هل تسرعين عزيزتي فور إصابتك وأطفالكِ بنزلة البرد بفتح خزانة أدويتك وأخذ المضاد الحيوي اعتقادًا منك بفاعليته ضد البرد؟ أو بالذهاب إلى الصيدلية وطلب أقوى مضاد حيوي أو الإسراع بأخذ تلك المعروفة بحقنة البرد؟ أتعلمين كم العواقب الناتجة عن سوء استخدام المضادات الحيوية وتأثيرها على الصحة؟
في هذا المقال، نطلعك على أضرار استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي، وعواقب سوء استخدام المضادات الحيوية دون داعٍ.
ما هي المضادات الحيوية؟
تعد المضادات الحيوية هي حجر الزاوية في الطب الحديث، فهي أدوية تكتب بوصفات طبية لقتل البكتيريا المسببة للعدوى أو منعها من التكاثر لعلاج الالتهابات البكتيرية الشائعة كالالتهاب الرئوي والتهابات مجرى البول ولا تعمل ضد العدوى الفيروسية كأدوار البرد والأنفلونزا والرشح ومعظم حالات السعال.
تأثير المضادات الحيوية على البكتيريا
تحارب المضادات الحيوية البكتيريا إما بقتلها أو بتوقيف تكاثرها ونموها بثلاثة طرق:
- مهاجمة الجدار المحيط بخلية البكتيريا تاركًا إياها بلا حماية.
- التدخل في قدرة الخلية البكتيرية على التكاثر ووقفه.
- إعاقة إنتاج البروتين اللازم لنمو الخلية البكتيرية وتكاثرها.
سوء استخدام المضادات الحيوية
وبعد معرفتك عزيزتي استخدامات المضادات الحيوية وكيفية عملها لا يعني هذا أن تفرطي في استخدامها، وحذرت مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية على لسان مديرها توم فريدين من كابوس البكتيريا التي طورت مقاومة شديدة للمضادات الحيوية الحديثة في أمريكا وجميع أنحاء العالم بسبب سوء استخدامها والإفراط بها دون داعٍ.
وكمثال على هذه الأضرار:
وجد أن الاستخدام غير المحبذ للمضادات الحيوية في حالات الإصابة بفيروس البرد، يبرز بعض الأعراض غير المرغوب فيها، فكما هو الحال فنصف التهابات الجهاز التنفسي العلوي للأطفال بسبب أدوار البرد فيروسية الأصل وقد وُجد أن 71% من الأطفال يصابون ببكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل (clostridium difficile) المقاومة للمضادات الحيوية والمسببة للإسهال العنيف والمسؤولة عن موت 14 ألف مريض كل عام من الأطفال والبالغين بعد إعطائهم مضادات حيوية بشكل خاطئ وعشوائي لأمراض الأنف والأذن والتنفس بنحو 12 أسبوعًا.
المضادات الحيوية قد تتسبب في اختلال البيئة الطبيعية في الأمعاء وخاصة في الأطفال، ليبرز معه بعض الأمراض كالعدوى بالكلوستريديوم. فالنبّيت الجرثومي المعوي (intestinal normal flora) وهو البيئة الطبيعية المتزنة التي يعيش بها نحو 100 مليار خلية بكتيرية من أنواع مختلفة منها الضار والنافع، وهذا الاتزان الطبيعي لصالح البكتيريا النافعة التي تدعم المناعة والهضم السليم وسلامة الأمعاء، قد يتغير بالاستهلاك غير المحسوب للمضادات الحيوية العنيفة.
والآن عزيزتي السوبر كيف نساهم معًا في التغلب على هذه الظاهرة؟
- الوقاية دائمًا خير من العلاج، فغسيل الأيدي بالماء والصابون العادي بطريقة الغسل الصحيحة، هو خط الدفاع الأول لوقف انتقال العدوى وانتشارها.
- الاستخدام المقنن للصابون المقاوم للبكتيريا الذي قد تؤدي كثرة استخدامه إلى زيادة المقاومة البكتيرية، وقصر استخدامه على غسيل الجسم قبيل العمليات الجراحية طبقًا لمركز مكافحة العدوى، كما ينصح باستخدام معقم اليدين الكحولي في المطارات عند السفر لمنع انتشار الأمراض بين الدول.
- عند ذهابك إلى الطبيب، يجب التأكد من جدوى استخدام المضاد الحيوي وخاصة إذا كانت العدوى فيروسية لا تتطلب إلا الراحة وبعض الأدوية الخفيفة وإعطاء الجسم الفرصة الطبيعية للتعافي.
- اعتني بصحتك تعتني صحتكِ بكِ، فالنوم الجيد وشرب السوائل والراحة وتقليل الإجهاد واتباع العادات الصحية في الأكل والشرب يعودون عليكِ وعلى صحتكِ بالنفع والصحة.
- لا تطلبي عزيزتي مضادًا حيويًا إن كان غير ضروري، واسألي الطبيب دائمًا عن طبيعة العدوى وإن كانت بكتيرية ولا تتبادلي مضاداتك الحيوية مع أحد دون أمر الطبيب فكل حالة ولها مايناسبها.
- إن كان ضروريًا فأخذ المضاد الحيوي بشكل صحيح وفي الموعد الصحيح كما في التذكرة الطبية وإكمال الكورس العلاجي إلى نهايته وليس عند اختفاء الأعراض فقط يجنبنا المقاومة البكتيرية، وبالطبع فهذا يبطل أسطورة حقنة البرد الكارثية التي تحتوي الكورتيزون ومسكنًا يخفي أعراض البرد وجرعة واحدة من المضاد الحيوي.
- اختاري الطبيب المعروف عنه عدم الإفراط في كتابة الأدوية دون داعٍ ومساعدته للجسم على الاستشفاء.