في الماضي كانت الأمراض المعدية هي الأشد فتكًا وخطورة على صحة البشر وحياتهم، ومع التطور العلمي الكبير منذ خمسينيات القرن الماضي، ومع تقدم طرق التشخيص المختلفة، احتل العديد من الأمراض المزمنة رأس قائمة الأمراض التي تهدد صحة البشر، مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض الكلى وغيرها.
ويشير كثير من الأبحاث العلمية إلى ازدياد انتشار الأمراض المزمنة عبر العقود الأخيرة، ولكن لا يستطيع أي أحد أن يجزم إن كانت الزيادة حقيقية في الإصابة بهذه الأمراض، أم أنها زيادة فقط في تشخيص وتوثيق الحالات.
ويعد تصلب الشرايين واحدًا من أمراض العصر المنتشرة بقوة مع نمط الحياة السريع الذي يخضع لكثيرٍ من التوتر، ويعتمد فيه كثير من الناس على الوجبات السريعة.
تصلب الشرايين بالصور
هي حالة يحدث فيها ضيق وانسداد جزئي وتصلب للشرايين، نتيجة وجود ترسبات على جدران الشرايين في جسم الإنسان، ما يؤثر سلبًا على تدفق الدم الذي يغذي أعضاء الجسم المختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة للمريض.
وتتكون الترسبات في الأساس من ارتفاع الكوليسترول والمواد الدهنية، بالإضافة إلى نواتج الحرق الناتجة عن خلايا الجسم المختلفة، وتزداد خطورة تصلب الشرايين إذا أثرت في الأساس في أحد الشرايين المغذية لأجهزة حيوية في الجسم، مثل الشرايين التاجية المغذية للقلب أو الشرايين المغذية للمخ أو الكلى.
متى تبدأ الإصابة بتصلب الشرايين؟
تبدأ الإصابة في مرحلة مبكرة من العمر، أحيانًا من الطفولة، وتتطور الإصابة عبر السنوات لتصل إلى مراحل حرجة أحيانًا بدايةً من عمر الثلاثين.
أسباب الإصابة بتصلب الشرايين
يعتقد أن أسباب الإصابة ترتبط بوجود تضرر للطبقة الداخلية المبطنة لجدار الشريان، ما يؤدي إلى ترسب النوع الضار من الكوليسترول (LDL) في المناطق المتضررة، هذا التضرر أو الإصابة التي تحدث في جدار الشريان يعتقد أن سببها قد يكون واحدًا من الآتي:
- ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
- ضغط الدم المرتفع.
- التدخين.
ويعد التدخين من أكثر العوامل التي تساعد على تطور تصلب الشرايين سريعًا.
أعراض الإصابة بتصلب الشرايين
تعتمد الأعراض بصورة خاصة على تضرر الشرايين المصابة بالتصلب:
الشريان السباتي:
وهو الشريان الرئيس الموجود في الرقبة والمسؤول عن التغذية الدموية للمخ، وتؤدي إصابته بالتصلب إلى عدد من الأعراض.
أعراض ضيق الشرايين في الرقبة
- الضعف العام.
- صعوبة التنفس.
- الصداع.
- الشعور بتنميل في الوجه.
- الشلل الجزئي أو الكامل لعضو أو أكثر.
الشرايين التاجية:
وهي الشرايين المسؤولة عن التغذية الدموية للقلب، وتؤدي إصابتها بالتصلب إلى عدد من المشكلات الصحية الخطيرة، وعلى رأسها الذبحة الصدرية والأزمات القلبية.
أعراض ضيق شرايين القلب
- قيء.
- ألم في الصدر.
- كحة.
- فقدان الوعي.
الشرايين الكلوية:
وهي الشرايين المسؤولة عن التغذية الدموية للكلى، وتؤدي إصابتها بالتصلب إلى الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
أعراض ضيق الشرايين الكلوية
- فقدان الشهية.
- تورم اليدين والقدمين.
- صعوبة التركيز.
شرايين المخ:
تصلب الشرايين الدماغية تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية.
أعراض انسداد شرايين الدماغ
- تنميل وضعف مفاجئ في الذراع أو القدم.
- عدم القدرة على الكلام أو التحدث بلغة غير مفهومة.
- فقدان بصر مؤقت في أحد العينين.
- شلل في عضلات الوجه.
شرايين القدم:
وهي الشرايين التي تغذي القدمين، وقد يؤدي تصلب شرايين القدم إلى حدوث جلطة بالساق أو الفخذ.
أعراض ضيق شرايين الفخذ والساق
- تورم بالقدم.
- تنميل في القدم.
- ألم شديد يزداد مع الحركة.
- احمرار في جلد الفخذ والساق.
تشخيص تصلب الشرايين
يجب أن تخضع الفئات المختلفة المعرضة للإصابة بتصلب الشرايين إلى فحوصات دورية لتشخيص الحالات وبدء العلاج مبكرًا، والفئات الأكثر خطورة هي:
- الأشخاص فوق سن الأربعين خصوصًا الرجال.
- الأشخاص المصابون بالسمنة وزيادة الوزن.
- المدخنون.
- الأشخاص الذين يعتمد عملهم على الأعمال المكتبية.
- الأشخاص الذين يشكون أيًّا من الأعراض السابقة.
علاج تصلب الشرايين
- تغيير نمط المعيشة: ويشمل تخفيض الوزن، وزيادة النشاط الجسماني، ومنع التدخين، وتقليل الدهون والسكريات في الطعام.
- العلاج الدوائي: أدوية لخفض مستويات الكوليسترول في الدم، وأدوية لزيادة سيولة الدم (مضادات التجلط)، وأدوية لخفض ضغط الدم المرتفع.
- الجراحة: إذ يتم التعامل مع الجزء المصاب من الشرايين جراحيًّا.