قد يصيب جدران الشرايين التهاب يتلفها ويتداخل مع سريان الدم فيها وينقصه بسبب تضيقها، وبحسب الشريان المتضرر ودرجة تأثره يختلف نوع الالتهاب، ففي نوع "تاكاياسو" تلتهب جدران الشريان الأورطى وتفرعاته العليا فتتندب وتتليف، وفي الالتهاب الصدغي يتأثر الشريان الصدغي السطحي، والشرايين المغذية للرأس والعينين والفك، وفي التهاب الشرايين العقدي الكلي تتأثر الشرايين المتوسطة والصغيرة الحاملة للدم من القلب للأعضاء والأنسجة. تعرفي معنا إلى أسباب هذا المرض وأعراضه وطرق علاجه.
أعراض التهاب الشرايين
تختلف أعراض هذا المرض بحسب نوع التهاب الشرايين، فكل نوع له أعراضه التي تميزه، وكذلك المضاعفات المحتملة بحسب الشريان المتأثر كالآتي:
- التهاب الشرايين "تاكاياسو": يزداد سُمك الشريان الأورطي مع الوقت، وتضيق التفرعات العليا والسفلى له، ويضيق مع الوقت ما يقلل وصول الدم والغذاء لأجزاء الجسم، مع تلف التفرعات الرئيسية للأورطى -خاصة العليا- فيقل نبض الجسم، وقد يختفي في الجزء الأعلى منه، ويؤدي إلى فقدان البصر وأمراض القلب والإغماء وآلام العضلات والمفاصل والإجهاد والحمى والتعرق الليلي وفقدان الوزن. مع تطور المرض قد يصاب المريض بأم الدم الأبهرية (تمدد الشريان الأورطى)، وهو مهدد للحياة.
- التهاب الشريان الصدغي: قد تشبه أعراضه الإنفلونزا، فيشعر المريض بالصداع الشديد والحمى وآلام الجسم وفقدان الشهية والإجهاد، وقد تؤلم الشرايين على جانب الرأس عند لمسها، فإن تطور الالتهاب فقد يقل وصول الدم لأعصاب الوجه والفك والعين، ما قد يؤدي لفقدان البصر وألم الفك وفروة الرأس، لكن بشكل عام هذا المرض نادرًا ما يهدد الحياة.
- التهاب الشرايين العقدي الكلي: تختلف الأعراض من شخص لآخر بحسب الأوعية الدموية المتضررة، لكنها تبدأ بأعراض تشبه الإنفلونزا، كالصداع والحمى وآلام المفاصل والعضلات مع الإجهاد والضعف وفقدان الشهية، وقد يحدث طفح جلدي فتظهر تقرحات شبيهة بالكدمات على الجلد، وإن أصيب الجهاز العصبي فقد يظهر التنميل والألم والحرقان والضعف على الأيدي والأقدام، وإن تأثرت الكلى قد يحدث فشل كلوي مع ارتفاع ضغط الدم وتورم الجسم (الوذمة)، وإن تأثرت الشرايين المغذية للقلب فقد تظهر الأزمات القلبية أو الفشل القلبي أو التهاب غشاء القلب ما قد يهدد الحياة.
اقرئي أيضًا: 10 أعراض لضعف الدورة الدموية بالجسم
أسباب التهاب الشرايين
لا أحد يعلم سبب التهاب الشرايين، إلا أن الأطباء يعتقدون أنه مرض مناعي ذاتي تهاجم فيه الخلايا المناعية جدران الأوعية الدموية الكبيرة، ما يسبب تلفًا أو تضررًا متفاوت الشدة بها، وقد تكوّن هذه الأجسام المناعية عقيدات تسمى "الأورام الحبيبية" تعيق سريان الدم للأعضاء الأخرى، ما يضعف هذه الجدران ويعرضها للتمدد والانفجار، وهنا قد يحدث نزف داخلي. كل ذلك قد يفقد الجسم الدم أو الأكسجين، ويقلل وصولهما للأعضاء، ما يسبب العمى أو الفشل القلبي أو الكلوي بحسب الشرايين المتأثرة.
قد يحدث هذا الهجوم المناعي بسبب الاختلالات الجينية، إذ تزداد فرص الإصابة بالتهاب الشرايين "تاكاياسو" لدى النساء صاحبات الأصل الآسيوي في منتصف عمرهن، بينما يصيب التهاب الشريان الصدغي السيدات فوق 50 عامًا، خاصة صاحبات العرق الشرق أوروبي، والتهاب الشرايين العقدي الكلي يشيع في الرجال بين عمري 30-49 عامًا.
كذلك قد يحدث الهجوم المناعي بسبب العوامل البيئية التي تزيد قابلية حدوث هذه الحالات، كالعدوى الفيروسية، وفي حالة التهاب الشرايين العقدي الكلي فقد يكون المرض في حالات قليلة بسبب الالتهاب الكبدي الوبائي "ب".
علاج التهاب الشرايين
يركز علاج التهاب الشرايين مبدئيًّا على تثبيط الجهاز المناعي، ثم علاج العدوى أو الالتهابات الثانوية بالمضادات الحيوية، وفي النهاية إن كانت هناك أعضاء متضررة أو تالفة، فقد يصف لها الطبيب الجراحة لتصحيح الوضع وإصلاحه، وطرق العلاج كالآتي:
- علاج التهاب الشرايين "تاكاياسو": قد يصف الطبيب أدوية الكورتيزون -كالبريدنيزون- وقد يؤخذ لمدة طويلة حتى بعد الشعور بالتحسن، أو مثبطات المناعة إن لم يستجب المريض للكورتيزون، كالميثوتريكسات والآزاثيوبرين والليفونوميد، أو الأدوية التي تعدل رد الفعل المناعي، كالإتانرسبت والإنفليكسيماب والتوسيليزوماب، مع جراحات توسيع الشرايين إن تضيقت كثيرًا.
- علاج التهاب الشريان الصدغي: العلاج الرئيسي تناول جرعات كبيرة من أدوية الكوريتزون لمدة طويلة ثم تقليلها تدريجيًّا، أو مثبطات المناعة كالميثوتريكسات، أو معدلات المناعة كالتوسيليزوماب.
- علاج التهاب الشرايين العقدي الكلي: عادة يُبدأ بعلاج البريدنيزون ثم السيكلوفوسفاميد، ومعهما مضادات الفيروسات في حالة الالتهاب الكبدي الوبائي "ب".
اقرئي أيضا: ما علاج تصلب الشرايين؟
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كل ما يخص مرض التهاب الشرايين، يجب أن تعلمي أن معظم المصابين بهذا المرض يتعافون تمامًا منه، لكن العلاج قد يستغرق عامًا أو اثنين. لذا يجب تناول الأدوية واستكمال جرعاتها، واتباع أوامر الطبيب بدقة.
الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، يحتاج منكِ إلى اتباع عادات يومية صحيحة، وممارسة التمارين، والحصول على وجبات صحية متوازنة، وهو ما يمكنكِ تحقيقه عبر نصائحنا في قسم الصحة على موقع "سوبرماما".