادات وخافضات الحرارة.
- إن أخذ الرضيع تطعيمًا في الفترة الأخيرة، وكانت حرارته فوق 38.8 درجة مئوية.
- إن حدث للطفل تشنجات حرارية.
- إن صاحب ارتفاع الحرارة مشاكل في التنفس، وآلام في المعدة، وطفح جلدي، وتصلب في الرقبة، وصعوبة في البلع، وتورم.
- إن كان لدى الطفل مشكلات في المناعة، أو يأخذ أدوية لتثبيطها.
- إن كانت حالة الطفل العامة غير جيدة، أو كان متغيرًا عن حالته الطبيعية، أو أكثر هدوءًا أو تهيجًا، أو لا يأخذ كفايته من السوائل (إن كان رضيعًا لا يبلل على الأقل أربع حفاضات يوميًّا، وإن كان كبيرًا لا يتبول لمدة تصل لثماني ساعات).
وختامًا، بعد تعديدنا لكثير من أسباب ارتفاع درجة الحرارة المتكرر عند الأطفال، والحالات التي يكون فيها هذا الارتفاع خطيرًا، ندعوكِ عزيزتي عند ارتفاع حرارة طفلك لقياسها دوريًّا بالترمومتر، قبل إعطائه الخوافض وبعده أو عمل كمادات، وتسجيل القراءة في ورقة وأخذها معكِ للطبيب، لمساعدته في تشخيص حالة طفلكِ.
للاطلاع على المزيد من المقالات المتعلقة بكل ما يخص تغذية وصحة الأطفال اضغطي هنا.