فرط التعرق أو كثرته حالة تتسم بالتعرق الغزير في مواقف غير طبيعية، كالجو البارد مثلًا أو دون بذل مجهود، وقد تسببه بعض الحالات الصحية، كسن ما قبل انقطاع الطمث، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وقد يكون بلا سبب واضح، وينتج عنه شعور بعدم الراحة أو الإحراج، فقد يصل الأمر لبعض الأشخاص المصابين به لتقطر العرق من يديهم ونزوله بغزارة، ففي الطبيعي تفرز الغدد العرقية العرق على سطح الجلد عند ارتفاع حرارة الجو أو الجسم، كما يحدث في أثناء التمرن أو عند التوتر، وبتوقف هذه الأسباب تتوقف الغدد العرقية، لكن أصحاب فرط التعرق لا يقف الأمر عند هذا الحد لديهم، إذ يتعرق الشخص دون مجهود أو في الجو البارد، بل حتى في أثناء الاستحمام. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أسباب كثرة التعرق دون مجهود، وعلاج فرط التعرق.
أسباب كثرة التعرق دون مجهود
يختلف سبب كثرة التعرق بحسب نوعه أوليًّا أو ثانويًّا، وفي معظم الأحيان لا يكون مؤذيًا، لكنه أحيانًا قد يصاحب بعض الأمراض التي تستدعي التدخل الطبي، وتنقسم أنواع فرط التعرق إلى:
- فرط التعرق الأوّلي: تتعرق فيه الأقدام واليدان والرأس والوجه وتحت الإبط بشكل مفرط دون سبب واضح، وتبدأ الحالة في مرحلة الطفولة، و30-50% تقريبًا من أصحاب هذه الحالات لهم تاريخ عائلي للإصابة بفرط التعرق.
- فرط التعرق الثانوي: يحدث لسبب طبي، كأن يكون عَرَضًا جانبيًّا لبعض الأدوية، ويبدأ عادة في الكبر، ويحدث تعرق فيه في كل الجسم أو منطقة محددة أو في أثناء النوم، ومن أسبابه:
- انقطاع الطمث.
- الحمل.
- السمنة.
- اضطرابات القلق.
- مرض السكري.
- أمراض القلب.
- مشكلات الغدة الكظرية.
- الجلطات.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- إصابات الحبل الشوكي.
- أمراض الرئة.
- الشلل الرعاش.
- العدوى، كالسل أو فيروس نقص المناعة البشرية أو الهربس.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- النقرس.
- السرطان.
قد يحدث كعَرَض جانبي لبعض الأدوية، مثل:
- مضادات الاكتئاب، كالديسيبرامين والنورتريبتيلين والبروتريبتيلين.
- دواء البيلوكاربين المعالج للمياه الزرقاء.
- بعض أدوية الزهايمر.
- أدوية السكري، كالإنسولين والسلفونيل يوريا.
- المكمل الغذائي الزنك.
من علامات فرط التعرق:
- التعرق الغزير ستة أشهر متواصلة دون سبب واضح.
- التعرق الحادث بكلا جانبي الجسم.
- تكرار فرط التعرق على الأقل مرة أسبوعيًّا.
- التعرق الذي يتداخل مع أنشطة الحياة اليومية ويعيقها.
- فرط التعرق البادئ في سن أصغر من 25 عامًا.
أما عن علاج فرط التعرق، فهذا ما نوضحه لكِ في السطور التالية.
علاج فرط التعرق
هناك عدة اختيارات لعلاج فرط التعرق، وللتعرق الأوّلي قد يصف الطبيب بعض الإجراءات، مثل:
- مضادات التعرق المتخصصة المعالجة للحالات المتوسطة من فرط التعرق المحتوية على الألومنيوم، بعد استشارة الطبيب عن الكميات المناسبة التي لا تسبب ضرر.
- الأدوية المضادة للكولين التي تقلل التعرق، كالجليكوبيرولات.
- الإرحال الأيوني (Iontophoresis) بجهاز يوصل شحنات كهربائية بقوة ضعيفة، بتغطيس الشخص في الماء، وتوصيل التيار الضئيل لليدين والقدمين وتحت الإبطين، لإعاقة عمل الغدد العرقية مؤقتًا عن عملها.
- حقن البوتوكس المعيقة للأعصاب المحفزة للغدد العرقية، وتحتاج لعدة حقن لتصبح فعالة.
- الجراحة كحل أخير في الحالات الشديدة من تعرق اليدين وتحت الإبطين، بإزالة بعض الغدد العرقية من هذه المناطق، أو بعملية أخرى تسمى قطع الودي الصدري بالتنظير، ويقطع فيه الجراح ويتلف الأعصاب المسئولة عن التعرق بهذه المناطق.
في حالات فرط التعرق الثانوي، يجب معرفة السبب الذي يصاحبه التعرق وعلاجه، وهذه بعض النصائح التي يمكن بها تقليل التعرق أيضًا:
- الاستحمام يوميًّا للتخلص من البكتيريا بالصابون، وتجفيف الجسم جيدًا بعدها.
- استخدام مزيلات العرق على المنطقة المطلوبة بعد الاستحمام.
- ارتداء أحذية وجوارب من خامات طبيعية لتهوية الأقدام وعدم كتمها، مع تغيير الجوارب بانتظام.
- تجنب ارتداء الملابس الثقيلة التي تكتم الجسم، وارتداء الخفيفة منها الممتصة للعرق، والمساعدة على تهوية الجلد، كالأقمشة القطنية.
- تقليل الأكلات الحارة أو المليئة بالتوابل أو كثيرة الثوم، والمشروبات الساخنة كالقهوة والشاي.
- إحضار ملابس زائدة كبديل عند الخروج للتمرن أو العمل في درجات حرارة عالية، لتغيير الملابس عند تعرقها.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى أسباب التعرق الزائد دون مجهود وعلاجه، يجب الذهاب للطبيب إن صاحب فرط التعرق نقصان الوزن أو ارتفاع الحرارة أو آلام بالصدر أو الشعور بضغط فيه أو مشكلات في التنفس أو تسارع ضربات القلب أو عند حدوثه فقط أثناء النوم أو إن طال زمن التعرق دون سبب ظاهر.
تعرفي إلى مزيد من أسباب الحالات المرضية والمشكلات الصحية المختلفة وأعراضها وطرق علاجها والوقاية منها في قسم الصحة.